السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المصابيح».. تجمع بين الجمال والوظيفة

«المصابيح».. تجمع بين الجمال والوظيفة
24 يونيو 2017 11:24
مجدي عثمان (القاهرة) المصباح واحد من أهم الفنون الإسلامية، التي تجمع بين الجمال والوظيفة، حيث قام الفنان المسلم بتجسيدها عملياً في «المشكاة» وهي الغلاف الزجاجي المخروطي الذي يوضع فيه القنديل، وهو إناء صغير به الزيت والفتيل الذي يوقد للإضاءة عند صلاة المغرب يومياً، ويقوم خادم المسجد بذلك العمل عن طريق إنزال المشكاوات من سلاسلها عند الفجر وإطفاء القناديل ثم يعيد تعليقها بعد الإضاءة عند المغرب. ولصناعة المشكاة هناك قوالب من البرونز أو الفخار، ويتكون القالب من جزأين حيث تشكل المشكاة على نصفين ثم يتم لصقها معاً، من خلال وضع عجينة الزجاج في هذا القالب والنفخ فيه باستخدام أنبوب معدني، حتى تأخذ شكل القالب، وأحياناً تضغط العجينة في قالب خاص بمكبس، حتى تصير الشكل الموجب للقالب، فتأخذ حجمه ونقوشه، ثم يتم زخرفة المشكاة باستخدام مادة المينا، والتي وصلت لمرحلة عالية من التطور في العصر المملوكي بعد أن بلغت صناعة المشكاة أوجها، وكان المزخرف يطلق عليه «المينا كار». ويحتفظ متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بمعظم المشكاوات في عصورها المختلفة، ويليه من حيث الكم متحف المتروبوليتان بنيويورك، وبعض المشكاوات الأخرى موجودة في كنائس أوروبا، والتي حملها الحجاج الأوروبيون عند عودتهم من بيت المقدس، ووضعوها «نذورا» بالكنائس، إضافة إلى عدد آخر من المشكاوات وصل إلى أوروبا ضمن ما سلبه الصليبيون من كنوز مع حملاتهم على بلاد الشام. وتميزت سوريا بصناعة المشكاوات، ويشهد على إتقانهم ثلاث مشكاوات، الأولى باسم الأمير ألماس بالمتحف الإسلامي بالقاهرة، والثانية باسم الأمير قيصون بمتحف المتروبوليتان والثالثة بمتحف بوسطن، وكُتب عليها توقيع صانعها «محمد بن علي الرنكي» أو أمكي. ومع القرن 15م، توقفت صناعة المشكاوات، إلا من مشكاتين أمر بصنعهما السلطان المؤيد شيخ، وبعد ذلك بـ 20 عاماً، أمر بصنع ثالثة الأمير قايتباي، كما أمر السلطان إينال في عام 1450م، بصنع مشكاة رابعة، ولم تعرف إلا مشكاة واحدة صنعت لقايتباي في نهاية عصر المماليك البرجية. وتنقسم الكتابة على المشكاوات إلى زخارف كتابية ذات طابع ديني، وزخارف تاريخية وتذكارية، والأولى لم تبدأ في الظهور على المشكاوات إلا منذ أواخر عصر الناصر محمد بن قلاوون، حيث كانت المشكاوات، منذ أوائل القرن 13م، تقتصر في كتاباتها على النصوص التاريخية التذكارية الخاصة بالسلطان أو الأمير. وفي معظم مشكاوات العصر المملوكي، كان المزخرف يكتب النصوص التاريخية على البدن بينما خصص الرقبة للنصوص الدينية، وكان يستهل النصوص التاريخية في مشكاوات السلاطين بالدعاء لهم، ثم يذكر اسمه ولقبه، وينهي النص بالدعاء بـ«نصره الله» أو «عز نصره»، ومن المشكاوات ذات النص التاريخي على بدنها مشكاة السلطان محمد بن قلاوون المحفوظة بمتحف الفن الإسلامي والتي يرجع تاريخها إلى الفترة الثانية من حكمه. ومن القرن 15م، وفي الخط الثلث يقتني متحف الفن الإسلامي بالقاهرة مشكاة نادرة تحتوي نصاً يوضح تيسير أداء الصلاة على المرضى دون عناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©