الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جوارديولا يتحدى الكرات الطويلــــة بـ««تيكي سيتي»

جوارديولا يتحدى الكرات الطويلــــة بـ««تيكي سيتي»
13 أغسطس 2016 00:15
عمرو عبيد (القاهرة) يفتتح مانشستر سيتي مشواره في الدوري الإنجليزي اليوم بمواجهة سندرلاند، على ستاد الاتحاد. ويزخر الموسم الحالي من البطولة بعدد كبير من المدربين الموهوبين الأكثر شهرة ونجاحاً في العالم، ومع عودة جوزيه مورينيو للظهور مرة أخرى، هذه المرة مع مانشستر يونايتد الباحث عن بطولة غابت عنه كثيراً، وفي ظل استمرار المخضرم أرسين فينجر مع فريقه الدائم، أرسنال، وفي وجود بطل الموسم الماضي، القائد القدير، رانييري الإيطالي مع ليستر سيتي، كان تعاقد مانشستر سيتي مع بيب جوارديولا بمثابة إعلان «الحرب الكروية» في الكرة الإنجليزية، وهذا الجمع من المدربين، بجانب أسماء أخرى متميزة بكل تأكيد، يشعل المنافسة إلى أقصى درجة، بجانب الإثارة والمتعة المنتظرة من جانب الجماهير، مع مقارعة هؤلاء المدربين بعضهم لبعض. لعل «ملك التيكي تاكا»، جوارديولا، سيكون أحد أبرز المديرين الفنيين في نسخة «البريميرليج» هذا الموسم، لما يتمتع به أسلوب لعبه من صفات خاصة للغاية، جعلته المدرب الأشهر الأنجح خلال السنوات الماضية، خاصة مع برشلونة فريق الأحلام الذي «صال وجال» في أوروبا كلها، وحصد معه 14 بطولة كبيرة ما بين الدوري والكأس والسوبر في إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، واستمر على النهج إلى حد ما مع الكبير الألماني، بايرن ميونيخ، بالفوز بسبعة ألقاب، أهمها السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية أيضاً، بجانب الحفاظ على لقب الدوري الألماني طوال ثلاث سنوات قضاها هناك. ابتكارات خاصة نجم برشلونة الأسبق ولاعب الوسط المدافع كما يصنف في الأساس، لم يكن لاعباً عادياً، بل كانت له ابتكاراته الخاصة المتميزة، وعدم الاكتفاء بمهامه الدفاعية فقط، بل كان في بعض الأحيان يتحول إلى صانع ألعاب، ووسط مهاجم يعشق التقدم إلى الأمام، والتسديد وصناعة الأهداف، وامتاز جوارديولا طوال فترة لعبه مع «البارسا» بدقة تمريراته وتحركاته التكتيكية الواعية، وتنفيذ الضغط على حامل الكرة بشكل يفوق أقرانه، وكلها أمور تعلمها في مدرسة الراحل، يوهان كرويف، أستاذ الكرة الهجومية الشاملة. أسلوب «التيكي تاكا» بشكل مبسط، كما يعرف كل عشاق لعبة كرة القدم، يعتمد على تنفيذ الضغط المستمر، من دون توقف على لاعبي الفريق المنافس، في كل أرجاء الملعب، وبأكبر عدد ممكن من اللاعبين، ولأطول فترة ممكنة، بـ«مثلثات ومربعات» تحاصر لاعبي المنافس، وتجبرهم إما على التمرير الخاطئ، أو فقد الكرة بسهولة لمصلحة فريق جوارديولا المهاجم دائماً، ويرفع جوارديولاشعار: تحدي الكرة الإنجليزية بكل تقاليدها وعراقتها، حيث اشتهرت بالكرات الطويلة والقوة البدنية. أضف إلى ذلك القدرات التمريرية العالية جداً، بأغزر عدد ولأطول وقت وبكل هدوء وعدم تسرع، ومع نسب الاستحواذ الهائلة على الكرة التي تجبر المنافس على التراجع للدفاع فقط، وليس أي شيء غيره، مع اللعب بخط دفاعي متقدم، لتنفيذ المزيد من الضغط الحركي، وتقليص مساحة الملعب أمام المنافس، ومع استمرار اللعب بذات الأسلوب طوال أغلب فترات المباراة، لا يمكن للمنافس في كثير من الفترات أن يتحمل كل هذا الضغط المستمر ودوران الكرة الدائم، فيصبح من السهل تنفيذ اللدغات القاتلة وإحراز الأهداف، واحداً تلو الآخر، مما يجبر المنافس على الخروج من مناطقه الدفاعية، وبالتالي فتح المزيد من المساحات أمام طريقة جوارديولا التي «لا تمل ولا تكل»، حتى انتهاء وقت المباراة، وانتهاء أي مقاومة للفريسة، أي الفريق المنافس! الخطوة الأولى وبتطبيق هذا الحديث على ما يمكن تصوره أو انتظاره من جانب جوارديولا مع مانشستر سيتي، في أولى خطوات «بيب» مع الكرة الإنجليزية، نجد تشابهاً إلى حد كبير في أسلوب لعب «السيتيزن» مع ما يمكن أن يطوره الإسباني المبتكر، فالفريق ذو الرداء السماوي، هو صاحب خط الهجوم الأقوى في «البريميرليج» خلال الموسم الماضي 2015 - 2016، بإجمالي 71 هدفاً ومعدل 1.87 هدف في المباراة، هو ما يقارب كثيراً معدل تهديف بايرن ميونيخ مع جوارديولا في الموسم ذاته، مع الوضع في الاعتبار قوة وصعوبة مباريات الدوري الإنجليزي مقارنة بـ«البوندسليجا». إذن لن يحتاج «بيب» إلى كثير من الجهد، ليزرع أسلوبه الهجومي في أذهان لاعبي «السيتي»، وهم لديهم تلك النزعة بالفعل، لكنه يبحث عن الوسيلة المثلى لتطوير الجانب الدفاعي في صفوف رابع «البريميرليج» في الموسم الماضي، لأن شباكه اهتزت 41 مرة، وهو ما أثر كثيراً على مسيرته في النهاية، رغم اقترابه من المنافس في أوقات عديدة خلال البطولة، ومع مقارنة هذا المعدل بما قدمه «بيب» مع البايرن، نجد أن «البافاري» الألماني استقبل 17 هدفاً فقط طوال الموسم المحلي، أي 0.4 هدف في المباراة في مقابل 1.1 هدف في مرمى «السيتيزن». أمران مهمان والحقيقة أن جوارديولا يواجه أمرين غاية في الأهمية مع «السيتي»، أولهما ضرورة وضع حد لأخطاء حارس المرمى الإنجليزي جو هارت، والتي كلفت منتخب «الأسود الثلاثة» الكثير في بطولة «اليورو» الأخيرة، خاصة أنه كان لديه تجربة سابقة في تطوير مستوى فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة، إبان إدارته الفنية للفريق، لدرجة دفعت بفالديز لنيل جائزة أفضل حارس مرمى في «الليجا»، ومع تجربته في الموسم الماضي مع حارس من أفضل حراس العالم حالياً، مانويل نوير، فلن يترك «بيب» الفرصة أمام أخطاء هارت. النقطة الثانية تتعلق بارتفاع معدل أعمار لاعبي «السيتي»، خاصة على مستوى أغلب تشكيل رباعي الدفاع، ولو أنه يميل إلى تطبيق طريقة 3 - 4 - 3، وليس 4 لاعبين في الدفاع، ومع القائمة الأولية يصل متوسط أعمار لاعبي الخط الخلفي إلى 28 عاماً تقريباً، وهو مرتفع، ولهذا مال جوارديولا إلى ضم لاعب إيفرتون الشاب صاحب الـ22 عاماً، جون ستونز، في خطوة أولى بالإضافة إلى عودة جيسون ديناير من الإعارة إلى جالطة سراي التركي، ويبلغ عمره 21 عاماً. مسألة ارتفاع أعمار اللاعبين عموماً في صفوف مانشستر سيتي تبدو واضحة، والمتوسط 27.6 عام، وهو الفريق السادس في الترتيب، من حيث ارتفاع متوسط الأعمار في «البريميرليج»، وهو ما يتعارض إلى حد كبير مع أسلوب لعب جواردويلا، لأن الضغط المستمر والحركة الدائمة وغزارة التمريرات والاختراق من كل الجبهات الهجومية، كلها أمور تحتاج إلى حيوية وشباب ورشاقة من نوع خاص، ومع مراجعة بعض الصفقات الجديدة التي أبرمها «بيب»، نجد على سبيل المثال وليس الحصر، الجناح الأيمن المهاجم الشاب ليروي سان لاعب شالكه الألماني 20 عاماً، وكذلك الكولومبي ذو الـ19 عاماً مارلوس مورينو، وأيضاً لاعب الوسط المهاجم الأوكراني أوليكساندر زينشينكو (19 عاماً)، وجوندوجان لاعب الوسط الألماني (25 عاماً). وبعيداً عن الصفقات الجديدة، تبدو الأمور أمام جوارديولا في حاجة للمسات بسيطة فيما يتعلق مثلاً بمسألة ضمان إتقان لاعبي «السيتي» للاستحواذ على الكرة وغزارة التمريرات، فالفريق «السماوي» يأتي في المرتبة الثانية، من حيث متوسط الاستحواذ على الكرة بين كل فرق «البريميرليج» في الموسم المنصرم، ويأتي خلف أرسنال بمتوسط استحواذ 54% ودقة تمرير 84% وإجمالي 19837 تمريرة، بمتوسط 18 متراً للتمريرة الواحدة، وهو ثاني أفضل معدل في الدوري الإنجليزي كله. لكنه يسعى لمزيد من الدقة والسيطرة، مقارنة بما قدمه مع البايرن في الموسم الماضي، حيث بلغ متوسط نسبة استحواذ الفريق الألماني على الكرة 63%، بدقة 88%، وإجمالي 24084 تمريرة، وطول 17 متراً للتمريرات. هجوم مقبول وكما ذكرنا، فإن الأداء الهجومي لـ«السيتي» يبدو مقبولاً، حسب فكر وأسلوب جوارديولا، فالفريق صنع في الموسم الماضي 475 فرصة للتهديف، بمعدل 12.5 فرصة تهديفية في كل مباراة، وهو ما يقترب كثيراً من أداء البايرن في المقابل، حيث صنع 494 فرصة بمعدل 13 فرصة في المباراة، كما بلغت دقة تسديدات مانشستر سيتي على مرمى منافسيه 48% بإجمالي 615 محاولة، وهو ثالث أعلى معدل في البريميرليج، نسبة اختراق منطقة الجزاء فيها 62%، مقابل 625 محاولة للبايرن بدقة 52% وباختراق للمنطقة بلغت نسبته 63%. الأهداف من الركلات الثابتة هو أمر مهم في تكتيك جوارديولا، خاصة من الركلات الركنية، والملاحظ أن لاعبي مانشستر سيتي يجيدون هذا الأمر أيضاً، بتفوق رقمي عما قدمه «بيب» نفسه مع البايرن، حيث سجل السيتي 19 هدفاً من ركلات ثابتة في الموسم الماضي، مقابل 15 هدفاً للبايرن، ويتفوق الفريق الإنجليزي في تسجيل 10 أهداف من ركلات ركنية مقابل 5 للبايرن. الأداء الدفاعي للسيتي يحتاج إلى عمل كبير، كما ذكرنا، ونضيف عليه أنه لم يصنف ضمن أكثر 10 فرق في الدوري الإنجليزي امتلكت قوة دفاعية في أمور فنية، مثل تشتيت الكرة الناجح، وإيقاف التسديدات، ومنع اكتمال التمريرات الطولية من الفرق المنافسة. عوامل إيجابية وبخصوص بعض اللاعبين في صفوف السيتي، فإن وجود هداف «البريميرليج» الثاني في الترتيب سيرجيو أجويرو بـ24 هدفاً متساوياً مع فاردي، سيكون عاملاً إيجابياً كبيراً في طريقة «بيب» مع «السيتي»، بالإضافة إلى أن الإسباني الموهوب، ديفيد سيلفا هو خامس أفضل صانع للأهداف في البطولة الإنجليزية بإجمالي 11 تمريرة حاسمة، كما يملك السيتي أفضل ممرر للكرة في الدوري الإنجليزي كله حسب المركز وإجمالي التمريرات، الفرنسي سمير نصري بدقة 93%، وكلها أمور تتماشى مع أسلوب «تيكي تاكا» جوارديولا. أما ما يخص بعض الصفقات الجديدة، نجد أن المدافع ستونز لديه قدرة جيدة على استخلاص الكرة والتعامل الناجح مع الثنائيات والعرقلة السليمة بنسبة 63% لكل تلك الأمور الفنية المهمة، بالإضافة إلى دقة 89% فيما يتعلق بتمرير الكرة، وهو ما جعل بيب يرى فيه ضالته المنشودة في هذا المركز، بالإضافة إلى تميز لاعب الوسط جوندوجان في استخلاص وقطع الكرات بنسبة 69% وعدم فقد الكرة بسهولة، بالإضافة إلى دقة تمرير تبلغ 88%. في النهاية هي محاولة للاقتراب من فكر وأسلوب جوارديولا المتوقع مع فريقه الجديد، مانشستر سيتي، وسيكون علينا انتظار ركلة البداية أمام سندرلاند الذي عانى كثيراً في الموسم الماضي، لكنه يملك خط هجوم جيداً وأسلوب لعب ربما يرهق «السيتيزن» وجوارديولا، في أولى تجاربه الإنجليزية الصعبة، لأن «البريميرليج» بالتأكيد يختلف تماماً عن اللعب في أي بطولة دوري أخرى. شك حول مستقبل هارت مانشستر (أ ف ب) ألقى الإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي بالشك حول مستقبل حارس الفريق الدولي جو هارت، وذكرت تقارير صحفية إنجليزية أن جوارديولا يفضل التعاقد مع الألماني مارك- أندري در شتيجن حارس برشلونة الإسباني بدلاً من هارت. وقال جوارديولا في مؤتمر صحفي أمس لدى سؤاله عن هارت: إنه لاعب في الفريق وأنا سعيد بمؤهلاته وسلوكه، وبما يمثله للنادي، لاحقاً سنقرر بشأن مستقبله في غرفة مغلقة، الآن هو لاعب في الفريق. ويلعب هارت «29 عاماً» أساسياً مع مانشستر سيتي منذ 2010، وأسهم معه بإحراز لقب الدوري الإنجليزي مرتين وكأس الرابطة مرتين وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة. وتعرض الحارس الدولي إلى انتقادات واسعة بعد خروج منتخب إنجلترا من ثمن نهائي كأس أوروبا 2016 بخسارته المفاجئة أمام نظيره الآيسلندي المغمور 1-2. تشافي يؤكد نجاح «بيب» مع «السيتي» أنور إبراهيم (القاهرة) هل هناك من هو أفضل من نجم الوسط الإسباني تشافي هيرنانديز لاعب برشلونة السابق والسد القطري حالياً، لكي يتحدث عن بيب جوارديولا المدير الفني الحالي لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي؟! تزامل النجمان في «البارسا» كلاعبين، ثم أصبح جوارديولا مدرباً له، قبل أن يرحل لتجربة جديدة مع بايرن ميونيخ، ثم ها هو يستقر به المقام في مانشستر سيتي، على أمل مواصلة إنجازاته الكبيرة. وفي مقاله الأخير بصحيفة «الجارديان» تحدث تشافي عن جوارديولا، للتدليل على ما يمكن أن يفعله، وهو مدير فني لـ«السيتي»، وقال: جوارديولا قاسٍ في تدريباته، وعمله بوجه عام، وهو من نوعية المدربين الذين ينشدون الكمال، وأنا واثق في أنه سيواصل العمل بكثافة إلى أن يصل لتحقيق ما جاء من أجله في النادي الإنجليزي. وتابع تشافي: جوارديولا يركز على التفاصيل الصغيرة، حتى عندما كان لاعباً كان يفعل ذلك، وكان يتحكم في كل شيء. وقال تشافي: «بيب» لديه أيضاً قدرة غريبة على التواصل مع اللاعبين، ربما يكون هناك مدربون آخرون يشاركونه هذه الصفة ولديهم قناعاته نفسها، إلا أنهم أكثر ضعفاً ولا يمكنهم توصيلها إلى اللاعبين. واختتم تشافي مقاله بقوله: جوارديولا يستطيع تمرير ما يريد من أفكار ورؤى، فهو «القائد» و«الشخصية»، ويجيد توصيل رسالته، وكان الكل ينصت إليه في برشلونة، مثله في ذلك مثل زين الدين زيدان في ريال مدريد، صنع كل شيء في كرة القدم، وفرض الاحترام على الجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©