السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل تكفي ستة أيام لمعرض الكتاب؟

هل تكفي ستة أيام لمعرض الكتاب؟
29 ابريل 2014 20:31
ينتظر سكان أبوظبي خاصة، والإمارات عامة، معرض أبوظبي الدولي للكتاب بعطش، ولهفة. ففي هذا المعرض لا يحصلون على الكتاب الذي يرغبون في قراءته فقط، وإنما يلتقون فيه أحباءهم من المبدعين والكتاب والأصدقاء أيضاً. في الواقع، لا تقتصر علاقة القراء مع المعرض في أنه مكان يشترون منه الكتاب، ويبدو أن الجمهور اعتاد أن يرافق المعرض فعاليات ثقافية متنوعة، وأن يكون فرصة للقاء والحوار والجدل، وغير ذلك مما يتصل بعالم الكتب. وفي هذا العام، يقدم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بالإضافة إلى الكتب، سلسلة من الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تتوجه إلى شرائح مجتمعية متنوعة. أعدّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب لجمهوره وجبة ثقافية دسمة، ومتنوعة، ويبدو البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض مكتنزاً بالفعاليات والأنشطة التي يمكن لكل شخص أن ينتقي منها ما يريد، ما يجعل من المنطقي السؤال عما إذا كانت المدة الزمنية (ستة أيام) المخصصة للمعرض لكل هذه الأنشطة وللتجول في المعرض لانتقاء الكتب؟ «الاتحاد الثقافي» طرح هذا السؤال على عدد من المثقفين والناشرين والقراء، فتراوحت الآراء بين فريق يرى أن المدة المخصصة للمعرض كافية، وفريق آخر يرى أنها غير كافية... وكان لكل فريق مسوغاته وأسبابه التي تعزز وجهة نظره.. وهنا عرض لآرائهم. إبراهيم الملا - محمود عبد الله- فاطمة عطفة - محمد وردي ثمة من يرى أن ستة أيام لا تكفي، وأن من المناسب زيادة مدة معرض أبوظبي الدولي للكتاب لما يضمه من نشاطات وفعاليات، ولكون الجمهور يحرص على الحضور إليه واقتناء الكتاب من على رفوفه. يقول الشاعر سلطان العميمي (مدير عام أكاديمية الشعر): «أعتقد أن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب أخذت منحى عالمياً، وهي تعتمد في تنظيمها للمعرض على هذا الأساس، لكن المدة الزمنية غير كافية لمثل هذه الفعاليات التي يضمها المعرض، ولو أضيف إلى أيامه الستة يوم أو يومان يكون أنسب للجميع». ويعتبر الباحث الدكتور راشد أحمد المزروعي أن المدة القصيرة والمحدودة للمعرض «تشكل ظلماً لصناعة الكتاب والنشر وترويج المعرفة، وللثقافة الجماهيرية وللجهات العارضة التي تتكلّف عناء السفر وشحن الكتب»، مضيفاً أن «هذا المعرض يحمل صفة الدولية بجدارة، وهو من أفضل المعارض والتظاهرات الثقافية على مستوى التنظيم والتجهيزات الفنية، والترويج للتراث الوطني على مستوى الشرق الأوسط، فنأمل أن تعاد دراسة مسألة المدة الزمنية، حتى تتاح الفرصة للجميع الاستمتاع بالحدث وبرامجه والتّزود بثقافة العصر التي ينقلها لنا المعرض بسهولة». سياق عالمي ينظر الكاتب المسرحي الدكتور يوسف عايدابي (مستشار الهيئة العربية للمسرح) إلى المسألة في بعدها العام، ويقول: «معارض الكتب في معظم الدول العربية لا تقل مدتها عن عشرة أيام، لإتاحة الفرصة أمام الجميع للاستفادة من البرامج الرئيسية والمصاحبة للحدث. في عديد الدول الأوروبية، خاصة في معرض فرانكفورت لا تزيد مدة المعارض على سبعة أيام، وذلك لكون هذه المعارض تركز في عمليات شراء حقوق الترجمة والطباعة والنّشر، أما بالنسبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعظم المعارض العربية، فتركز على جانب (بيع الكتاب ودعم صناعة الكتب والنّشر)، وهو أمر يتعلق مباشرة بالجمهور والأسرة وطلبة المدارس والجامعات، وفي ظل اختصار مدة العرض، نعتقد أن تحقيق الأهداف التربوية من الحدث ستكون محل استفهام». ويضيف: «لا ننسى أن بداية الدورة الجديدة من المعرض لا تبدأ بعطلة نهاية الأسبوع، ولما كان الحدث يستقطب في العادة عدداً هائلاً من طلبة المدارس والزوار من دول مجلس التعاون وهم يركزون في هذه المسألة، فربما يخسر المعرض جمهوراً عريضاً». ويختم عايدابي: «الأيام القصيرة للمعرض غير مريحة لا للناشر ومروّج الكتب، ولا للزوار، والمسألة في النهاية ربما تكون فنية لأن هذا المعرض العريق عظيم في كل توجهاته الثقافية وغير ربحي». وتؤكد الشاعرة حمدة خميس أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب «يحتاج لمدة زمنية أطول، كما أنه يحتاج إلى قاعات خاصة للمحاضرات الأدبية. أتمنى أن يكون المعرض أكثر فخامة، من حيث تعدد الأجنحة ليأخذ الناشر وقته في التواصل مع الجمهور، وبشكل عام يكون للمحاضرات وتعدد الأنشطة الثقافية في المعرض مكانها، بحيث تضم مشهدية متكاملة في التقديم والوقت الكافي للجميع». التمديد ضروري من جهته، يقول الكاتب والمخرج المسرحي الفنان ناجي الحاي: «بالتأكيد ستة أيام ليست كافية، ومن الضروري أن تمتد فترة المعرض لمدة أسبوعين على أقل تقدير، كي تتاح الفرصة لجميع الناس، للقيام بزيارة واحدة للمعرض على الأقل، من دون أن تشكل لهم إرباكاً، أو تعارضاً مع أعمالهم والتزاماتهم الوظيفية أو الأسرية، فستة أيام قد لا تسمح لك التزاماتك باقتطاع يوم منها للقيام برحلة إلى أبوظبي من أجل زيارة المعرض، خاصة لأبناء الإمارات الشمالية، كما يحصل معي في الغالب، لذلك أظن أن هناك ضرورة لتمديدها لأسبوعين أو أكثر، فالناس بحاجة للمعرض، كما هم بحاجة للإيفاء بمتطلباتهم والتزاماتهم المتعددة والمختلفة في الوقت عينه». 7 أيام تكفي أما الكاتب جمال الشحي فيعلق قائلاً: «جميع معارض الكتب يتراوح الوقت فيها بين أسبوع وعشرة أيام، لكن معرض أبوظبي 6 أيام فقط، أنا أرى أن 7 أيام كافية، وعشرة أيام أيضاً طويلة وتشعر أنها فقط من أجل المبيعات عند دور النشر». ويقارن الشحي بين المعارض العربية والعالمية: «المعارض الأجنبية مدتها من 3 إلى 4 أيام، وهي تأخذ الحقوق أكثر من المعارض العربية المخصصة للبيع أكثر، لذلك تأخذ مدة 10 أيام. أنا أفضل 7 أيام، فهو وقت مناسب لمعرض أبوظبي للكتاب». الكتاب مهدّد ويعتقد القاص والمخرج صالح كرامة العامري أن «قصر مدة المعرض ليس في صالح القراءة ولا القارئ الذي يأتي من إمارات الدولة كافة«، ويتساءل: «كيف يتسنّى لكل هؤلاء برمجة أوقاتهم والاستفادة من الفعاليات المصاحبة؟». ويلفت كرامة إلى أن «المعرض حدث ثقافي وليس تسويقياً»، ويقول: «هــذا عــرس وطني سنوي، والمعرس فيه هو الكتاب الجيد، فأين سيجلس في مملكته التي بدأت تقتحمها أشـــياء كثـــيرة، ومنها على سبيل المثال عروض «ســـينما الصــندوق الأسود»، أظن أننا بذلك نقضي على مملكة الكتاب لصالح أنشطة مكانها ليس في هذا المعرض بل في فعاليات أخرى. النّاس مع مثل هذه الأنشطة الجديدة سيستهلكون وقتهم في المشاهدة على حساب عالم الكتاب والثقافة، ومع قصر مدة المعرض، نعتقد أن خصوصية الكتاب سيصيبها نوع من العطب، وسيصبح الحدث عرساً غير واضح الهوية والملامح». لا تروي الظمأ تقول الشاعرة شيخة المطيري: «من دون شك لدينا أهم معرضين للكتاب في الدولة، هما معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ولكن المتعطشين للكتاب- وأنا منهم - يعتقدون أن مدة معرض أبوظبي المحددة بستة أيام، هي مدة قصيرة جداً، ولا تروي ظمأنا للكتاب، ويُفترض أن تمتد الفترة لأسبوعين على أقل تقدير. لأن اختيار الكتاب، ليست مسألة سهلة، وإنما هي تحتاج إلى وقت وتأمل، لمعرفة ما يحتاجه المرء من عناوين جديدة تساعده على تعزيز معارفه ومداركه، وسد النقص في مكتبته. كما يحتاج المرء لمعرفة دور النشر، خاصة الخارجية منها، سواء العربية أو الدولية، ونوعية إنتاجها ومدى اهتماماتها المعرفية، فنحن بحاجة ماسة إلى التواصل معها على كل المستويات، وهذا الأمر لا يمكن القيام به بسهولة وعلى عجل. وكذلك الحال بشأن متابعة الفعاليات المصاحبة للمعرض، فكيف يمكن أن تَلُفَّ على دور النشر وتختار العناوين التي تحتاجها وتتابع الأنشطة الموازية خلال هذه المدة القصيرة، خصوصاً بالنسبة للوافدين إلى المعرض من خارج أبوظبي؟ فهل يتطلب الأمر ترك أعمالك والتزاماتك الأسرية والاجتماعية والتفرغ الكامل للمعرض، والإقامة في أبوظبي بالنسبة لمرتادي المعرض من الإمارات الأخرى؟ إلا إذا كان المعرض يستهدف أهلنا في أبوظبي بالدرجة الأولى، أي أنهم الهدف الأول للمعرض، وما عداهم يكون زيادة خير، وفيما أعتقد أن الأمر ليس كذلك، ولهذه الأسباب تكون مدة ستة أيام للمعرض قصيرة، وقصيرة للغاية». 10 أيام الباحث عبد العزيز المسلم يذهب إلى أن معرض الشارقة للكتاب ومعرض أبوظبي للكتاب يمثلان تقريباً أبرز فعاليتين للكتاب في منطقة الخليج العربي، ويستقطبان أعداداً مهمة من أحباء الكتاب من الإمارات ومختلف البلدان المجاورة، كما أن الأنشطة الثقافية التي تنظم خلالهما تمثل إضافة نوعية لا غنى عنها للكتاب والمثقفين والمتابعين، وعليه فإن الأيام الستة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب لا تعتبر كافية بالمرة، إذ أن المعارض في مختلف أنحاء العالم، تدوم 10 أيام وتكفي للعرض وللأنشطة الموازية خلال المعرض، وما نتمناه هو أن تراجع الجهة المنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب هذه المدة لتكون مثل نظيراتها في كل العالم، في الوقت الذي تفرض فيه دولة الإمارات الحبيبة حضورها العالمي في المجالات كافة. الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد تذهب هي الأخرى إلى القول إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب منبر دولي لا مناص لنا منه ليكون محطة الكتاب والمبدعين الإماراتيين والمقيمين والزوار الخليجيين للنهل منه وزيارته، فقد يكون بالإضافة إلى دوره الثقافي وفتح أروقته لمختلف دور النشر من مختلف أنحاء العالم، فرصة للسياحة الثقافية الإبداعية هذه التي لم نخض غمارها بعد مثلما خضنا غمار العديد من المجالات في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذلك فإنه بحاجة إلى أن يكون في 10 أيام وأن يفتح ندواته لمختلف المبدعين من الإمارات، فهذه المناسبة المهمة تمثل اليوم مكسباً لا مناص لنا منه. مناشدة يؤكد الناشر محمد المطروشي أنه «لطالما سجل معرض أبوظبي الدولي للكتاب حضوراً في وجدان المثقفين والأجيال الصاعدة من أبناء هذا الوطن الكبير، عاماً بعد عام، ينتظره وشقيقه معرض الشارقة الدولي للكتاب مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين، كأنهما موسمان لقطاف ثمار الثقافة والعلم، موسمان للنهل من المعارف الإنسانية، تعودنا على أسبوعين سمينين، أسبوعين أو عشرة أيام كالينابيع والعيون». وللتدليل على صحة ما يذهب إليه، يستشهد المطروشي بتجربة المعرض في العام الماضي، يقول: «أدعوكم لتذكر آخر يوم في معرض الكتاب، حيث إن الصغار والكبار لا يريدون الخروج من الأبواب التي تستعد للإقفال، وهذه مناشدة لراعي العلم والمعرفة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتمديد أيام السعادة والنهل من المعارف والعلوم، لتتاح لنا فرصة أكبر للإبحار في هذه الحقول». وقت العرس ضيق ويأتي رأي آمنة سالم المهيري متناغماً مع الآراء السابقة، حيث تقول: «أصبحنا نحضر لعرس الكتاب في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لكن المدة التي خصصت لهذا العرس غير كافية، لأن هناك زواراً يأتون من مناطق بعيدة، كما يأتون من دول الخليج». وتضيف المهيري: «أعتقد أن المعرض يحتاج إلى عشرة أيام، صحيح أن التكاليف علينا كدور نشر ستكون أكبر، لكن الفرصة جيدة للمبيعات والتواصل مع القراء». وهذا ما يذهب إليه أيضاً الشاعر طلال سالم: «المدة الزمنية غير كافية لمعرض يتميز بكل هذا الزخم والجهد في تنظيمه، وهو معرض قريب من العالمية. المدة قليلة بالنسبة لدور النشر، وللزوار الذين يأتون من مناطق بعيدة. أرى أن هذه الفعاليات المصاحبة للمعرض تحتاج وقتاً أطول». وتشير الكاتبة أمل محمد المشايخ إلى أن جمهور المعرض «متنوع ما بين النخبة من المثقفين، الأطفال، الطلاب بمختلف مستوياتهم العلمية، الزّوار من السياح الأجانب والعرب، ولهذا فإن مثل هذا التّنوع يحتاج إلى مساحة زمنية، تغطّي أوقات هؤلاء»، موضحة أن «عشرة أيام أو أكثر، تتخللها عطلتان لنهاية السبوع ستمكن الجميع من الاستفادة من الحدث استفادة كاملة، وستنتعش سوق الكتاب بصورة جيدة تتوازى مع أهداف ورسالة المعرض وشعاره نحو ثقافة جديدة، ونحو كتاب وقراءة للجميع». ويختم الشاعر التونسي الدكتور محمد الغزي آراء المجموعة التي تطالب بزيادة فترة المعرض، قائلاً: «معرض الكتاب بأبوظبي ليس مجرد سوق لبيع الكتب وإنما خيمة وارفة تجمع تحتها عدداً كبيراً من المثقفين الإماراتيين والعرب، يتداولون في ظلّها إشكالات الثقافة العربية، ويثيرون أسئلتها... بعبارة أخرى، إن هذا المعرض يعدّ محطة ثقافية مهمة لا ينتظرها عشاق الكتاب فحسب وإنما ينتظرها المبدعون والنقاد والمفكرون لتقديم جديد أعمالهم، وربّما لتوقيعها في حفلات بهيجة تجمعهم بقرائهم الفعليين أو المحتملين». ويتابع: «معرض أبوظبي من المعارض التي تطورت بسرعة فائقة، وباتت في ظرف وجيز من أهمّ المعارض الإقليمية بل العربية، كما تطوّرت فعاليّاته وأنشطته الثقافية الموازية التي شهدت حضور أكثر المبدعين العرب.. ومن هنا يأتي السؤال المطروح حول مدته الزمنية. نحن نقترح، ومن منطلق حبّنا للإمارات، أن يستمرّ هذا العرس الثقافي أطول وقت ممكن حتّى يروي الجميع ظمأهم للكتاب، ويكون محطة ثقافية مهمة على مستوى الوطن العربي والعالم». قيمة اعتبارية يرى الشاعر والروائي عادل خزام أن معرض أبوظبي للكتاب يمتلك قيمة ثقافية خاصة ومميزة في المنطقة، ولذلك فإن المساحة الزمنية المخصصة للمعرض يجب أن تتوازى مع هذه القيمة الاعتبارية والعلاقة التبادلية والمعرفية مع الجمهور واقتنائه الكتب التي يحتاجها هذا الجمهور من خلال زيارات متعددة للمعرض، ومن هنا يقترح خزام أن يقام المعرض وسط إجازتين رسميتين حتى يستفيد منه القادمون من الإمارات الأخرى البعيدة، ولكي تتحقق الفائدة المرجوة من إقامته، مراعاة للخصوصية الجغرافية، ولاستنفاذ كامل الأهداف التي وضعها القائمون عليه. وأضاف خزام قائلاً: «ومن جهة أخرى يجب أن نتفهم رؤية إدارة المعرض المرتبطة بضغط الحجوزات لجهات النشر المحلية والعربية والدولية، وتلبية متطلبات الضيوف والمشاركين في الأنشطة والندوات والبرامج المقامة على هامش المعرض التي تحتاج نوعاً من التوازن والتكثيف بحيث تكون هذه الأنشطة والبرامج ملبية لحاجة الجمهور في الخروج من النمط التقليدي لمعارض الكتب في الوطن العربي التي تعتمد كثيراً على آليات العرض والبيع، وتميل أيضاً إلى اعتبار الكتاب أو المنتج المقروء هو الهدف أو العنصر الأساسي في إقامة هذه المعارض». ونوه خزام بأن تقليص أيام معرض أبوظبي للكتاب لم يأت من خلال قرار عشوائي، وإنما هو نتيجة دراسة وملاحظة لمؤشرات وإحصائيات تراكمية للسنوات الفائتة التي أقيم فيها المعرض، وأضاف أن النتائج التي استخلصت من هذه المؤشرات هي التي أدت إلى اعتماد الفترة الحالية للمعرض التي لها أن تخلق جدلاً بين القراء والمثقفين الذين اعتادوا الحضور والتواصل مع المعرض، ولكن في النهاية كما قال خزام، فإن إدارة المعرض واعية ومنتبهة لهذا الإجراء، من أجل تحقيق الغرض الأساسي من إقامة المعرض، ونشر رسالته الفكرية والثقافية والمعرفية. وأكد خزام أن طول مدة أي حدث ثقافي تقوم على اعتبارات خاصة، وقال: «علينا أن ننتظر ما سيقدمه المعرض في شكله الحالي من مؤشرات جديدة واقتراحات وقراءات يستفيد منها مستقبلاً كل من المنظمين والجمهور». استفتاء جماهيري ويرى القاص والكاتب إبراهيم مبارك أن تقليص أيام المعرض بحاجة إلى إعادة نظر، لأن هذا التقليص أو الاختزال، وكما يشير، لا يسهم في استقطاب الكثير من القراء والمهتمين في الإمارات الأخرى لحضور فعاليات المعرض، والتعرف إلى الإصدارات الجديدة محلياً وعربياً ودولياً، وقال إن إقامة مناسبة ثقافية كبيرة كمعرض أبوظبي الدولي للكتاب تستدعي المرونة وإرضاء شريحة واسعة من الجمهور المحلي الذي يفضل أن تمتد وتزداد أيام أي حدث ثقافي أو حتى ترفيهي مقام في الدولة، اعتماداً على التوزيع الجغرافي لمناطق الدولة المختلفة، ومراعاة أيضاً لظروف القراء القادمين من الدول الخليجية المجاورة الذين تستهويهم مثل هذه المعارض الكبرى، ويعتبرونها فرصة سنوية مهمة يجب اقتناصها واستثمارها، خصوصاً لدى عشاق الكتب ومقتني الإصدارات الملبية لأذواقهم واتجاهاتهم الفكرية. وأضاف مبارك أن المجهود الكبير والاستعدادات المسبقة والمقدرة التي يبذلها القائمون على المعرض، يجب أن تقابلها نتائج توازي هذا الجهد وهذه الاستعدادات، وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقق، كما أوضح مبارك، من خلال تمديد أيام المعرض إلى عشرة أيام على أقل تقدير كي يكون المجال مفتوحاً أمام القراء لاختيار الأيام التي تناسبهم وسط المشاغل الوظيفية والأسرية الكثيرة المحيطة بهم. واستطرد مبارك بأن تقليص أيام المعرض لا يفيد أيضاً الناشرين الذين يتكبدون عناء السفر ومصاريف التأمين والشحن لعرض إصدارتهم في فترة محدودة، لأنه قد يؤدي إلى نتائج سلبية وخسائر يمكن أن تقلل من فرص مشاركتهم في الدورات القادمة من المعرض. واقترح مبارك أن تقوم إدارة المعرض برصد آراء الجمهور حول انطباعاتهم عن المعرض وبالتحديد حول الفترة المخصصة له، كي تكون هذه الآراء منطلقاً لخطط بديلة وتصورات جديدة تسهم في إثراء الحدث وزيادة مساحة التواصل بينه والجمهور بكل فئاته العمرية وتوجهاته الفكرية والأدبية والعلمية. ويرى مبارك أن طبيعة المعارض الدولية في أوروبا التي غالباً ما تكون مكثفة زمنياً قد لا تكون مناسبة للمعارض التي تقام في الدول العربية ودول الخليج، لأن تلك المعارض الأوروبية، كما أشار، تعتمد على مقاييس ومؤشرات تخصصية، ويتم التحضير لها وفق تقاليد عريقة تتقاطع مع الرصيد المعرفي والثقافي التراكمي في تلك الدول والحواضر التي لها خبرة وباع طويل في تنظيم معارض الكتب. التمديد ضروري ويشارك الشاعر والسيناريست محمد حسن أحمد وجهة النظر التي يطرحها إبراهيم مبارك بضرورة تمديد أيام المعرض، لأنه إذا كان هناك شخص يقيم في إمارة رأس الخيمة أو إمارة الفجيرة على سبيل المثال، ويريد الحضور إلى أبوظبي وزيارة المعرض، فإن عليه، كما قال، أن يختار توقيتاً يناسبه ويناسب ظروف المكان البعيد الذي يقطنه. وتقليص أيام المعرض، قد يؤدي، حسب ما يراه محمد حسن، إلى عدم تحقيق هذه الزيارة وعدم برمجتها أصلاً ضمن مهام هذا القارئ الأسبوعية، ويرى محمد حسن أن مدة ثمانية أيام قد تكون مناسبة ومحفزة أيضاً لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزائرين لاعتبارات كثيرة، منها أن القارئ هنا يحتاج إلى أكثر من زيارة كي يلم ويتعرف إلى معظم الإصدارات، وكي يتواصل مع النشاطات الأخرى التي ينظمها المعرض، مشيراً إلى أن ثقافة التعاطي مع الكتاب لدى الجمهور العربي عموماً تختلف عن ثقافة القارئ الغربي الذي يمتلك معلومات مسبقة ووافية عن محتويات المعرض الذي يتبع الأسلوب الانتقائي الذي يشبع لديه جانباً محدداً من خلال الكتاب الذي يبتاعه، لأن الكتب التي يريدها القارئ الغربي، كما أشار، متوافرة عموماً في المكتبات العامة والتجارية، على عكس المكتبات الموجودة لدينا التي تهتم بالقرطاسية والمجلات أكثر من اهتمامها بالكتب التخصصية. ومن جانبها، توضح الشاعرة الهنوف محمد، أن معرض أبوظبي للكتاب بثقله وزخمه الثقافي لابد أن يتواءم مع الشرط الاجتماعي للمكان، ومن هنا، كما تشير، فإن تقليص أيام المعرض لا يلبي هذا الشرط، ويجعل برامجه ونشاطاته متداخلة ولا تملك الفسحة الزمنية التي تمنح كل نشاط ما يستحقه من متابعة وتغطية إعلامية، ورأت الهنوف أن التحضير الدعائي المسبق للمعرض وتعريف الجمهور بأهم الإصدارات الجديدة والبرامج المميزة التي يتضمنها، من شأنها أن تقلل من سلبيات تقليص الفترة المحددة له، ودعت إلى ضرورة تخصيص برامج موجهة للأطفال وطلبة المدارس وتمديد ساعات المعرض، لتعويض التكثيف الزمني الذي اختاره هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، ومقارنة بالمعارض الأخرى الشبيهة في الدولة وفي المنطقة. ثقافة يومية في المقابل، يرى عدد من المثقفين والقراء أن الأيام الستة التي يقام خلالها المعرض تكفي، ويؤيدون وجهة نظرهم بمسوغات عدة، وهنا رأي الشريحة التي ترى أن المدة الزمنية كافية. يرى الدكتور سليمان الجاسم أن «الأيام الستة كافية، نظراً لأن هناك الكثير من الفعاليات الثقافية في أبوظبي وغيرها من إمارات الدولة، فمن ينظم وقته جيداً يستطيع أن يستغلها أحسن استغلال». ويضيف: «لا ننسى أن المدة التي يعقد فيها المعرض تكون عادة مرتبطة بامتحانات طلبة المدارس والجامعات ونهاية العام الدراسي، فنحن في الإمارات نعيش على وقع الأحداث الثقافية بشكل يومي، من معارض وندوات وملتقيات ومهرجانات في مختلف المجالات الفكرية والفنية والإبداعية، وهي ساحة للحوار ونقاش العديد من القضايا المهمة التي تشغل بال المثقفين على اختلاف اختصاصاتهم». فرصة للتجويد ويتبنى الدكتور حبيب غلوم العطار الرأي السابق، ويرى بأن أيام المعرض السّتة «كافية، وفيها يصبح المعرض أكثر جودة، وتتكثف الجهود والفعاليات لصالح الزائر أولاً وأخيراً». ويتابع: «أعتقد أن كل شخص قادر على برمجة وقته حيال الشيء الذي يحبّه، وعلينا أن نتفهم بصراحة موضوع التحديات التي يواجهها الكتاب المطبوع اليوم، بموازاة ذلك، ربما تنجح مثل هذه الفكرة مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، بسبب وقوع الشارقة وسط بقية الإمارات الشمالية، حيث إن قصر المسافة بينها يمكن الزوار من سرعة الوصول إلى مكان المعرض بسرعة، في حين أن الأمر مختلف تماماً في أبوظبي، بيد أن هناك ما يعوّض، حيث إن معرض أبوظبي مفتوح طوال اليوم تقريباً، ما يتيح الفرصة للزوار لبرمجة أوقاتهم». ويختم قائلاً: «أعتقد، ونحن نتحدث بشكل انطباعي، أن إدارة المعرض لها حساباتها الدقيقة، فقد استندت في قرارها بتقليص مدة المعرض إلى إحصائيات ودراسات وقناعات رشح عنها مثل هذا القرار الذي سيغير كثيراً من خريطة العلاقة بين المعرض وجمهوره وناشريه نحو الأفضل». ويوافقهما الرأي، الكاتب محمد سعيد الضنحاني الذي يرى أن هذه المدة «كافية للتزود بأمهات الكتب ومتابعة الفعاليات الثقافية التي تعقد على هامش المعرض، فالعبرة ليست في عدد الأيام بل في حسن الاختيار، وتوزيع الوقت المخصص من القراء والكتاب والمثقفين للمعرض الذي يمثل مناسبة لا غنى عنها للنهل من معين مطبوعاته المختلفة من طرف مختلف الفئات». ويكمل: «بصفتي الشخصية أخصص يوماً كاملاً للمعرض»، أما كهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام «فنحرص على المشاركة والحضور، لأن هذه المناسبة من المناسبات التي لا يمكن إغفالها بالمرة». عدم الإرباك الكاتب جمال بن حويرب يسير في الاتجاه نفسه، يقول: «إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتيح فرصة كبيرة للأهل في أبوظبي ونواحيها. أما بالنسبة لمرتاديه من الإمارات الأخرى، فتقتصر زيارتهم للمعرض على مرة واحدة في الغالب الأعم، كما أفعل شخصياً، وهي بالتالي مدة كافية». ويلفت إلى أن عدد الزوار، على وجه العموم، «يأخذ في التراجع خلال اليومين الأخيرين اللذين أحرص على القيام بزيارتي للمعرض خلالهما». كذلك يرى ابن حويرب أن المدة كافية لجهة عدم إرباك العارضين الوافدين من خارج الدولة، خاصة بالنسبة إلى ارتباطاتهم بعروض أخرى في بلدان مختلفة، فالربيع هو موسم لإقامة معارض الكتب في معظم بلدان العالم، فضلاً عن كونه يطل على موسم الإجازات». وفي السياق نفسه، يلمح ياسر القرقاوي إلى أن ستة أيام «كافية، باعتبار أن الفعاليات والأنشطة المختلفة في المعرض تقام في مكان واحد، وهذا ما يسمح للزائر بمتابعة كل شيء، أو على الأقل، الاطلاع على مختلف الفعاليات بسهولة ويسر، خصوصاً بالنسبة للقادمين من الإمارات الشمالية، إذ إن زيادة المدة ستجعلهم يقومون بزيارة المعرض لأكثر من مرتين أو ثلاث أو أربع مرات في بعض الحالات، وربما يسبب ذلك إرباكاً لهم ولعائلاتهم». قرار صائب المؤلف والمخرج المسرحي عمر غباش يرى أن اختيار هذه المدة الزمنية للمعرض لا يمكن أن تكون عشوائية، بعد تقلّص دور الكتاب المطبوع، وتوجّه الناشرين عبر بوابة النشر الإلكتروني الأقل جهداً وتكلفة، ويضيف: «بشكل عام فإن معارض الكتب في السنوات العشر الأخيرة، بدأت تفقد الاهتمام بها على مستوى المؤسسات الثقافية والمستوى الرسمي، ربما بسبب حالة عدم الاستقرار في الشارع العربي والظروف الاقتصادية التي يتعرض لها الأفراد، بعكس ما يحدث لمعارض الكتب في العالم، فهي تنمو بشكل ملحوظ ولا تتقلص مهما كانت التحديات، وهنا علينا استدراك هذه القضية في أن يظل النظر إلى المشهد الثقافي أكثر وضوحاً بما ينسجم مع قيمة الأدب الرفيع في تشكيل حضارة الأمم وقيمها، وثقافة أفرادها، وأن نعمل بكل الوسائل على ترسيخ دور الكتاب، لمصلحة الجيل الجديد على الأقل، بعيداً عن مفهوم العولمة الثقافية التي تسعد بتهميش دور القراءة والكتاب في حياتنا». ليس عشوائياً ويؤكد سهيل بن مبارك الكثيري (مدير وكالة الأنباء العُمانية) بأبوظبي، أن المدة الزمنية المحددة للمعرض «كافية، ولا يمكن أن يتم إقراراها من جانب المسؤولين عن الحدث عشوائياً ودون قصدية، وهي في الواقع ستدفع بجمهور أكبر لاستغلال الوقت القصير والاستفادة من كل البرامج والفعاليات المصاحبة، ومن ثم شراء الكتب كل حسب توجهاته الثقافية والمزاجية». ويتابع: «نحن نتابع هذا الحدث منذ انطلاقته ونعتز به أيما اعتزاز لرسالته الأصيلة النبيلة في تعزيز ودعم صناعة الكتاب، ويجد أبناء سلطنة عُمان وبقية أبناء دول مجلس التعاون الخليجية، في هذا المعرض فرصتهم كمنصة جامعة للثقافة والاطلاع على ثقافات العالم، ومن ثم الاستمتاع بأجواء الإمارات، فهو أولاً وأخيراً فرصة للقاء الأشقاء على درب الثقافة، وأحياناً أيام قليلة مفيدة قد تكون أكثر فائدة من أيام طويلة مهزوزة». وتقول الدكتورة حصة لوتاه إن المدة كافية في الوقت الراهن، لأن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن عائد الكتاب بالنسبة للناشرين العرب ليس بالمستوى، الذي يسمح لهم بدفع أجور أماكن العرض والإقامة لفترات طويلة، هذا من ناحية. ومن جهة أخرى علينا أن نعترف بأن المعرض يستهدف بالدرجة الأولى إمارة أبوظبي، أما الآخرين من المهتمين بالكتاب من الإمارات الأخرى، فمن دون شك سيجدون الفرصة لزيارة المعرض لمرة واحدة على الأقل رغم المعاناة أو ضيق الوقت. ومع ذلك لا تستبعد الدكتورة لوتاه أن تزيد مدة المعرض في المستقبل القريب. وربما تتزايد الحاجة إلى تمديدها من دورة لأخرى، إذا ما تواصل المعرض بتطوير فعالياته وتنوعها على المستويات المعرفية والثقافية الخلاقة بشكل عام. تفادياً للملل وينحو الشاعر محمد الهاشمي الوجهة نفسها، حيث يرى أن «مدة المعرض كافية»، ويزيد: «لا أفضل مدة أطول كما يحصل في بعض المعارض التي تستمر عشرة أيام، لأن ذلك يمكن أن يخلق مللاً عند الناس من كثرة المحاضرات، كما أن أربعة أو خمسة أيام كافية جداً للراغبين في الشراء. معرض أبوظبي للكتاب ممتاز في كل جوانبه التنظيمية والفعاليات التي تقدم فيه». أما الممثلة موزه سليمان الصيعري، فتقول: «الأحداث الثقافية لا تقاس بمدتها الزمنية، بل بنوعيتها وأهدافها وقدرتها على مخاطبة الجمهور والرأي العام، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي أصبح جزءاً من ثقافتنا، وحاضرنا الذي يعكس واقع تطور إمارة أبوظبي، يستطيع خلال أيامه الستة تحقيق كل ما يطمح إليه في أيام أكثر من ذلك، أنا اهتم بالمعرض لما يحتويه من كتب ودراسات معاصرة في مجالات الفنون المختلفة، ولا يمكن لي الحصول عليها بسهولة وثمن جيد إلا من خلال المعرض». وتختم بقولها: «الباحث الحقيقي عن الثقافة يستطيع أن يبرمج وقته، وأن يلحق بركب الثقافة مهما كانت صعوبات الوقت». تكفي و.. لا تكفي يقول الشاعر جمال مطر إن «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، هو إحدى العلامات الثقافية المهمة في إمارة أبوظبي، ويلعب دوراً في غاية الأهمية لجهة رفع منسوب القراءة واقتناء الكتب أو ترويج «السلع المنسية»، وإقامة الندوات وإثارة الجدل التي تدور حولها، إلى جانب الاحتفاء بالإصدارات الجديدة، والتعرف إلى أصدقاء جدد من خلال كتبهم ومعرفة أفكارهم. وبهذا المعنى تكون مدة المعرض المحددة بستة أيام، تكفي ولا تكفي، أي أنها ربما تكون كافية من جهة التوقيت، لأنها تأتي في نهايات الربيع وبدايات الصيف، والشمس في هذا الوقت تكون أكثر قرباً وضغطاً على الناس. وهي لا تكفي لأننا بمسيس الحاجة للقراءة المستدامة، خاصة قراءة الجديد الإبداعي، فالثقافة لا تغتني إلا بها. ومن المؤكد أن مدة ستة أيام لا تتيح الفرصة لكثير من الناس لزيارة المعرض، خاصة للباحثين عن الكلمة الجديدة والفكرة الجديدة من المقيمين في الإمارات الأخرى، ولو كان توقيت المعرض يجمع بين عطلتين أسبوعيتين على الأقل، ربما تتاح فرصة أكبر للجميع، ليتسنى لهم الاطلاع على عناوين دور النشر المشاركة في المعرض، والتعرف إلى اهتماماتها المعرفية، بالإضافة إلى المشاركة في بعض الفعاليات المصاحبة التي تقع في دائرة اهتمامهم الثقافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©