الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ملأتنا فخراً يا منصور

12 يناير 2012
استقبلت كغيري من العرب التواقين إلى بناء مجد الأمة بفكر أبنائها وإلى استلهام بعض من روح الإبداع الذي كان للأجداد في ماضينا التليد بكثير من الفخر تتويج سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة شخصية العام، مكرماً بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي. والفخر هو أن تصل شخصية رفيعة ذات روح قيادية عالية إلى أن تنال الإجماع العربي عرفاناً لها بما أبدعته ليس في محيطها المحلي ولكن في محيط عالمي، نعرف مدى السباق الشرس بين وجهاء وقادة الفكر ورجال أعمال من العيار الثقيل لربح مساحات في فضائه الرياضي والإعلامي، كما أنه فخر بأن يجمع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في زمن قياسي المجد من كل أطرافه، بأن قاد بإدارة رشيدة ومتوثبة وخلاقة نادي الجزيرة إلى منصات التتويج جاعلاً منه رقماً صعباً في معادلة كرة قدم الإمارات والخليج، وأضفى سموه من روحه الإبداعية الشيء الكثير بأن استنهض نادي مانشستر سيتي من مرقده، فحوله من مجرد ناد يرضى بالأدوار الثانوية في مدينة مانشستر إلى ناد يتنازع مجد إنجلترا وأوروبا مع الغريم الأبدي يونايتد. وإذا كان اختيار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان قد تأسس من قادة الفكر الرياضي العربي ممن جرى انتقاؤهم بدقة ليكونوا داخل مجلس أمناء الجائزة على قواعد لا دخل فيها للعاطفة، إذ تقوم على معيار الكفاءة والأهلية وعالمية المشروع إضافة إلى عظمة النجاح، فإن الاحتفاء الكبير الذي أقامه الإعلام الإنجليزي الموغل في المحافظة وفي صيانة المعالم الفكرية والرياضية الكبرى، ودرجة الابتهاج التي بلغها أنصار مانشستر سيتي بعد الذي حدث من تحول عميق ورائع في بنية ناديهم، ألغت كثيراً من المسافات التي كانت تفصله عن يونايتد، وهو ما يقدم لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان براءة إبداعه الرياضي، بل ويطرد كثيراً من أوهام كان قد رمى بها أعداء العرب في مستنقعات الإعلام عندما حذروا من أن تكون «هجمة» رجال أعمال عرب على حد تعبيرهم على أندية أوروبية مقدمة لتخريب رياضي كامل بسلطة المال. وتسقط سقوطاً شنيعاً هذه الأطروحة عندما نرى كيف باشر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عملية إعادة بناء قواعد مانشستر سيتي باعتماد برنامج تقويم، كما أنه لا يضحي بالمكتسبات، فإنه يعقلن صرف المال، وفي ذلك ينتفض فينا السؤال لماذا نعجز في الغالب عن تحويل أنديتنا العربية إلى قلاع رياضية تنجح فيها المشاريع ويتشجع الخلق والإبداع؟. ويأتي الجواب سريعاً.. لأنها تفتقد للأرضية التي تينع معها البرامج وتزهر فيها المبادرات، وتلك الأرضية لها صلة وثيقة بالفكر وبالمرجعية أيضاً، فهلا فكرنا في الدعوة لحوار رياضي عربي نكتشف من خلاله المعضلات ونستغل معه كل هذه القمم والقيادات العربية لنحدث ثورة من الداخل على منظومتنا الرياضية. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©