الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

يأس في صفوف «الجيش الحر» بشأن فرص إسقاط نظام الأسد

يأس في صفوف «الجيش الحر» بشأن فرص إسقاط نظام الأسد
16 ابريل 2012
انطاكيا (د ب ا) - تعج سوريا بمكاتب الاستخبارات ويتعذر على المعارضين والمنشقين عن الجيش السوري النظامي الثقة في بعضهم بعضاً في ظل مناخ يسيطر عليه الخوف وإفشاء الأسرار. ويقف جندي تركي على بوابة مخيم للضباط السوريين معلقاً سلاحه الآلي على صدره فيما تتجول فتاة صغيرة بين الخيام البيضاء ذات القمم المدببة، ويعج المكان بالحركة فور أن يرفع الأذان للصلاة في المسجد الصغير الموجود بالمخيم حيث يصطف بضع عشرات من الرجال في صفوف للاستماع إلى خطبة الجمعة. ترى هل تبدو قيادة هذه القوة قادرة على تحرير سوريا من براثن نظام الرئيس السوري بشار الأسد؟ هل يمكن فعلاً أن يقوم الجيش السوري الحر المكون من منشقين عن الجيش النظامي بالتحضير من هذا المخيم الواقع على حافة قرية تركية على الحدود، لإسقاط نظام الأسد؟ ثمة شكوك حول ذلك. وأعلن أن العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر ترك المخيم قبل بضع ساعات، ويبدو أنه توجه إلى أنقرة لإجراء محادثات عاجلة حول ما إذا كان ينبغي إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية تقوم تركيا على تأمينها أو حلف شمال الأطلسي “ناتو” وهو الإجراء الذي يتم النقاش حوله منذ أشهر، بيد أن فرص إدخال هذه الخطط حيز التنفيذ تنامت بعد إطلاق الجيش النظامي السوري النار على مخيم كيليس للاجئين الواقع داخل الحدود التركية، كما أن كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية، كان قد تحدث عن ممرات إنسانية.وعلى بعد أقل من 50 متراً من مدخل مخيم الضباط المنشقين، يسمع الصوت الخافت لانسياب نهر العاصي الذي ينبع من لبنان ويمر بسورية ليصب في تركيا كما ينساب تيار المعلومات الواردة من سوريا إلى المنشقين بلا انقطاع الأمر الذي جعلهم على علم جيد بخطط جهاز الاستخبارات الذي يوجه عمليات الجيش. ويعتبر اللواء أ.د. الذي كان فر من سوريا قبل بضعة أسابيع مركزاً هاماً للمعلومات، وقد رفض الإفصاح عن اسمه نظراً لأن أسرته لا تزال تعيش بالداخل. وقال “أتاحت لي خدمتي في الجيش اتصالات جيدة أستغلها الآن لصالح الثورة”. وأضاف أن أغلب معلوماته يستقيها من منتمين للجيش النظامي وجهاز الأمن مشيراً إلى أن مصادر معلوماته ترغب في الانشقاق عن دمشق لكنهم يتخوفون من انتقام النظام. وذكر أن هذه المصادر أطلعته على أن الجيش النظامي يعتزم حفر خنادق في محافظة حلب حتى يتمكن من مراقبة القرى التي يقطنها المعارضون للنظام بعد انسحاب الدبابات، وقال إن هذه المصادر أعلمته بأنه من المنتظر تمركز الدبابات المنسحبة من المدن عند الطرق المؤدية إلى هذه المدن حتى يعطي النظام انطباعا بأنه ملتزم ببنود خطة عنان لإقرار السلام. وأخرج اللواء أ.د. من جيب قميصه ورقة مدوناً عليها أسماء يبدو أنها لضباط في القوات البرية الإيرانية وسلاح الجو الإيراني كانوا وصلوا قبل أسبوعين إلى مطار عسكري سوري لمساندة قوات الأسد. يشعر أ.د. (58 عاماً) أن سنه المتقدمة أصبحت لا تسمح له بخوض المعارك بنفسه، وأعرب الرجل عن قناعته بأنه “إذا لم توجد منطقة حماية مؤمنة فإن من الممكن أن يستمر هذا الصراع الدامي على مدار عام آخر”. ويصل عدد أفراد الجيش السوري الحر في الوقت الراهن وفق تقديراته إلى 40 ألف شخص بينهم نحو 500 ضابط “يواجهون 260 ألف جندي مسلحين بشكل جيد، بالإضافة إلى العديد من وحدات الأمن”. وأضاف أن من غير الممكن كسب حرب في ظل التفاوت بين هذه الأعداد. وأعرب أ.د. عن اعتقاده بأن نسبة المنشقين عن الجيش النظامي الذين يأتمرون بأمر العقيد الأسعد لا تزيد عن نحو 10% أما العدد الباقي فهو عبارة عن ألوية تكونت محلياً ولها اتصالات فردية بالجيش الحر، وأضاف أن “القيادة المنقوصة مشكلة لأنها تتيح لجواسيس النظام اختراق بعض الألوية”. وذكر اللواء أنه فتح قناة اتصال في المنفى مع جماعة الإخوان المسلمين “لأنهم منظمون بشكل جيد كما أن في مقدورهم التحرك بشكل عملي عبر شبكاتهم”. غير أنه قال إنه ليس من المتزمتين دينياً مشيراً إلى أن واحدة فقط من بناته غير المتزوجات ترتدي حجاباً. وحذر من أن طول أمد التعذيب والقتل في سوريا من شأنه فتح باب التطرف مشيراً إلى أنه رأى تزايداً واضحاً في أعداد الشباب من أنصار الحركة السلفية في إقليم هاتاي التركي الحدودي مقارنة بما كان عليه الحال قبل عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©