الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحذير روسي.. ودعوة للهدوء في القرم

13 أغسطس 2016 22:45
حثت القوى الكبرى روسيا وأوكرانيا على الامتناع عن تصعيد المواجهة بينهما بشأن القرم، وذلك بعد أن وجه الرئيس الروسي فلادمير بوتين اللوم لكييف لقيامها بأنشطة «إرهابية» على أراضي الجزيرة المتنازع عليها، وهدد باتخاذ إجراءات انتقامية. وقالت مصادر الاتحاد الأوروبي إنه ليس ثمة تأكيدات مستقلة للمزاعم الروسية القائلة بأن القوات الأوكرانية قتلت جنديين روسيين في القرم، ودعا الاتحاد المكون من 28 دولة، الدولتين للامتناع عن تصعيد ما يعتبر أسوأ مواجهة دبلوماسية بينهما منذ الهدنة الموقعة بينهما عام 2015، والتي أنهت الأعمال العدائية في المنطقة عقب المحاولة الانفصالية في أوكرانيا. وقال «الكسندر بولاك»، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل، يوم الجمعة، «نؤكد إدانتنا وعدم اعترافنا بالضم غير القانوني للقرم»، وأضاف: «ليس هناك دليل دامغ مقدم من روسيا يدعم مزاعمها، كما لا توجد أي تأكيدات مستقلة حول صحة تلك المزاعم». والمواجهة الحالية بين روسيا وأوكرانيا، تتزامن مع زيادة في وتيرة العنف في منطقة دونباس الواقعة بشرق أوكرانيا، حيث تخوض قوات الحكومة الأوكرانية حرباً ضد المتمردين التي تقول كييف إنهم يحصلون على الأموال والأسلحة والمقاتلين من روسيا. واندلاع العنف مجدداً، أعطى دفعة قوية للخطط الرامية لإحياء محادثات رباعية في اجتماع الدول العشرين الكبرى في الصين في سبتمبر المقبل، كما زادت نبرة التحذيرات الموجهة من المحللين، بشأن احتمال اندلاع صراع عسكري قبل الانتخابات البرلمانية الروسية في الشهر نفسه. وقالت اليزابيث ترودو، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح لها بواشنطن الخميس: «إنها لفترة شديدة التوتر.. وقد حان الوقت للتراجع خطوة للخلف، ونحن ندعو جميع الأطراف إلى تخفيف حدة هذا التوتر». كما تحدث وزير الخارجية الفرنسي «جان مارك إيرولت» مع نظيره الروسي سيرجي لافروف (الخميس أيضاً) ودعا الطرفين لتجنب مفاقمة الأزمة. وفي يوم الخميس، ناقش بوتين مسألة تعزيز الدفاعات عن القرم مع مجلس الأمن الروسي. وهناك احتمال لأن تقدم روسيا على قطع علاقاتها الدبلوماسية بأوكرانيا، وتستدعي طاقم سفارتها في كييف، كما جاء في تقرير لصحيفة «إزفستيا» يوم الجمعة الماضي، على لسان مصدر لم تحدده في الخارجية الروسية. ووصف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الاتهامات الروسية بأنها محض «خيال»، وأنها يمكن أن تستخدم كذريعة لمزيد من التهديدات العسكرية ضد بلاده. ووضع قواته العسكرية في حالة تأهب على امتداد خط التماس مع القوات الانفصالية، والحدود مع منطقة البحر الأسود، حيث يقول المسؤولون العسكريون الأوكرانيون إن القوات الروسية تعزز مواقعها هناك. وكان المراقبون الدوليون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد سجلوا زيادة حادة في عدد انتهاكات وقف إطلاق النار في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا، والتي تشكل مع منطقة دونتيسك إقليم دونباس. وكانت طائرات المنظمة المسيرة دون طيار قد رصدت وجود منظومات صاروخية متعددة الإطلاق في مناطق الانفصاليين ومناطق الحكومة. وتقول مصادر الجيش الأوكراني إن الانفصاليين الموالين لروسيا هاجموا القوات الأوكرانية بالقرب من مدينتي دونتيسك ولوهانسك وميناء ماريوبول المطل على البحر الأسود، وهي مناطق يسيطر عليها الانفصاليون، وإن تلك الهجمات قد أسفرت عن مصرع جندي أوكراني وجرح أربعة آخرين. ومعلوم أن الدول الغربية قد رفضت الاعتراف بضم روسيا للقرم، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية ساعدت على دفع اقتصاد أكبر دولة مصدرة للطاقة في العالم إلى منطقة الركود، بسبب ضم القرم والصراع في شرق أوكرانيا، والذي أسفر عن مصرع حوالي 10 آلاف شخص. ودعت البعثة الأوكرانية في الأمم المتحدة، الخميس الماضي، إلى إجراء مشاورات «عاجلة» في مجلس الأمن بشأن الملاحظات الروسية. وقال حلف «الناتو» إنه يراقب عن كثب التوترات المتفاقمة، وإنه والولايات المتحدة لم يريا أي دليل يدعم الاتهامات الروسية. وقد أظهر بوتين ميلاً لاستخدام الاضطراب في المنطقة كرافعة في المفاوضات، كما شن عمليات عسكرية في الإقليم بينما كانت أنظار العالم متجهة إلى الألعاب الأولمبية، وعدد كبير من زعماء العالم في عطلة. ويذكر أن روسيا قامت بضم القرم تزامناً مع افتتاح أولمبياد سوتشي، كما قامت بإرسال قواتها إلى جورجيا خلال أولمبياد 2008. وكتب «اندرس اوسلند»، الزميل الرفيع بمجلس الأطلسي: «شهر أغسطس أفضل وقت للقيام بعمل عسكري بالنسبة لروسيا، لأن معظم صناع القرار الغربيين يكونون في عطلة خلال هذا الشهر». ويذكر أن جدار برلين قد بني أيضاً في أغسطس 1961، وأن غزو تشيكوسلوفاكيا تم في أغسطس 1968، وأن انقلاب موسكو وقع هو الآخر في أغسطس 1991. * صحفيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©