الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الهلالي: الفحوص الطبية في أنديتنا خادعة

الهلالي: الفحوص الطبية في أنديتنا خادعة
22 نوفمبر 2009 01:09
جاءت وفاة اللاعب الدولي سالم سعد المفاجئة خلال تدريب فريق النصر لتفتح من جديد ملف الأحزان الخاص بالموت المفاجئ، والذي لا يكاد يطوي صفحة، حتي يفتح أخرى، مهددا اللاعبين بحصد أرواحهم في لحظات معدودة، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة وأن ندق معا ناقوس الخطر لأخذ الاحتياطات من هذا الشبح الذي يتهدد الكثير من رياضيينا. ويبدو التركيز على الجانب العلمي الطبي هو بداية طريق الوقاية، وذلك من خلال رصد تجربة مهمة لإحدى الدول المتقدمة في عالم كرة القدم وهي إسبانيا، من خلال «شاهد عيان» شارك عام 2007 في مؤتمر طبي موسع عقد وقتها برعاية اللجنة الأوليمبية الإسبانية، بمشاركة ناديي ريال مدريد، وأتليتيكو مدريد، لمناقشة حالة وفاة اللاعب انطونيو بويرتا، و«الشاهد» هو الدكتور ماجد الهلالي طبيب نادي بني ياس، والمنتخب العراقي سابقا، والحاصل على ماجستير في الطب الرياضي من الولايات المتحدة الأميركية. في البداية، وعن تعريف الموت المفاجئ عند الرياضيين، يقول الهلالي: هو موت مفاجئ يصيب الرياضيين بسبب مشاكل في جهاز القلب والدوران، ومعظم الحالات تحدث خلال أو بعد التمرين أو المباراة، وبعض الحالات قد تحدث أثناء الراحة أو في فترة النوم، ومن هنا فإنه على طبيب الفريق أن يأخذ في الاعتبار هذا الأمر خلال الفحوصات التي تجرى للرياضيين قبل بداية كل موسم، إذ يستطيع ومن خلال فحص «ايكو القلب»، ومعرفة التاريخ المرضي للاعب، أن يحدد من هم أكثر عرضة لهذا النوع من الوفيات، ولكن المتبع في غالبية أنديتنا حاليا هو فحص تخطيط القلب الكهربائي وهو «مضلل» ولا يكشف المرض. وعن أهم نتائج مؤتمر مدريد الذي شارك فيه نخبة من أهم أطباء العالم وشارك فيه، يقول: خلص المؤتمر إلى عدة نقاط مهمة، في مقدمتها أن عددا من حالات الموت المفاجئ غير معروفة السبب، ويمكن أن تتم بدون وجود حالة مرضية للقلب، وحتى وإن كان المتوفى قد أجرى فحوصات تثبت سلامة القلب من أي مرض، وأن هناك عددا كبير من الحالات تجرى بسبب أمراض موجودة أصلاً عند اللاعب لكن ليس لها أعراض، وأنه عند بناء أي ملعب جديد يجب أن يكون قريبا من مستشفى، وفي حال عدم توافر ذلك فلابد أن تكون هناك غرفة عناية مركزة كاملة في النادي أو على الأقل يجب توافر سيارة إسعاف تحوي جميع مستلزمات غرفة العناية المركزة وليست سيارة اسعاف عادية سواء خلال التدريبات أو خلال المباريات الرسمية. كما خلص المؤتمر إلى أن فحص “إيكو القلب” لابد أن يكون إلزامياً لجميع اللاعبين قبل بداية الموسم الرياضي وقد تم تنفيذ ذلك في إسبانيا بعد هذا الموتمر مباشرة. أسباب الموت المفاجئ وحول أهم أسباب الموت المفاجئ، قال: أهم سبب للرياضيين أثناء التمرين هو تصلب الشرايين، وهذا بالنسبة لمن هم فوق سن الثلاثين، أما بالنسبة للرياضيين دون سن الثلاثين والذين حدث لهم موت مفاجئ أثناء التمرين فان أهم سبب هو اعتلال عضلة القلب المتضخم، ومع ذلك فان بعض الرياضيين الذين حدثت لهم وفاة مفاجئة أثناء التدريب، وهم دون سن الثلاثين قد يعانون من أمراض الشرايين التاجية نتيجة زيادة نسبة الكوليسترول في الدم (الوراثي)، وأما باقي الأسباب، فهي بالنسب المئوية حسب التقارير التي صدرت عن المؤتمر، بالنسبة للرياضيين دون سن الـ 30، تتمثل أولا في اعتلال عضلة القلب وذلك بنسبة 48 %، وتضخم البطين الأيسر، وذلك بنسبة 15 %، وتشوهات في الشريان التاجي الأيسر 10.5 %، ونقص نمو الشريان التاجي 3.5%، وانفجار الشريان الأبهر 7 %، وأمراض الشرايين التاجية 10.5 %، ولسبب غير معروف بنسبة 3.5 %. أما بالنسبة للرياضيين (فوق سن الـ 30)، فتأتي أمراض الشرايين التاجية في مقدمة الأسباب بنسبة 77.7 %، ثم اعتلال عضلة القلب المتضخم، وتهدل أو هبوط الصمام الاكليلي، واحتشاء عضلة القلب الحاد (الجلطة القلبية)، والتهاب عضلة القلب، وتكون النسبة في هذه الأمراض %10، والحوادث 8 %، والنفق التاجي 4.5 %. وفي قراءته لهذه النسب، يقول الهلالي: بنظرة سريعة على هذه الأسباب يتضح أن اعتلال عضلة القلب المتضخم، نسبته الأعلى في أسباب الموت المفاجئ عند الأقل من 30 سنة، حيث تبلغ 48 %، وهو من الأمراض الوراثية، ويتمثل بضيق مجرى البطين الأيسر مع تضخم الحاجز بين البطينين وفوضى وتشويش غير طبيعيين في خلايا عضلة القلب وداخل جدار الشرايين التاجية، وهناك عدد كبير من هذه الحالات غير مشخصة ولا يعرف الشخص أنه مصاب بهذا النوع من المرض في القلب، كما أن هناك إحصائية تشير إلى أن عدد الحالات المشخصة إصابتها بهذا النوع من المرض بجهاز ايكو القلب هي 2 لكل 1000 شاب، وهذا النوع من المرض يؤدي الى عدم انتظام في ضربات القلب والوفاة المفاجئة. وعن أعراض هذا المرض، يقول: هو عادة لا يعطي أي عرض طبي، لكن التاريخ المرضي للعائلة فيما إذا كان أحد أفرادها قد عانى من إغماء دون سبب أو إذا كانت هناك وفاة مفاجئة دون عمر الخمسين سنة وغير ذلك.. كل هذه الأمور تشير إلى احتمالية إصابة هذا الرياضي بهذا النوع من المرض، الأمر الذي يستوجب مزيداً من الفحوصات القلبية. وتابع: السبب الرئيسي للموت المفاجئ عند الرياضيين فوق سن ال 30 سنة، هو تصلب الشرايين التاجية نتيجة للعادات الضارة مثل التدخين، وشرب الكحول، وكثرة تناول الدهون إضافة إلى أن القابلية الوراثية للشخص تلعب دوراً رئيسياً في أن يكون الرياضي معرضاً أكثر من غيره للموت المفاجئ، والفحص الطبي الذي يجريه الطبيب يجب أن يكون دقيقاً في تقييم الحالة. وحول أهمية المراقبة الطبية المستمرة، قال: لاحظ أغلبية المتخصصين أن أعراضاً مرضية عادة تسبق حالات الموت المفاجئ عند الرياضيين، وهذا يشير إلى أن المراقبة الطبية الدقيقة قد تلعب دوراً في تقليل هذه النسبة من الوفيات عند الرياضيين، والسؤال هنا: ما هو دور الطبيب في تقييم الرياضيين (الكبار والصغار) والذين يكونون أكثر عرضة للموت المفاجئ ؟ ويجيب، مؤكدا على ضرورة إخضاع الرياضيين الذين هم أكثر عرضة للموت المفاجئ والذين تتم معرفتهم من خلال أخذ التاريخ المرضي لهم للفحص الطبي الشامل، والدقيق لجهاز القلب وجهاز الدوران وإذا كان هناك أدنى شك في أي حالة مرضية يجب استشارة اختصاصي القلب لمعرفة التشخيص الدقيق وإعطاء تقرير مفصل عن حدود التمرين المسموح به للرياضيين. وقال: فحص إيكو القلب هو الوحيد الذي يوضح المرض أما التصوير الشعاعي فقد يرينا تضخماً في عضلة القلب، والتخطيط الكهربائي للقلب قد يرينا تضخماً في البطين الأيسر أو تغيرات أخرى في القلب، وقد تكون نتيجة التصوير الشعاعي وتخطيط القلب الكهربائي طبيعية رغم أن الشخص مصاب بهذا المرض، وهنا يكمن «التضليل» غير المقصود، فالنتائج ليست حتما تنم عن حالة اللاعب الحقيقية. وعن أمراض الشرايين التاجية باعتبارها السبب الرئيسي في وفيات من هم فوق ال 30 سنة، قال: أمراض الشرايين التاجية الوراثية متعددة لكن الأكثر شيوعاً هو التغير في مكان فتحة الأبهر، وفي هذا النوع من التشوه الوراثي يكون منشأ الشريان التاجي الرئيسي الأيمن والأيسر من التجويف الأيمن، وهذه الحالة من الصعب التعرف عليها إلا أن المصاب بها يشكو من تعب مبكر وإغماء أو آلام في الصدر أثناء التمرين، وقد يشكو منها عدد من الناس لكنهم لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض فهي قد لا تعطي أي أعراض حيث إن هناك دراسة أجريت على عدد من المتوفين لأسباب مفاجئة بسبب أمراض الشرايين التاجية وكان عددهم 78 شخصاً، وأظهرت الدراسة أن سبب الوفاة أمراض الشرايين التاجية وتبين من خلال هذه الدراسة أيضاً أن 62 % من هؤلاء لم يكونوا يعانون من أي أعراض في حياتهم. وتابع الهلالي: من الأمراض الوراثية الأخرى في القلب الشريان التاجي الوحيد وذلك بوجود الشريان التاجي الأيمن بمفرده دون وجود الشريان التاجي الأيسر، ويصاحبه تضخم في القلب، ومن الحالات الأخرى التقلص في الشريان التاجي، أما أمراض الشريان الأبهر الأكثر تسبباً للموت المفاجئ فمنها توسع الأبهر الصدري بما يؤدي إلى تمزق هذا الشريان (متلازمة مارفان)، والمشكلات التي تكون بسبب الصمامات تشمل ضيق شريان الأبهر الولادي، وتشوه الصمامات في القلب، وهبوط أو تهدل الصمام الاكليلي، وقد يكون فقر الدم المنجلي سبباً للموت المفاجئ بالنسبة للرياضيين حيث تبين من خلال إحدى الدراسات زيادة في نسبة الوفيات عند الذين يعانون من هذا المرض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©