الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الابتكار عماد التنويع الاقتصادي في الإمارات

14 أغسطس 2016 10:59
بينما تمضي الشركات الإماراتية قُدماً في توسيع أعمالها لتشمل أسواقاً وصناعات جديدة، فإن نجاحها على المدى الطويل يعتمد على قدرتها على تطوير الصناعات القديمة، بالإضافة إلى طرح أفكار تقدم حلولاً مبتكرة للصناعات الجديدة، وبالتالي يتوجب على الشركات الحصول على براءات اختراع وحماية ملكيتها الفكرية، فهي بالنهاية خير وعد ودليل. هذا وتقدم تجربة «الإمارات العالمية للألمنيوم» مثالاً واضحاً للدور المهم الذي يلعبه الابتكار في نجاح جهود ومساعي الشركات على المدى البعيد. كثّفت دولة الإمارات على مر الزمن جهودها الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط ودخول أسواق وصناعات جديدة تطلق العنان لرأسمالها البشري. وتقف وراء هذه الرؤية عدة أهداف منها دفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق مزيد من فرص العمل، مع العلم بأن قيادتنا الرشيدة تعمل على تحضيرنا لمرحلة ما بعد النفط، حيث ستكون حينئذ العقول التي يرعاها وطننا هي موردنا الطبيعي المحوري. وتحتضن دولة الإمارات اثنتين من كبرى الشركات الرائدة عالمياً وهما «الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات»، وكذلك «إعمار» الشركة الرائدة عالمياً في مجال التطوير العقاري والضيافة وإدارة الفنادق، و«بروج»، إحدى أنجح الشركات في قطاع البتروكيماويات، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، الرائدة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وغيرها من الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات ومنها بالطبع، «شركة الإمارات العالمية للألمنيوم» التي أعدها منزلي الثاني على مدى 25 عاماً، والتي ساعدت على الارتقاء بمكانة الإمارات في الساحة العالمية حتى باتت رابع أكبر دولة منتجة للألمنيوم في العالم. ويكمن القاسم المشترك بين جميع الشركات الإماراتية العملاقة في عامل يكتسب قيمة وأهمية متزايدة في تنويع الاقتصاد الوطني وهو الابتكار. حيث يعمل المبتكرون على تطوير الأفكار الحالية وتبني استراتيجية الابتكار التكنولوجي وتطبيقها عملياً بما يتلاءم مع المتطلبات المحلية، بينما يواصلون استكشاف آفاق جديدة، والأهم من ذلك أنهم نجحوا في فتح الأبواب أمام الكوادر الوطنية لعالم مليء بجديد الفرص. وتقدم شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» مثالاً جيداً على هذا الصعيد. فمنذ انطلاقها في دبي، وهي تتطلع إلى المستقبل برؤية ثاقبة تؤمّن لها مزيداً من النجاح، مستفيدةً من التغيرات والتحوّلات الكبيرة التي يشهدها العالم، خصوصاً في ظل الإقبال المتنامي على استخدام الألمنيوم في العديد من الصناعات. وتعزى المكانة العالمية التي تحظى بها الشركة، إلى جهودها وتركيزها خلال أكثر من عشرين عاماً على الأبحاث والتطوير بهدف تعزيز كفاءة عملية الصهر والحد من النفايات وخفض استهلاك الطاقة. وحققت قفزة كبيرة في تطوير حلول تكنولوجية خاصة بها، وترجع البداية إلى العام 2003 حينما كثّفت جهودها على تعزيز كفاءة عملية صهر الألمنيوم والحد من استهلاك الطاقة. حيث تعود أساليب صهر الألمنيوم إلى أكثر من 100 سنة، ومع ذلك يمكننا القول إنها عملياً لم تشهد أية تغييرات منذ ذاك الوقت. وقد تكللت جهودنا وأبحاثنا بتطوير تقنية «دي إكس» لصهر الألمنيوم، التي تتميز بقدرتها على إنتاج الألمنيوم بمقدار بسيط من الطاقة. وباعتبار أن تكلفة الطاقة تعادل ما يصل إلى ثلث تكلفة الإنتاج، يمكننا القول إن لمثل هذه الابتكارات تأثيراً كبيراً على الربحية والقدرات التنافسية الإجمالية. ومن شأن منصّة الابتكار التي قمنا بتطويرها، أن تتيح لنا إنتاج الألمنيوم بطريقة تحد من التأثيرات السلبية على البيئة بشكل كبير، الأمر الذي يضفي على منتجات الشركة بعداً بيئياً يضاف إلى مزاياها العديدة الأخرى، ويدعم جهود التنمية المستدامة. وتُوِجت هذه الجهود في العام الماضي، بتوقيع اتفاقية بيع تقنيتنا المتطورة «دي إكس بلس ألترا» لمصلحة شركة «ألمنيوم البحرين»(ألبا)، لنكون بذلك أول شركة صناعية إماراتية تقوم بترخيص تقنية خاصة بها ومطورة داخلياً، الأمر الذي نعتبره وسام فخر واعتزاز. والتحدي الحقيقي الذي يواجه الشركات الإماراتية التي تواصل التطوير والابتكار، يتمثل في حماية الملكية الفكرية، وينبغي أن نشهد ارتفاعاً متواصلاً في عدد طلبات تسجيل براءة الاختراع من قبل الشركات الإماراتية، حيث إن عدد براءات الاختراع المسجلة سنوياً، يمثل أهم مؤشرات ومقومات الاقتصاد الإبداعي. وعليه، لدينا برنامج براءات اختراع حافل ونشط، فقد حصلت الشركة حتى الآن على ست عشرة براءة اختراع في المملكة المتحدة، وأربع براءات اختراع في دولة الإمارات والعالم، كما أننا نعكف على تقديم طلبات تسجيل براءات اختراع لمبتكرات متنوعة تخص عمليات الصهر أيضاً. وهناك شركات إماراتية أخرى تدير برامج تسجيل براءات اختراع خاصة بها مثل «بروج» و«معهد مصدر». ولنا الفخر بأن نكون من بين أبرز الشركات المساهمة في دفع عجلة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بوصفنا شركة صناعية رائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وربما بعد بضعة عقود من الزمن، سننظر إلى المرحلة التي نعيشها الآن، كثورة صناعية حقيقية وإماراتية بامتياز. * نائب أول لرئيس تطوير ونقل التكنولوجيا بالعمليات - شركة الإمارات العالمية للألمنيوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©