ضمن النشاط المتجدّد لمشروع «كلمة» للترجمة في أبوظبي، تمّ استحداث سلسلة جديدة مخصّصة لترجمة نصوص مختارة من كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ، يقوم باختيارها والتقديم لها والإشراف على ترجمتها الأديب العراقيّ المقيم في فرنسا كاظم جهاد. في هذه المقالة يعرّف بهذه البادرة وأُولى إصداراتها. تهدف هذه السلسلة إلى سدّ ما يعتور معرفة القارئ العربيّ بالأدب الفرنسيّ الحديث من نواقص أو ثغرات. نعود فيها إلى ما لم يُترجَم إلى العربيّة من قبل من أعمال رائدة في أدب الحداثة، ونتمّم مخزون لغة الضادّ من ترجمات لبعض أساطين الأدب الفرنسيّ ممّن لا يعرفهم القرّاء إلاّ عبر نصوص معدودة. ونظراً للدور الكبير الذي اضطلع به الكتّاب الفرنسيّون في ما قبل القرن العشرين في التأسيس للحداثة العالميّة في مجالَي الرواية والقصّة القصيرة، فسنقدّم للقرّاء ترجمات لروايات ومنتخبات قصصيّة رائدة لم تُتح لهم معرفتها من قبل. بيد أنّنا لن نقتصر عملنا على ميدان السّرد، بل سنقّدم منتخبات نقديّة، وقد نغني السلسلة في المستقبل بترجمات للشعر. كما توسّع السلسلة معرفة القارئ بمختلف نصوص بعض الكتّاب، فتتيح له أن يتعرّف على فلوبير الشابّ قصّاصاً، هو الذي يعرف من قبل روائيّاً، وأن يقف على قصص زولا ومقالاته النقديّة والتنظيرية بعدما عرف بعض رواياته، وأن يقرأ بالعربيّة للمرّةٍ الأولى لتيوفيل غوتييه، أحد زعماء الرومنطيقيّة الأوروبيّة، قصصاً ورحلات.
باريس (الاتحاد)
بإيجاز، ستمكّن هذه السلسلة الأدباء والقرّاء العرب من تحقيق معرفة أفضل لتطوّر الأدب، وخصوصاً من قراءة آثار كبرى لا خلاف على أهميّتها وبقائها. ويقوم بترجمتها فريق من ألمع المترجمين العرب وأكثرهم رسوخَ قدمٍ في هذه الممارسة الخلاّقة التي شاء مؤسّسو مشروع «كلمة» والقيّمون عليه أن يوقفوا عليها كلّ عمل هذا المركز الاستثنائيّ الذي بات يتمتّع بمكانة متقدّمة في الحراك الأدبيّ والفكريّ في دنيا العرب.
![]() |
|
![]() |
ألكساندر دوما، «طرديّات– نصوص في الصّيد»
![]() |
|
![]() |