الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ندى الشماع وسلطان المسكري يبلغان قمة «كلمنجارو»

ندى الشماع وسلطان المسكري يبلغان قمة «كلمنجارو»
14 أغسطس 2016 00:42
هناء الحمادي (أبوظبي) في رحلة التحدي والإصرار لبلوغ أعلى قمة في أفريقيا «قمة كلمنجارو»، التي يصل ارتفاعها إلى 5,895 متراً فوق مستوى البحر، رفضت ندى الشماع الحاصلة على دكتوراه في الإدارة والاقتصاد من جامعة مانشستر في بريطانيا، وذات الخبرة المتخصصة في مجال التخطيط الاستراتيجي، مع سلطان المسكري، الموظف في دائرة شؤون البلدية والنقل والطالب في كلية التقنية العليا، الاعتراف بكلمة «مستحيل»، فقد استطاعا خلال 7 أيام الوصول إلى قمة «كلمنجارو»، رغم الصعوبات الجمّة التي واجهتهما في أثناء تسلقهما أعلى قمة جبلية في العالم. دعوة صديقة تقول الشماع، إن وراء هذا التحدي قصة قريبة إلى قلبها، حيث كانت تجربتها الأولى في المشي لمسافات طويلة عام 2008 في أميركا، حينها مارست هواية المشي لمسافات طويلة في الطبيعة وكان ذلك من خلال دعوة تلقتها من صديقتها الأميركية الجنسية تنزانية الأصل، فذهبت معها بصحبة أهلها وانضموا إلى مجموعة أكبر، وبعدها انطلق الجميع للمشي في غابات جبال في شمال نيويورك، إلى أن وصلوا إلى القمة. وتضيف: «كان شعوراً جديداً وجميلاً، فمنذ ذلك الوقت وأنا أمارس هذا النشاط في أوروبا لما لمسته من فوائد إيجابية عديدة فردية جسدية ونفسية وكذلك جماعية، كالتعاون وتعزيز روح الفريق والتبادل الثقافي، ومن خلال صديقتي التي حدثتني عن تنزانيا وجمال طبيعة هذا البلد وقمة كليمنجارو التي يقصدها الراغبون في خوض تجربة المشي في الطبيعة إلى القمة، حينها أحببت مزج حبي الجديد للمشي في الطبيعة بشغفي الدائم للتعرف على ثقافات الشعوب وعقدت النية على الذهاب إلى هذا البلد لتسلق قمة كليمنجارو، والتعرف على ثقافة البلد عن قرب». الوصول إلى القمة لمعرفة تفاصيل الرحلة تروي الشماع، أن المغامرة تمثلت في المشي لمسافات طويلة وارتفاعات شاهقة في أجواء تبدأ بالمعتدلة وتزداد البرودة لتصل من خمس إلى عشر درجات تحت الصفر. والتخييم بين الطبيعة وفوق الجبال في أجواء بسيطة بعيداً كل البعد عن مظاهر ترف الحياة. حيث بدأت رحلة المغامرة من بوابة محمية كليمنجارو الوطنية، والتي تبلغ مساحتها 753.5 كيلومتر مربع، وتضيف «مشينا في اليوم الأول قرابة خمس ساعات نحو 12 كم في الغابة الاستوائية المطيرة للوصول إلى المخيم الأول (مخيم مشامي) الذي بتنا فيه ليلة. وفي اليوم الثاني تابعنا المسير عبر الغابة وصعدنا فوق الصخور نحو 9 كم للوصول للمخيم الثاني (مخيم شيرا) وقمنا بالمبيت ليلة، بينما في اليوم الثالث توجهنا إلى منطقة لافا تاور، حيث مشينا قرابة 7 ساعات نحو 15 كم للوصول إلى (مخيم برانكو). وفي اليوم الرابع مشينا 6 كم حيث تسلقنا صخور برانكو الوعرة ومن ثم المشي في الصحراء الجبلية للوصول إلى «مخيم كرانجا». أما في اليوم الخامس فقد مشينا 4 كم للوصول إلى (مخيم برافو)، والاستراحة للاستعداد للصعود نحو القمة ليلاً نحو الساعة 11 مساءً وهي المرحلة التي تعتبر أصعب مرحلة في هذه الرحلة. وتضيف: «الساعة 11 وربع ليلاً انطلقنا نحو صعود القمة في جو مظلم وبارد جداً وكان يتوجب علينا المشي الحثيث من دون توقف حتى نتمكن من الحفاظ على درجة حرارة أجسامنا، ورغم مشاهدة أشخاص في الطريق أصيبوا بدوار ومرض الارتفاعات الشاهقة، إلا إننا صرفنا أنظارنا عنهم وواصلنا المسير بعزيمة وصبر رغم الإرهاق وقلة الأكسجين والبرودة القارصة وقلة النوم، وبقينا على هذا الحال حتى الوصول لـ«قمة أوهورو» الساعة 9:15 صباحاً، ثم قمنا بالنزول من القمة متوجهين إلى الأسفل للمبيت في مخيم في منتصف الطريق، لتستمر رحلة المشي في اليوم السابع نحو أكثر من 15 كم للوصول إلى بوابة المحمية ومن بعدها الوصول إلى قمة كلمنجارو». مهارات جديدة ويقول سلطان المسكري الذي شارك في هذه التجربة المثيرة، إن الهدف من المساهمة مع الدكتورة ندى الشماع، في رحلة الصعود إلى قمة كلمنجارو، توصيل رسالة إلى العالم بوجود إماراتيين متميزين في مثل هذه الرياضات الصعبة، وتشجيع الشباب على استغلال طاقاته وصقل مهاراته من خلال رياضة المشي لمسافات طويلة في الطبيعة والجبال. لافتاً إلى أن أكثر ما لفت نظره خلال هذه التجربة، التنوع الجغرافي الهائل والمثير في كلمنجارو، بداية بالمساحات الزراعية، ثم المشي في الغابات الاستوائية، مرورا بالصحاري والثلوج ثم الوصول لمنطقة قمة جبل كلمنجارو. ويشرح: «بالإضافة إلى الهدف الأساسي وهو رفع علم الدولة على رابع أعلى قمة في العالم، كانت هناك أهداف أخرى شخصية بأن أخوض تجربة جديدة أتعلم منها مهارات جديدة، فأنا مؤمن بأن مثل هذه التجارب تصقل شخصية ومهارات الشخص، كما أن هدفي تشجيع الشباب لتجربة هذا النوع من الرياضة لما لمسته فيها من فوائد عدة، مثل قوة الإرادة والصبر والتحمل ووضوح الرؤية ومتابعة المسير مهما اشتدت الظروف». حديث الذات من القاع إلى قمة كلمنجارو، لم تكن الرحلة سهلة من الوهلة الأولى، بل وجد الشماع والمسكرى مشقة وصعوبات نفسية وجسدية، ومن أهمها، كما يوضح المسكري، المشي المرهق خصوصاً نقص الأكسجين في الارتفاعات الشاهقة، ولكن الذي ساعد على تحدي هذه الصعاب -تبعاً للشماع- هو ترويض الذات ترويضاً إيجابياً، والسعي إلى وصول القمة بالإنصات إلى «حديث الذات»، الذي كان له أثر كبير، حيث كنت أكرر عبارات «نعم أستطيع» «بقى القليل» «أنا قوية وسوف أصل» «أنا بخير وسأكون بخير» ومثلها من العبارات الإيجابية التحفيزية لكي أرفع من روحي وطاقتي الإيجابية، والذي انعكس على قدراتي الجسدية بشكل كبير، بالإضافة إلى تحفيز سلطان المسكري على الاستمرارية والصمود وروح المغامرة للوصول إلى الهدف الذي جئنا من أجله وهو رفع علم الدولة الذي يستحق كل هذا العناء. أيادي الخير بالإضافة إلى هدف رفع علم الدولة على القمة، فقد كان في الرحلة بعد إنساني آخر يضاف إلى رحلتهم. عن ذلك تقول الشماع «في البداية كان التحدي والرغبة في الإنجاز والوصول للهدف باعتلاء القمة هو الحافز الأول ومن ثم تطور هذا الهدف ليشمل هدفاً إنسانياً وخيرياً، حيث قمنا برفع شعار «دار المشاعر الإنسانية لرعاية وإيواء ذوي الاحتياجات الخاصة» الكائن في دبي، ورسالتنا هي نشر وعي وثقافة العمل التطوعي ومساندة المؤسسات الإنسانية والخيرية بهدف تشجيع الجميع وخصوصاً الشباب على أهمية تعزيز وتعميق مفهوم العمل الخيري والإنساني كمسؤولية أخلاقية وواجب يجسد مبادئ التعاضد والتآزر، لما له من أثر إيجابي وفعال على الفرد والمجتمع. والجانب الثاني أيضاً هو القيام بزيارة «دار للأيتام في تنزانيا»، بحيث تم شراء بعض المواد الأساسية والغذائية والحلويات للأطفال وتوزيعها عليهم. وتوضح أن هذا العمل الخيري، زرع البسمة والفرحة في قلوب الأطفال، وكان شعور إنساني عميق غمرنا في تلك اللحظة ونحن نرى فرحتهم وفي الوقت ذاته نرى ونعاين مستوى الدار الذي يحتاج إلى تطوير وتعمير من حيث الجدران والأسقف والذي يحتاج إلى الأيادي البيضاء من أهل الخير لدعمهم ولو بالقليل. رسالة إلى الشباب توجه الدكتورة ندى الشماع، رسالة إلى كل شاب وشابة في الإمارات بأن يُثْروا حياتهم بتجارب وأنشطة متنوعة، فالحياة مليئة بما يصقل شخصياتهم ومهاراتهم بما يجعلنا أفضل وأقدر يوماً بعد يوم، لنرتقي في المراكز الأولى كما علمنا قادتنا في الإمارات وكما حفظناه ورأيناه ذلك الهدف يتحقق على أرض الواقع في الكثير من المجالات. وترى أن المرأة الإماراتية قادرة على التميز في كل المجالات وهي امرأة متنوعة المهارات وقادرة على الوصول لأعلى المراتب العلمية والارتقاء لأعلى سلم الهرم الوظيفي، كما أنها قوية قادرة مبادِرة نشيطة صبورة واعية ومميزة وسفيرة لبلدها في كل المجالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©