الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الدوبلير» بطل لا يصفق له الجمهور وغيابه يعرّض الممثل للخطر

«الدوبلير» بطل لا يصفق له الجمهور وغيابه يعرّض الممثل للخطر
29 ابريل 2014 21:44
«الدوبلير».. هو الشخص الذي ينوب عن الممثل في أداء المشاهد الخطرة بالأفلام السينمائية، وبعض الأعمال الدرامية التي تتطلب لوجود مشاهد خطرة، حيث يقوم مخرج العمل باستبدال الممثل بشخص متمرس ومحترف، يمكنه أداء المهام الصعبة نيابة عن بطل الفيلم، ويكون «الدوبلير» في هذه الحالة هو البطل الذي لا يصفق له الجمهور، لاسيما أنه يرتدي ملابس الممثل نفسها، حتى لا يلاحظ المشاهد الاختلاف بينهما، ويتولى إنهاء مشاهد المطاردات والأكشن، وغيرها من اللقطات التي تظهر الممثل نفسه بأنه البطل الخارق. تامر عبد الحميد (أبوظبي) احتل «الدوبلير» مكانة كبيرة في الساحة الفنية، إذ يعتمد عليه في أغلب أفلام الأكشن والمطاردات سواء العالمية أو العربية، لتأدية المشاهد الخطرة في هذه الأفلام، وعلى الرغم من أن «الدوبلير» ليس عاملاً أساسياً في أغلب الأعمال الدرامية، لاسيما أن أغلب المسلسلات لا تعمد المشاهد الخطرة، وذلك لأن معظم أحداثها تدور حول الحب والرومانسية، إضافة إلى مناقشة الموضوعات الاجتماعية التي تهم الناس، لكن من جهة أخرى هناك بعض المشاهد في الأعمال الدرامية التي توضع تحت مسمى «الخطرة»، والتي يتعرض من يؤديها من الممثلين إلى إيذاء نفسه، وذلك لأنه لا يتمتع بخبرة واحتراف «الدوبلير». مشهد إعدام ومع ضعف وجود «الدوبلير» تقريباً في أغلب الأعمال الدرامية والسينمائية الخليجية بشكل عام، التقت «الاتحاد» بعض صناع الدراما والسينما الخليجيين، الذين شددوا على ضرورة وجود «الدوبلير» في المشاهد الخطرة التي تقدم عبر الشاشة الصغيرة، نظراً لتفادي وقوع أخطاء من قبل الممثل الذي ليس لديه الخبرة الكافية لتأدية المشاهد الخطرة، التي من الممكن أن تؤدي بحياتهم إلى الخطر، خصوصاً وأن هناك بعض المشاهد الخطرة التي قدمت في أعمال سابقة وأثارت الكثير من الجدل في المواقع الإلكترونية الفنية وكذلك تم تداولها في العديد من مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، وكان أبرزها المشهد الذي قدمته الممثلة البحرينية فاطمة عبد الرحيم في مسلسل «أي دمعة حزن لا»، وهو مشهد إعدامها، فكادت أن تُعدم بالفعل، حيث تعرضت للانزلاق وكان الحبل مربوطاً على عنقها، ونجت من الموت بفضل طاقم عمل المسلسل الذين سارعوا بإنقاذ حياتها، ومشهد آخر للممثلة العراقية آلاء شاكر، التي تعرضت مؤخراً لحادث سيارة، ضمن أحداث مسلسل «هواجس». اصطدام بالسيارة وحول تعرضها خلال تصوير أحد المشاهد في مسلسل «هواجس» الذي تم تصويره في أبوظبي لحادث سيارة، أدى إلى تعرضها لبعض الكدمات والإصابات الجسدية، وانتشر مقطع الفيديو الخاص بالحادثة في وسائل التواصل الاجتماعي، توضح آلاء شاكر أنها تعلمت من المسرح خصوصاً وأنها ممثلة مسرحية، الاعتماد على النفس في تصوير المشاهد، الأمر الذي يدفعها لتصوير أغلب المشاهد الصعبة والخطرة بنفسها، في معظم أعمالها الدرامية، لكنها بعد حادثة السيارة الذي تعده من أخطر المشاهد التي أدتها في حياتها الفنية، لاسيما أنها عرضت نفسها لخطر كبير، عاهدت نفسها ألا تقبل أحد الأدوار الذي يحوي بعض المشاهد الخطرة. وعن تصوير المشهد نفسه، أوضحت آلاء أنه كان من المفترض أن تقطع الطريق في أحد مشاهد الفيلم، وتأتي سيارة يقودها أحد الأشخاص بسرعة كبيرة، وكان من المفترض أن يتوقف قبل أن تصطدم بها لحظة سيرها على الطريق، لكن للأسف أخطأ هذا الشخص في التوقف في اللحظة المناسبة، واصطدمت السيارة بها. مشاهد خطرة وأكد المنتج والفنان سلطان النيادي، أن أغلب الأعمال الدرامية الخليجية، وخصوصاً الإماراتية لا تحتاج إلى وجود «دوبلير»، لذلك اختفاء مثل هذه الفرق المحترفة أمر طبيعي، لكن يجب في الوقت نفسه وجود بعض الأشخاص المحترفين الذين يتولون تأدية المشاهد الصعبة، في حال احتاج مخرج العمل لتقديم أحد المشاهد الخطرة ضمن أحداث العمل الفني. وتابع: من النادر أن تجد عملاً درامياً يحتاج إلى «دوبلير»، لكن بعض الأعمال التاريخية التي تحتاج إلى تصوير بعض المشاهد الصعبة في البر أو البحر، تحتاج إلى أشخاص متخصصين لتصوير هذه المشاهد. ولكن لا يستطع أحد المخرجين الاتفاق مع «دوبلير» يطالب بمبالغ مادية عالية، وهو لديه محدودية في مسألة الإنتاج. «دوبلير» محترف أما المخرج الإماراتي منصور الظاهري، فأشار إلى وجود فرق متخصصة لتأدية المشاهد الصعبة في بعض الدول الخليجية، وخصوصاً الإمارات، لكنهم ومع الأسف غير محترفين، مشدداً على أهمية وجود «دوبلير» محترف في الأعمال الدرامية والسينمائية الخليجية، لتقديم مشاهد المطاردات وغيرها من المشاهد الصعبة بشكل احترافي، لافتاً إلى أن أغلب الأعمال الخليجية التي تعاون مسؤوليها مع فريق محترف لتأدية المشاهد الصعبة، كانوا جميعاً من الأجانب، وذلك لاحترافهم وتقديم لهذه المشاهد بدقة عالية. وأوضح الظاهري، أن مشكلة «الدوبلير» في دول الخليج سواء الخليجين منهم أو العرب، أنهم لا يستطيعون تسويق أنفسهم بالشكل المطلوب، حتى يتم الاستعانة بهم في الأعمال الفنية التي بحاجة إليهم لتصوير المشاهد الصعبة. مصداقية المشهد من جهته، قال المخرج البحريني محمد القفاص: على الرغم من اجتهادي الكبير في تلافي أي أخطاء قد تحدث في بعض المشاهد الصعبة أثناء تصويري للأعمال الدرامية، إلا أنه يجب أن يتم تخصيص فريق عمل احترافي للمشاهد الخطرة، فللأسف لا توجد لدينا في المسلسلات الخليجية فريق «دوبلير» لتقديم مثل هذه المشاهد، التي يتم الاستعانة بهم في أغلب الأعمال العالمية والعربية الأخرى، لافتاً إلى أن «الدوبلير» يعطي مصداقية للمشهد الصعب الذي يتم تأديته. أهمية التخصص ويؤمن المخرج الإماراتي جمعة السهلي بضرورة وجود «الدوبلير» في تصوير المشاهد الصعبة بالأعمال الفنية بشكل عام، وقال: التخصص مهم جداً في أي مجال عملي، فالدوبلير هو شخص محترف ومتدرب على تأدية المشاهد الصعبة والخطرة في الأعمال الدرامية والسينمائية، ولا أحد ينكر أن وجوده في غاية الأهمية، حتى لا يتعرض الممثلون أنفسهم أصحاب هذه المشاهد إلى الخطر. وحول ضعف وجوده في الأعمال الفنية الخليجية، أوضح جمعة أن المسألة تتعلق بعملية الإنتاج نفسها، لافتاً إلى أن الشركات والجهات المتخصصة بمسألة «الدوبلير» موجودة، ويمكن الاتفاق معها في أي وقت، لكن يعتقد أن تكلفة هؤلاء الأشخاص المحترفين العالية، هي العائق الحقيقي لاختفائهم عن الساحة الفنية الخليجية. النجاة من الموت الفنانة فاطمة عبد الرحيم التي نجت من الموت أثناء تصويرها لأحد مشاهد مسلسل «أي دمعة حزن لا»، أكدت أنه على الرغم من أن أغلب الأعمال الدرامية لا تحتاج إلى «دوبلير»، لأنها لا تحوي العديد من المشاهد الخطرة، ففي مشهد الإعدام الخاص بها في مسلسل «أي دمعة حزن لا»، بدا المشهد بسيطاً، ولم تكن تتوقع إطلاقاً انزلاقها بهذه الطريقة، التي كانت تودي بحياتي، فإذا كان هناك أحد الأشخاص المحترفين لتأدية مثل هذه المشاهد، لاستطاع التصرف بطريقة أكثر احترافية منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©