الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناهس العنزي: الأسرة والمدرسة ورعاية الدولة أساس الإبداع ومنجم لاكتشاف الموهوبين

ناهس العنزي: الأسرة والمدرسة ورعاية الدولة أساس الإبداع ومنجم لاكتشاف الموهوبين
21 نوفمبر 2009 23:54
ناهس العنزي محام وأديب ومحكم دولي ومحاضر.. وخبير قانون يحمل رسالة إنسانية في تحقيق العدالة، ليس في الكويت والإمارات وحسب وإنما في جميع البلاد العربية وحتى في العالم. حصد العديد من الشهادات الجامعية في القانون والآداب والعلاقات العامة والإعلام وتكنولوجيا المعلومات، وهو مؤلف موسوعة «القانون معك»، وهي أول موسوعة مختصرة لأهم القوانين التي يحتاجها الإنسان لمعرفة حقوقه وواجباته. «الاتحاد» حاورته وخرجنا منه بالكثير والكثير.. من خلال تجربتك الغنية في القانون والإعلام والعلاقات الدولية، ما هي أسباب التميز والنجاح في الحياة، وما أهم تأثيرات البيت، البيئة، المدرسة، المجتمع؟ في الوطن العربي والعالم الإسلامي، أهم شيء هو المجتمع والأسرة. والرسول عليه الصلاة والسلام قال: إن الأسرة هي نواة المجتمع، إذا صلحت صلح المجتمع. لأنها هي التي تخرج الأبناء سواء صالحين أو منحرفين. طبعا الأسرة لها دور، كذلك البيئة لها دور. الأسرة يجب أن تربي الطفل تربية صالحة وهو صغير بحيث تساعده في هواياته، ولا تنمي فيه العقد، وتعطيه فرصة بأن يعبر، فرصة أن يناقش. عندنا «ابن سبع سنين» يقال له: «أنت طفل ما يصير تناقش!» وإذا صادف المشاكل أمامه، يغرق في طرقاتها، رغم أن الطفل عقله مثل الطينة، يستوعب ويمتص مثل الإسفنج. ويقال أحسن فرصة لتحفيظ القرآن هي السن من خمس إلى سبع سنوات، هكذا يمكن أن يحفظ القرآن. لذلك الأسرة لها دور في صنع الناجحين وفي صنع المتميزين.. يعنى إذا رأت الأم ابنها أو ابنتها لديه ميول قراءة أو عمل ما، فعليها أن تشجعه، وحتى اختيار الألعاب منها تركيب، ومنها رسومات، هذه الأرضية تفيد في تنمية مواهب الطفل. لذلك أنا أقول إن الأسرة هي الدرجة الأولى التي يقع عليها التميز. النقطة الثانية فعلاً البيئة لها دور، حتى لو كانت أسرة ممتازة، لكن إذا كانت البيئة فقيرة أو البيئة غير متوفر فيها الإمكانيات من مدارس، من ألعاب، من حدائق، لتنمية مواهب الطفل.. فهذه كلها تؤثر. الدور الثالث هو المجتمع، والدولة عليها أن تساهم فعلاً، بأن تبين المميزين من الأطفال والنوابغ وترعاهم، عندنا في الكويت دائما يبحثون عن الشباب أو الأطفال المتميزين الأوائل في الفصول، لتأخذهم مدرسة المواهب، فهم يدرسون من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية وكلهم متميزون، وهم يوجهونهم الوجهة الصحيحة. لذلك أقول : إن الأسرة هي الأساس، ثم البيئة التي تحيط بالشخص وهي هنا الدولة، عليها دور بأن توفر جميع الوسائل من أجل أن تخلق فعلاً المتميزين، كما في أوروبا وغيرها من البلاد المتقدمة». ويتابع الدكتور ناهس مؤكداً: «أما إذا كان الطفل لديه مواهب ويتم دفنها في بداية حياته، بأن لا يلقى تشجيعاً من والديه، ولا من المجتمع، ولا من البيئة من حوله، لابد أن يهبط طموحه وقد نخسر عبقرياً، نخسر موهبة، نخسر مميزاً كان من الممكن أن ينهض في المجتمع». أعاجيب الدساتير من خلال عملك في عدد من دول مجلس التعاون، هل لاحظت اختلافاً في القانون بين هذه الدول؟ ينطلق الدكتور العنزي من أهمية الدستور موضحا: «في كل بلد بالعالم نرى الدستور يحمل عبارات جميلة عن الحرية والعدالة، لكن في أرض الواقع نجد فارقا بين المكتوب في الدساتير وأرض الواقع، حيث نجد أعاجيب من سوء التطبيق. لا يوجد اختلاف بين قانون الإمارات والكويت أو مصر، وكلها مستمدة من القانون الفرنسي، مع إضافات تناسب البيئة والمجتمع، لكن العيب ليس في القانون أو الدستور، إنما في التطبيق أو سوء الفهم. لكن الدساتير تحمل كلمات راقية وشعارات في الحرية والعدالة، لا تفرق بين الجنس واللون. ولا يوجد اختلاف في القانون بين الكويت والإمارات، يمكن الاختلاف أحيانا في الإجراءات القانونية. وأتمنى من الله تعالى أن تكون لي بصمة في العالم، وأن أقدم شيئا مفيدا للإنسانية. وخاصة أني محكم دولي واتنقل بين عدد من الدول. وأتمنى أن تكون في مكتبي موسوعة تزيد الفروع ونتوسع في المكاتب القانونية للبلاد العربية والأجنبية، وخاصة أن العالم أصبح قرية صغيرة، وعن طريق الفاكس والإيميل والإنترنت يمكن أن تصل القضايا إلى كل مكان، والعمل صار جماعيا ولم يعد فرديا. ويسعدني أن أبعث الرضا والفرح في نفوس أسرتي الصغيرة والكبيرة في هذا العالم. لا حاكم ولا محكوم مهنة المحاماة علمتني كيف أدافع عن المظلوم، ونرى كيف أصحاب النفوذ والسلطة يأخذون الحقوق بسلطتهم وقوتهم. وعندما يخضع القانون لأصحاب النفوذ نجد الفساد يدعم. ولكن القانون إذا طبق أحسن تطبيق يكون متساوين، لا حاكم ولا محكوم، لا فقير ولا غني. القضاء في الكويت مستقل تماماً وليس عليه أي رقابة من أي نوع كان، ونحن نعيش في حرية، والحمد لله. وليس عندنا استخبارات، وممكن أن ننتقد أي مسؤول، ويمكن أن نقاضي الجهات الحكومية. فأنا مثلاً محامي أحد النواب في قضية ضد رئيس الوزراء، وترافعت في هذه القضية وتجاوزت في مرافعتي بعض الخطوط، ولم أجد إلا كل رحابة وسعة صدر، وهذا إيمان رئيس الوزراء والقضاء بحرية التعبير، وهذه هي العدالة. وأعتبر أن ما يميز الكويتيين في الكويت هي الحرية، الدستور الكويتي أعطى الحرية للمواطن والمقيم، وحرية التعبير يكفلها الدستور، فالحرية في أي بلد في هي فعلاً منبت الابداع والتميز، وعندي موسوعة للمقارنة في مسألة الحرية، ليست هناك حرية مطلقة، هناك مثلاً في أميركا وفرنسا قضايا كالأحداث والجرائم البشعة ممنوع النشر عنها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©