الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن ينشر 4 آلاف جندي إضافي لدعم السلام في جوبا

مجلس الأمن ينشر 4 آلاف جندي إضافي لدعم السلام في جوبا
14 أغسطس 2016 12:47
نيويورك، جوبا، القاهرة، نيروبي (وكالات) وافق مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية على نشر قوة حماية إقليمية من 4 آلاف عنصر، لتعزيز بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، كما هدد بفرض حظر على الأسلحة إذا عرقلت الحكومة عمل قوات الأمم المتحدة. ويأتي قرار تمديد ولاية قوة حفظ السلام للأمم المتحدة المعروفة باسم «يونيمس» في دولة جنوب السودان التي مزقتها الحرب، بعد تجدد الاشتباكات في أوائل شهر يوليو الماضي، بينما كانت البلاد تحتفل بالذكرى السنوية الخامسة لاستقلالها عن السودان. وتم تكليف قوة الحماية، التي ستشكل من دول الجوار، بضمان حركة آمنة وحرة حول العاصمة جوبا، وحماية مطار المدينة والمرافق الرئيسية، ووقف أي هجمات ضد المدنيين وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ولا يفرض القرار حظراً للأسلحة على البلاد - على الرغم من دفع العديد من أعضاء مجلس الأمن باتجاه اتخاذ مثل هذا التدبير. لكن المجلس هدد، مع ذلك، بوضع هذه الخطوة في الاعتبار، جنبا إلى جنب مع عقوبات أخرى، إذا لم تسمح حكومة جنوب السودان بنشر القوة الجديدة أو عرقلت عمل قوة حفظ السلام الأممية «يونيمس». وأكد سفير جنوب السودان أن حكومته رفضت القرار، موضحاً للمجلس أن آليات نشر القوة، خصوصاً الجدول الزمني والأسلحة التي يسمح للجنود باستخدامها، يجب أن تناقش أولاً مع جوبا. وقال اكوي بونا مالوال إن «الحصول على موافقة جنوب السودان كان مهماً، من شأن ذلك أن يعطي لهذه القوة كل الحرية اللازمة لقضاء المدة التي أسندت إليها». ورحب زعيم المعارضة في جنوب السودان رياك مشار بقرار مجلس الأمن. وقال مشار -في بيان أمس- إن «هذا القرار يمثل نجاحاً كبيراً من المجتمع الدولي لحماية اتفاق السلام في جنوب السودان». وأشار إلى أن وجود قوات حماية دولية إقليمية «من شأنها أن تسهم في استتباب الأمن والاستقرار في جنوب السودان». ويأتي موقف مشار متعارضا مع رد فعل الرئيس سلفا كير ميارديت على القرار الأممي. وأكد أتيني ويك أتيني المتحدث باسم رئيس جنوب السودان للصحفيين أول أمس الجمعة، أن بلاده لن تقبل بنشر قوة حماية من الأمم المتحدة قوامها 4 آلاف فرد لحفظ السلام في العاصمة جوبا، ولن تتعاون مع المنظمة الدولية في ذلك. وأضاف أتيني أن نشر القوة الدولية أمر «مؤسف للغاية»، مشدداً على أن الحكومة لن تتعاون بشأن ذلك «لأننا لن نسمح للأمم المتحدة بالسيطرة على بلادنا»، و«لن نقبل بأي قوة توصف بقوة حماية جوبا». وحصل مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة على تأييد 11 صوتاً بينما امتنعت أربع دول عن التصويت هي روسيا والصين ومصر وفنزويلا. واعتبر نائب السفير الروسي بيتر ايلييشيف أنه من المؤسف أن القرار لم يحل «هذه المسألة المهمة» بالحصول على موافقة من الرئيس سيلفا كير. من جهته، قال نائب السفيرة الأميركية ديفيد بريسمان إن «لا أحد يعتقد بأن هذه القوة الإقليمية ستحل جميع مشاكل العنف وانعدام الاستقرار السائدة هناك». ولكنه كرر الدعوة التي أطلقها القادة الأفارقة في المنطقة، الذين يأملون بأن يؤدي تعزيز قوة حفظ السلام إلى ضمان الأمن في البلاد، وبالتالي إحياء الجهود الدبلوماسية للسلام. وعزت مصر الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي حول نشر قوة حماية إقليمية في جنوب السودان إلى التحفظ على التوجه المتنامي داخل مجلس الأمن بالافتئات على المبادئ الراسخة والحاكمة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة..مؤكدة أن موافقة الحكومة على نشر القوات هو ضرورة قانونية وعملية وعملياتية. وقالت الخارجية المصرية في بيان أمس إن القرار -الذي اعتمده مجلس الأمن بنشر 4 آلاف جندي في جوبا وما حولها- يغفل موقف الحكومة الانتقالية للوحدة الوطنية من مسألة نشر قوة الحماية الإقليمية ويتجاهل ما نص عليه بيان تجمع الإيجاد الصادر في 5 أغسطس 2016 بشأن التنسيق مع الحكومة في مسائل حجم القوة وتسليحها وولايتها وتوقيت نشرها حيث اتخذ القرار من الموافقة المبدئية التي أبدتها حكومة جوبا مدخلا لإقرار جميع الجوانب التفصيلية لعمل قوة الحماية على أراضي جنوب السودان دون التشاور مع الحكومة بل تم تضمينه إشارات تلوح وتهدد بفرض إجراءات عدة حال عدم قبول الحكومة لما ورد بالقرار من استحقاقات. وأوضحت الخارجية المصرية أن القرار استبق اجتماع قادة أركان دول المنطقة في مشاوراتهم القادمة التي تشكل جوهر الموافقة المبدئية للحكومة الانتقالية.. معتبرة أنه من غير المعقول ألا تكون الحكومة طرفاً في التوافق حول تفاصيل نشر تلك القوة التي ستعمل على أراضيها. وجاء في البيان أن الوفد المصري أكد على أن الهدف الأساسي لجهود المجلس هو حماية المدنيين ووقف معاناتهم، وهو ما يستلزم بالتبعية ضمان قدرة القوات على القيام بتلك المهمة الصعبة حيث تساءل الوفد عن مدى تحمل المجلس مسؤولية ضمان أمن وسلامة تلك القوات وعن مدى قبول الدول المساهمة بقوات بإرسال أفرادهم إلى دول دون تنسيق وتشاور مع حكوماتها. وأكد وفد مصر دعمه الكامل لعمل بعثة الأمم المتحدة العاملة حالياً في جنوب السودان وتقديره لجهودها الحثيثة في حماية المدنيين..مثمنا جهود تجمع الإيجاد والاتحاد الإفريقي لإحلال السلام في جنوب السودان. كما أشار إلى أنه قد انخرط في المفاوضات على مشروع القرار بشكل بناء وحسن نية، محاولاً حتى اللحظات الأخيرة التوصل إلى صياغات وسط محل توافق جميع الأطراف، بهدف توحيد المجلس واعتماد القرار بالإجماع ولكن كان هناك إصرار على الدفع بترتيبات وقوات دون منح حكومة جنوب السودان فرصة القبول أو الرفض. وأوضح الوفد رفضه المزايدة على مواقف مصر تجاه جنوب السودان حيث تدرك مصر تماماً بحكم جوارها الجغرافي وتاريخها المشترك حجم المعاناة التي يتحملها المواطنون هناك وتعي تماماً ضرورة إنهاء تلك المعاناة فوراً، وأنها تبذل كافة مساعيها على المستوى الثنائي والإقليمية والأممي لمحاولة إعطاء أبناء جنوب السودان فرصتهم العادلة في حياة كريمة وخلق الأمل في مستقبل يسوده السلام والاستقرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©