الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحسم عقاب المراوغة

الحسم عقاب المراوغة
13 أغسطس 2016 20:11
حسن أنور (أبوظبي) بات من الواضح تماماً أنه، وبعد ما شهدته المشاورات المكثفة التي شهدتها دولة الكويت من مراوغات للانقلابيين بهدف كسب الوقت وعدم وجود رغبة حقيقية لديهم لإعادة الاستقرار لليمن، فإن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد لدى الشرعية لإنهاء الانقلاب وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. وظهر ذلك من خلال تكثيف قوات الشرعية والتحالف العربي من ضرباته القوية على مواقع مليشيا الحوثي والمخلوع صالح حول العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في مقدمتها تعز. فقد بدأت مدفعية الجيش الوطني الموالي للشرعية خلال اليومين الماضيين في قصف أهداف في ضواحي العاصمة ومن بين الأهداف التي استهدفت مبنى جهاز الأمن القومي الكائن في «جولة آية»، على طريق منطقة الحتارش، شمال شرقي العاصمة، كما أصبح سلاح المدفعية قادرا على ضرب أهداف حوثية في مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية المجاورة في شمال العاصمة، ودك مخازن أسلحة وذخائر في جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق. وجاء هذا التطور الهام بعد نجاح قوات الشرعية والتحالف العربي في تطهير مناطق استراتيجية مهمة في بلدة نهم، حيث تسيطر حالياً على أكثر من 70 % من المواقع الاستراتيجية الهامة بها، وباتت قريبة من السيطرة عليها بالكامل، حيث نجحت هذه القوات في استعادة منطقة المدفون والجبال المحيطة بها، بعد اشتباكات عنيفة مع الانقلابيين الذين سقط منهم العشرات بين قتيل وجريح. كما نجحت الشرعية في السيطرة على منطقة «النعيمات» الاستراتيجية في المديرية ومحيطها عقب فرار ميليشيات الحوثي وصالح التي كانت تتمركز بمنازل المواطنين فيها، تاركة خلفها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في بعض المنازل. ويواصل الطيران العربي تنفيذ غارات مكثفة على مواقع للميليشيات في جبل زيد في بلدة بني حشيش، وقصف العديد من المواقع العسكرية في العاصمة صنعاء، منها قاعدة الديلمي الجوية ومعسكر التلفزيون الحكومي في حي الجراف، والمجمع الرئاسي. وطال القصف الجوي معسكر لواء العمالقة في بلدة حرف سفيان في محافظة عمران شمال صنعاء، حيث أصابت الغارات مواقع الميليشيات في بلدة العشة المتاخمة لمحافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة المتمردة في أقصى شمال البلاد. وفي تعز، لقنت قوات الشرعية الانقلابيين درساً قاسياً بعد أن انتزعت منهم السيطرة على معقل مهم في المدينة، وحررت أحياء ثعبات والجحملية وقريش، وقتلت العشرات منهم خلال اشتباكات وصفت بالأعنف في المدينة. ولم تجد ميليشيات الانقلابيين سوى الانتقام من المدنيين على هذه الخسائر فقامت بعمليات قصف مدفعي وصاروخي بشكل عشوائي على الأحياء السكنية في تعز، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. كما قامت ميليشيات الانقلابيين بتفخيخ منازل ومواقع في حي ثعبات قبيل فرارها بعد تقدم المقاومة. ومن جانبها واصلت طائرات التحالف غاراتها بكثافة، مستهدفة نقاط تفتيش ومركبات عسكرية وتجمعات في عدة مواقع، وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى من المتمردين، فيما أعلن مجلس تنسيق المقاومة في مدينة تعز النفير العام، وطالب المواطنين بالالتحاق بالجبهات العسكرية ومحاربة ميليشيات الحوثيين وصالح، حتى يتم تحرير المدينة. كما نفذت الطائرات الحربية ضمن التحالف العربي عشرات الغارات، مستهدفة مواقع وتجمعات المليشيات في مدينتي ميدي وحرض الحدوديتين شمال محافظة حجة.، كما قامت بقصف مواقع متفرقة للمليشيات في صعدة المجاورة، كما استهدفت منطقة مران مسقط زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي. كما شن طيران التحالف غارات مكثفة على مستودع حكومي في مدينة معبّر بمحافظة ذمار جنوب صنعاء، ما أدى إلى تدمير معدات عسكرية وذخائر للمليشيات مخبأة في المكان المستهدف. هستيريا الحوثيين تعيش جماعة الحوثي الانقلابية حالة من الارتباك ورد الفعل الهستيري، جراء تواصل مسلسل الانشقاقات من جانب قيادات ميدانية حوثية، أعلنت انضمامها للشرعية. فرغم التدابير التي يتخذها الانقلابيون للحيلولة دون حدوث المزيد من الانشقاقات، من بينها إيقاف وتغيير القادة المشكوك في ولائهم، ووضع الكثيرين تحت الرقابة وعمليات التنصت، وتصفية البعض جسديا، إلا أن اليومين الماضيين شهدا إعلان عدد من القادة الميدانيين لميليشيات جماعة الحوثي الانشقاق. فقد أعلن 4 مشايخ من كبار الزعامات القبلية للحزام الأمني لصنعاء تخليهم عن المليشيا الانقلابية وانضموا إلى في صفوف قوات الشرعية. وفي محافظة الجوف، شمال البلاد، أعلن ثلاثة من القادة الميدانيين لميليشيات الانقلابين انشقاقهم عن الجماعة الانقلابية وانضمامهم وتأييدهم للشرعية وهم: القيادي الميداني مبارك الفرع? والقيادي عامر مبارك، والقيادي علي عمر. وأواخر الشهر الماضي أعلن عدد من القادة الحوثيين بمحافظة الجوف انشقاقهم عن المتمردين وانضمامهم إلى الشرعية مع مجاميع كبيرة من أتباعهم. ووفقاً لما أكده أولئك القادة الميدانيون فإن انشقاقهم جاء بعد أن تبين لهم كذب هذه الميليشيات والمتاجرة بدمائهم والزج بهم في جبهات القتال دون اهتمام ومتابعة. كما أن قيادات ميدانية في جبهة نهم شرق صنعاء سلمت نفسها لقوات الشرعية، وأبدت استعدادها للقتال ضد الانقلابيين. ترف الميليشيات تشير التقارير الواردة من اليمن إلى وجود حالة من التذمر المتزايد بين أبناء القبائل التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين بعد تزايد «عيشة الترف والبذخ» التي يحياها أبناء قيادات الميليشيا الحوثية، وتظهر عليهم علامات الثراء إثر الانقلاب على مؤسسات السلطة في 21 سبتمبر 2014. ويعود ذلك إلى شعور متنامٍ بأن المقاتلين العاديين وأبناء القبائل وفقراء المجتمع هم وقود الحرائق التي يشعلها الحوثي في أكثر من مدينة ومنطقة في اليمن، خاصة وأن ميليشيات الحوثيين فقدت خلال هذه الحرب التي أشعلوها أعدادا كبيرة، خاصة في محافظتي مأرب وتعز، ومعظم القتلى والجرحى من أبناء القبائل لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، فيما لم يسقط من أبناء القيادات والشخصيات الهامة من الحوثيين إلا عدداً قليلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©