هزّ زلزال بقوة 7,8 درجة أمس إقليم سيستان بلوشستان على الحدود الإيرانية الباكستانية. وتضاربت الأنباء الإيرانية حول حصيلة الخسائر مع تحدث كل من التلفزيون الحكومي ووكالة «فارس» عن سقوط 46 قتيلاً وانهيار 1200 منزل على الأقل وانقطاع الكهرباء والاتصالات في المنطقة وتوقع أحد المسؤولين في تصريحات لـ «رويترز» سقوط مئات القتلى. بينما نفت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ايسنا» الإبلاغ عن سقوط أي قتلى، قائلة «إن مركز الزلزال يقع في منطقة صحراوية لا تحيط به مراكز سكانية وإن الحصيلة لا تتجاوز 24 جريحاً». بينما تحدثت باكستان عن سقوط 34 قتيلاً و200 جريح على الأقل، إضافة إلى تضرر وانهيار أكثر من 1400 مبنى ومنزل.
فقد أعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء أن الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وقع في منطقة تبعد 210 كيلومترات عن مدينة زاهدان الإيرانية، و250 كيلومتراً عن مدينة تربت الباكستانية، ومركزه مدينة خاش على عمق 15,2 كم تحت سطح الأرض ودائرته نحو 86 كيلومتراً. لكن المركز الإيراني للزلازل، قال «إن قوة الزلزال الذي ضرب منطقة نائية في سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران بلغ 7,7 درجات، مما يشكل أقوى زلزال منذ 1957»، وأضاف «إن مركز الزلزال يقع على عمق 18 كيلومتراً، وعلى بعد 83 كيلومتراً من جزيرة كيش، و81 كيلومتراً شمال مدينة سروان قرب الحدود مع باكستان».
ونقلت «ايسنا» عن رئيس الهلال الأحمر الإيراني محمود مظفر قوله «إنه تم إرسال 20 فريق إنقاذ من مدينتي سارافان وخاش لتقييم الأضرار». كما نقلت عن مرتضى اكباربور المسؤول في المركز الإيراني للأزمات قوله «إن الزلزال لم يسبب أي قتلى حتى الآن، لأن مركزه يقع في الصحراء ولا تحيط به مراكز سكانية، ولا يوجد قتلى في البلدات الواقعة حوله».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «ايرنا» عن والي سروان محمد شريف خالقي قوله «إن عدد الجرحى بلغ حتى الآن 27 فقط». بينما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن النائب في البرلمان حامد رضا باشان قوله «إن عدد القتلى في المناطق المتضررة ليس كبيراً، وذلك وفق ما تم التوصل إليه بناء على اتصالات مع الناس في زابل وسروان وخاش ومناطق أخرى ضربها الزلزال.
ولم يوضح باشان كيفية اتصاله بهؤلاء الناس لا سيما في ظل ما أعلنه التلفزيون الحكومي الإيراني عن انقطاع الكهرباء والاتصالات في المناطق المتضررة، إضافة إلى تأكيده في وقت سابق أن 46 شخصا على الأقل قتلوا. بينما نسبت وكالة «رويترز» إلى مسؤول حكومي إيراني توقعه سقوط مئات القتلى، قائلاً «لقد كان أكبر زلزال في إيران منذ 40 عاماً ونتوقع مئات القتلى». وقال مسؤول محلي في وزارة الصحة لوكالة فارس إن أكثر من 20 قرية أصيبت بأضرار كبيرة.
وقال نائب مدينة سارافان (مركز الزلزال) في البرلمان الإيراني «إن هناك 1700 قرية في المنطقة التي طالها الزلزال وإن معظم البيوت مشيدة من الطين». ويبلغ عدد سكان سارافان 250 ألفاً، لكن الكثير منهم يسكنون في بيوت الطين، مما يقلل عدد الضحايا المحتمل. بينما يبلغ تعداد مدينة خاش نحو 180 ألف نسمة.
وفي التاسع من أبريل، ضرب زلزال بقوة 6,3 درجات منطقة ريفية في جنوب إيران واسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 850 آخرين بجروح. وتقع إيران فوق تصدعات رئيسية وعانت من عدد من الزلازل المدمرة بما في ذلك زلزال بلغت قوته 6,6 درجة عام 2003 والذي سوى مدينة بم بالأرض في أقصى جنوب شرق إيران مما أسفر عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل. وفي أغسطس 2012، أسفر زلزالان قويان عن 306 قتلى قرب تبريز.
وفي باكستان، أفادت هيئة الأرصاد الجوية أن الزلزال وقع بعمق 75 كيلومتر في باطن الأرض، وأن منطقة طفتان الإيرانية الحدودية هي أكثر المناطق تضررا. لافتة إلى أن أعداداً كبيرة من المدنيين حوصروا تحت أنقاض المباني المنهارة، ومتوقعة مصرع المئات منهم. وأعلنت السلطات أن الحصيلة الأولية للزلزال بلغت 34 قتيلاً و200 جريح على الأقل في مدينة ماشكايل بإقليم بلوشستان القريب من المنطقة الصحراوية الحدودية لإيران، إضافة إلى تضرر حوالى 1400 منزل من الطين.
وقال أشرف بالوش مسؤول المستشفى المحلي في ماشكايل «إن معظم الوفيات ناجمة عن انهيار منازل ومبان وبينهم 3 نساء وطفلان إنهار منزلهم الذي كان مصنوعاً من الطين في منطقة بانج جور».
وقال عطاء الله منجل مدير هيئة الإغاثة من الكوارث في كويتا إن شخصاً قتل بعد انهيار منزل في منطقة واشوك. وقال علي عمران المسؤول في غرفة العمليات الإقليمية، وهي وحدة لمواجهة الكوارث تابعة للحكومة في كويتا «إن السكان في بلدتي ماند وتربت تحدثوا عن هزات قوية أسفرت عن إحداث شقوق في جدران المنازل، لكن لم ترد على الفور أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى. وأضاف «إن سكان إسلام آباد وكراتشي وكويتا ولاهور شعروا أيضاً بالزلزال الذي اهتزت مبان بسببه ودفع الكثيرين إلى إخلائها مذعورين».
وفي الهند، قال شهود عيان إن المباني المرتفعة في العاصمة نيودلهي اهتزت بالزلزال مما دفع الناس إلى الهرولة إلى الشوارع. فيما أوضح مصدر في وزارة الطوارئ بجمهورية داغستان الروسية أنه سجلت في بحر قزوين هزات أرضية بلغت قوتها 6 درجات بمقياس ريختر على عمق 10 كيلومترات بالقرب من الساحل الداغستاني.
محطة «بوشهر» لم تتضرر
موسكو (وكالات) - قال مسؤول في شركة «اتومستروي اكسبورت» الروسية التي بنت محطة بوشهر النووية الإيرانية إن المحطة لم تتأثر بالزلزال الذي وقع امس. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه تحدث مع زميل له في المحطة بعد الزلزال وانه لم ترد تقارير عن حدوث أضرار. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن ناطق باسم الشركة أن المحطة لم تتضرر، كما لم يتضرر أي من الروس العاملين بها من جراء الزلزال. كما أكد ناطق باسم مؤسسة «روس آتوم» الروسية أن كافة الأجهزة والعاملين بالمحطة يعملون بصورة طبيعية، وأضاف «العاملون حتى لم يشعروا بالهزات الناتجة عن الزلزال». من جهة ثانية، صرح مصدر في وزارة الطوارئ الروسية لوكالة «إيتار - تاس» أن الوزارة مستعدة لمساعدة إيران في إزالة انقاض الزلزال، إذا اقتضى الأمر، وقال «وزارة الطوارئ مستعدة للمساعدة. إلا أنه لم ترد حتى الآن طلبات من الجانب الإيراني».
عدد اليوم
