الضائع

عقب الخروج المخيب للآمال للمنتخب الفرنسي من بطولة أمم أوروبا “يورو 2008” خرج ريمون دومينيك ليؤكد انه لا يمكنه التعليق على الأداء المخيب للآمال لأن خطيبته في انتظاره لإتمام مراسم الزواج، وهو التصريح الذي أثار غضب واستياء الشارع الفرنسي ووسائل الإعلام لأنه ببساطة كان يعني استهانته بمشاعر الملايين، ثم جاء الأداء المتواضع لمنتخب الديوك في تصفيات التأهل لمونديال 2010 واقتناص بطاقة التأهل بلمسة يد هنري على حساب المنتخب الأيرلندي ليعمق من الفجوة الكبيرة بين دومينيك وبين عشاق المنتخب الذي وصل إلى نهائي مونديال 2006. وبدأ التخبط في مرحلة الاستعداد للمونديال حينما رفض المدرب الفرنسي مع سبق الإصرار أن تسري الدماء العربية في عروق المنتخب الفرنسي، فتجاهل كريم بنزيمة، وحاتم بن عرفة، وسمير نصري على الرغم من قدرة هؤلاء النجوم على صنع الفارق وإضافة الكثير للتشكيلة الفرنسية، وكان الانهيار الكبير في المونديال بالخروج صفر اليدين من الدور الأول، بعد تعادل وهزيمتين، وكانت المشاكل والصراعات والشتائم والامتناع عن التدريب هي أكثر ما جعل عشاق المنتخب الفرنسي يشعرون بالخجل، وتتعمق كراهيتهم لدومينيك. ولم يشأ المدرب الفرنسي الذي بدا تائهاً ضائعاً أن يغادر المونديال دون أن يترك ذكرى سيئة حينما ذبح الأخلاق الرياضية بسكين بارد، فقد رفض بإصرار غريب مصافحة المدرب البرازيلي باريرا المدير الفني للمنتخب الجنوب أفريقي عقب نهاية مباراتهما معاً، وكانت حجته في ذلك أن باريرا وجه انتقادات سابقة للمنتخب الفرنسي. ومحصلة تجربة دومينيك طيلة 6 سنوات مع منتخب الديوك “صفرية” وكان الإنجاز الأبرز هو التأهل إلى نهائي مونديال 2006، والذي يبدو انه جاء بفضل جيل الموهوبين زيدان وديساييه وتورام وغيرهم من النجوم، فقد فشل دومينيك كروياً وأخلاقياً، ولم يكن مقنعاً لا للجماهير أو لوسائل الإعلام.