السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة الثقافة والتاريخ تكرس «صير بني ياس» وجهة سياحية شاملة

جولة الثقافة والتاريخ تكرس «صير بني ياس» وجهة سياحية شاملة
29 ابريل 2014 21:39
مع كل معالم الترف الطبيعي الذي تتمتع به جزيرة صير بني ياس في المنطقة الغربية، والتي تحولت منذ عدة سنوات إلى وجهة للاستجمام الخالص، تضاف علامة جذب جديدة تمتد على وسع ربوعها. وتتمثل بجولة ميدانية عبر الثقافة والتاريخ تتيح أمام الزوار فرصة استكشاف الحضارة الاماراتية وعراقة الموروث المحلي، تنظمها منتجعات «أنانتارا» القائمة على منشآت الضيافة في الجزيرة. ويوفر هذا النشاط السياحي الاستثنائي فرصة ذهبية للاطلاع على أول دير تاريخي في الدولة وتأمل الحياة البرية بمختلف أوجهها الآسرة، مع التعرف في الوقت نفسه إلى تقاليد المنطقة وأصالتها. نسرين درزي (أبوظبي) تعتبر جزيرة صير بني ياس واحدة من أجمل البقاع النضرة والبكر في الدولة لما تتمتع به من خصائص تجعلها موغلة في أعماق الأرض ووجدان الأقدمين. وعدا عن طبيعتها البديعة المتكئة من اليمين على الشواطئ النقية ومن اليسار على صحراء الربع الخالي، فهي تضم مجموعة من الحقائق التاريخية التي تكرسها موقعا أثريا ومجمعا لأكبر إرث لم يتم الكشف عنه في المنطقة من قبل. وبعد سنوات طويلة من البحث والتنقيب وإجراء الدراسات، يخرج إلى النور برنامج الاطلاع على مفردات المعالم التاريخية في «صير بني ياس»، والمتمثلة أولاً باستكشاف دير يعود إلى القرن السابع الميلادي. وهو أحد المواقع الأثرية الـ36 التي تم اكتشافها على الجزيرة خلال العقد الفائت وكان لابد من أن تحظى بفترة كافية من التحضير والترتيب قبل التمكين من عرضها أمام الجمهور. ومع الإعلان عن هذا الحدث اللافت في مسيرة المنطقة الغربية تضاف فكرة جديدة إلى مجموعة الأنشطة التي بإمكان الضيوف الاستمتاع بها ضمن منشآت الضيافة القائمة فيها. زراعة شجر القرم وعن الجولة الميدانية عبر الثقافة والتاريخ، يتحدث مارك إلتير مدير عام مجموعة الفنادق والمنتجعات في جزيرة صير بني ياس، موضحا أنها تتربع على قائمة الاهتمامات. وذلك لكونها من الخطط غير المتداولة ضمن أنشطة المنشآت السياحية. ويذكر أن الجولة الواحدة يتم تنظيمها بحسب الطلب وتدوم ساعة ونصف الساعة. وذلك وفقا لما يتناسب مع برنامج النزلاء حيث يرافقهم دليل سياحي يتشارك معهم في معرفته الواسعة بتاريخ الجزيرة وقبيلة بني ياس. بالإضافة إلى مآثر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ومساهماته المهمة في تطوير جزيرة صير بني ياس وتعزيزها بأهم الأصناف من الحيوانات البرية النادرة والمهددة بالانقراض. كما يطلع رواد الجزيرة على الأماكن التي كان الشيخ زايد يمضي فيها وقته ويتعرفون إلى إرثه الثقافي وهواياته المفضلة، حيث كان يستقبل ضيوفه ويشرح لهم عن تاريخ المنطقة وخيراتها الطبيعية التي لطالما كانت ولا تزال مدعاة فخر واعتزاز. ويورد مارك إلتير أنه التزاماً بمبادرة الحفاظ على البيئة الطبيعية في الجزيرة الخصبة والعريقة، سوف يحظى الضيوف بفرصة زرع شجرة قرم والمساهمة في تجميل الجزيرة. وتأتي هذه الخطوة تشجيعاً للعمل البيئي وتمهيدا لجذب الزوار ليصبحوا جزءاً من عائلة أنانتارا في السنوات المقبلة. والمتجولون على الجزيرة يستمتعون بوقتهم بالتقاط الصور مع تناول الفاكهة الموسمية مثل التمور والمشروبات العربية التقليدية وعلى رأسها القهوة حيث يتعلمون الطرق التقليدية لشربها. 36 موقعاً أثرياً أما الموقع التاريخي موضوع الجولات الجديدة على جزيرة صير بني ياس، فهو الدير الأثري الوحيد المكتشف في الدولة حتى الآن، وقد تم اكتشافه للمرة الأولى عام 1992. ويظهر الكثير من المقتنيات القيمة التي تبهر السياح المقبلين على الموقع من داخل الدولة وخارجها. بينها حجرة تخزين مع دلائل تشير إلى أنها استخدمت لتخزين جرار “التوربيدو” المشابهة لجرار “الآمبري الرومانية” في شكلها ووظيفتها. وأجزاء من 3 أوعية زجاجية فاخرة، بعضها عبارة عن كسر من كأسين مزخرفتين وبقايا قارورة صغيرة أو دورق. وجزء من إفريز جصي كان يزين جزءاً من المنطقة العلوية فوق أحد أبواب الدير. وهذا يدل على ما تتمتع به الجزيرة من تراث عريق يكرسها وجهة سياحية متكاملة بما فيها الطبيعية الخلابة والحياة البرية والأنشطة الرياضية المرافقة. كما يعكس غنى المنطقة ويضيء على المجموعات البشرية التي استوطنت فيها منذ مئات السنين. وبحسب العلماء فإن جزيرة صير بني ياس ظلت مأهولة بالسكان على مدى أكثر من 7500 عام، وقد عثر فيها حتى الآن على أكثر من 36 موقعاً أثرياً. وتتضمن هذه المكتشفات مدفناً دائرياً يعتقد أنه يعود لأربعة آلاف عام، وبرج مراقبة، ومسجداً وأدلة على صناعة اللؤلؤ القديمة في الجزيرة. وتعتبر الفخاريات من أكثر الأواني المستخدمة في ذلك العصر، وقد عثر في الموقع حتى الآن على 15 نوعاً مختلفاً منها. وهي تقدم دلائل على وجود علاقات كانت تربط أهل الدير ببلاد الشام والرافدين والهند وربما البحرين، وبعض هذه الفخاريات ربما يكون محلي الصنع، مع العثور على عدد قليل من الأواني الزجاجية عالية الجودة التي تضم مصابيح وآنيات بينها مصابيح زيتية كانت تستخدم لإنارة الدير وسواها من الغرف. هضاب كاشفة وفهود وتذكر زينة شهيب مستشارة العلاقات العامة لدى «جزر الصحراء»، أن المنتجع إضافة إلى الجولات الثقافية التي ينظمها، يتميز بتوفير الكثير من الأنشطة التي تناسب الزيارات العائلية، وأحدثها إسطبلات الخيول التي روعي في تصميمها التركيز على حماية الطبيعة من التلوث مع أنظمة إنارة وري صديقة للبيئة. وهي تضم 40 حصانا و6 مضامير رملية ومضمارين واسعين مفروشين بالعشب. وفيها منطقة مغطاة لركوب الخيل وحلبة للتدريب وأخرى تتيح السباقات العالمية لرياضة الفروسية. وتوفر الإسطبلات فرصة التعرف إلى عالم الخيول وإرث الخيل العربي الأصيل وتاريخه في الدولة. وتشير شهيب إلى أن هذه الإسطبلات هي الأولى من نوعها في المنطقة الغربية وتوفر رياضة الركوب على الشاطئ واستكشاف متنزه الحياة البرية العربية من على ظهر الخيل. وتضم سلالات مختلفة تم استقدامها من الجزيرة العربية، ومن مختلف البلدان الحاضنة لها، وبعضها تعود أصولها إلى أمريكا الجنوبية. مع الحديث عن النزهات المثيرة التي يوفرها «جزر الصحراء»، والمتمثلة برحلات المشي على الأقدام برفقة المرشدين السياحيين وركوب الدراجات على الهضاب الكاشفة. والتي صممت بطريقة هندسية ذكية، كنوع من ممارسة الرياضة في مكان مميز، حيث يكتشف الزوار معلومات شيقة. منها أنه عام 2009 تم إحضار 4 فهود إلى الجزيرة تم تدريبها من قبل فريق المحمية الطبيعية، مما جعلها قادرة على الصيد والدفاع عن نفسها. ومن ثم إطلاقها من جديد لتصبح حرة في موطنها الجديد الآمن. مظاهر الاستجمام تتوافر جولة الثقافة والتاريخ في «صير بني ياس» مقابل 235 درهماً للشخص الواحد و95 درهماً للأطفال، وذلك للنزلاء المقيمين في أي من منتجعات أنانتارا على الجزيرة. ويحظى الضيوف بكل مظاهر الاستجمام بمجرد الوصول إلى إحدى المنشآت السياحية التابعة للمجموعة الفندقية المحاذية للبحر. سواء في «سبا جزر الصحراء» العائلي بامتياز أو في منتجع فلل اليم الذي يقدم تجربة تراثية لا تنسى، أو منتجع فلل السهل الذي يعد ملجأ للحياة البرية العربية. غوص وتجديف وتسلّق الرحلة إلى المنطقة الغربية التي تبعد 250 كيلومتراً بالبر عن مدينة أبوظبي، يصح فيها الوصف بأنها تجربة سياحية متكاملة للعائلات على اختلاف الفصول. وهي توفر للزوار مغامرات الغوص والتجديف والتسلق، وجولات على الجمال والخيول عند رمال الصحراء. ولأنها تضم متنزه الحياة البرية الأهم في المنطقة، فإن حدود السرعة القصوى المسموح بها في الجزيرة هي 50 كيلومتراً في الساعة لحماية الحيوانات التي ربما تعبر الطرقات. زخارف جصية يقع الدير المكتشف في «صير بني ياس» في الجانب الشرقي من الجزيرة، وتتجه بوابته الرئيسية شرقاً بالقرب من خور صغير على الشاطئ. وتزخر جدرانه بالكثير من الزخارف الجصية والتصاميم المنوعة، مع إحاطته بعدة مبان أصغر حجماً قد تكون منازل، بالإضافة إلى خزان كبير للمياه موصول بقناة. وتظهر الأبحاث أنه كان لسكان المنطقة دور فاعل في تطوير تجارة اللؤلؤ وفي حركة التجارة البحرية الممتدة من أقصى شمال الخليج إلى الهند. رياضات بحرية تتواصل الجولة الجديدة في تاريخ الجزيرة للتعرف على الأنشطة المتنوعة التي تقدمها المنتجعات بإدارة أنانتارا. ويمكن للضيوف اختبار ركوب الدراجات الهوائية على الطرقات الوعرة وممارسة الرياضات البحرية في مركز جزر الصحراء للرياضات البحرية، واكتشاف الجزيرة التي تمتد على مساحة 87 كيلومتراً مربعة على ظهر الخيل في اسطبلات صير بني ياس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©