الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا يستفيد بما فيها الحمار يحمل الأثقال والأسفار.. ولا يعقل ما فيها

23 يونيو 2017 20:02
القاهرة (الاتحاد) لقد شبه الله الذين حمَّلهم التوراة ليبلغوها إلى الناس وليبينوا لهم الهدى فكتموها ولم يحملوها، شبههم بالحمار الذي يحمل الأسفار، فصفتهم ومثلهم كصفته، فهو حامل مثقلٌ بأسفار لا نفع له فيها ولا مأكل، فليس من الحمل إلا الأثقال والإتعاب، لأنه لا يعقل ما في الأسفار، ولا يستفيد بما فيها من الهدى، قال تعالى: (مَثَلُ الّذينَ حُمّلُوا التُّوراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَومَ الظّالِمِين)، «سورة الجمعة: الآية 5». ذكر المفسرون أنه سبحانه لما قال إنه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الأميين أخذت اليهود هذه الآية ذريعة لإنكار سعة رسالته، وقالوا إنه، بُعث إلى العرب خاصة ولم يبعث إليهم، فعند ذلك شبّهتهم بالحمار الذي يحمل أسفاراً لا ينتفع منها، إذ جاء في التوراة نعت الرسول والبشارة بمقدمه والدخول في دينه. وهذا المثل يشبه كذلك حال من يفهم معاني القرآن ولا يعمل به ويعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه، والمراد الذين ضمنوا أحكام التوراة، ثم لم يحملوها، لم يؤدّوا حقها، فهؤلاء أشبه بالحمار، كما قال تعالى: (... كَمَثَلِ الحِمار يَحْمِلُ أَسْفاراً...)، وانتخب الحمار من بين سائر الحيوانات لما فيه من الذل والحقارة ما ليس في غيره، بل والجهل والبلادة. قال القرطبي، ضرب الله مثلاً لليهود لما تركوا العمل بالتوراة ولم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كلفوا العمل بالتوراة، ثم لم يعملوا بها، فشبههم - والتوراة في أيديهم وهم لا يعملون بها - بالحمار يحمل كتبا وليس له إلا ثقل الحمل من غير فائدة. وقال الإمام الطبري، هذا مثل الذين أوتوا التوراة من اليهود والنصارى، فحملوا العمل بها، ثم لم يعملوا بما فيها، هؤلاء كمثل الحمار يحمل على ظهره كتبا من كتب العلم، لا ينتفع بها، ولا يعقل ما فيها، فكذلك الذين أوتوا التوراة التي فيها بيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم، مثلهم، كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا فيها علم، فهو لا يعقلها ولا ينتفع بها، ولا يدري ماذا عليه، ولا ماذا فيه، ولا يدري ما على ظهره. ويقول الله تعالى (... بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، «سورة الجمعة: الآية 5»، ذم الذين تلك صفتهم، أنهم مكذبون بآيات ربهم، كفروا بآياته، فجردهم من هداه، لأنهم ظالمون لأنفسهم، فلا يكون الهدى لمثل هؤلاء القوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©