الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بالصور.. 7 غرائب شهدتها مراسم تنصيب الرؤساء الأميركيين منذ واشنطن

20 يناير 2017 01:11
من بين مئات الملايين الذين سيلتفون حول شاشات التليفزيون غداً الجمعة لمتابعة مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، هناك من يترقبون الحفل لا لمشاهدة فعالياته المعروفة سلفاً فحسب، بل لتصيد أي أحداث غير مألوفة قد يشهدها كذلك. ولا يغيب عن أذهان هؤلاء ما حفلت به العديد من المراسم المماثلة من مفارقات وغرائب، بدأت منذ الرئيس الأول للبلاد جورج واشنطن، الذي آثر عدم الالتزام بصيغة القسم المنصوص عليها دستورياً والتي لا يتجاوز عدد مفرداتها 35 كلمة، ليضيف عليها عبارة إضافية نصها «لذا فلتساعدني يا الله». اللافت أن كل الرؤساء الأميركيين الذين أعقبوا واشنطن، حرصوا على السير على دربه في هذا الصدد، باستثناء الرئيس السادس والعشرين تيودور روزفلت (1901 - 1909)، الذي تلا القسم بحسب صيغته المعتمدة في الدستور. قسم أوباما السري على أي حال شكّل القسم أيضاً محوراً لأحدث المفارقات التي شهدتها مراسم تنصيب رؤساء الدولة الأقوى في العالم حالياً، ففي عام 2009 بدت شرعية باراك أوباما «الرئيس الجديد وقتذاك» محل شكوك ولو لأربعٍ وعشرين ساعة، بعدما أخطأ رئيس المحكمة العليا جون روبرتس في تلقين أوباما صيغة اليمين مرتين، ما أدى إلى أن يقاطعه الرئيس الرابع والأربعون مرة، وأن يلتزم الصمت لثوانٍ قليلة في أخرى، وذلك على مرأى ومسمع من نحو مليوني شخص احتشدوا على تلة الكابيتول، وأمام مئات الملايين ممن شاهدوا المراسم على شاشات التلفزيون.     وفي ظل الجدل الذي أثاره البعض، ممن قالوا إن ما حدث يشكل انتهاكاً للدستور ويضفي شكوكاً على شرعية تولي أوباما لمنصبه، حاول مساعدو الرئيس الجديد وقتها التقليل من شأن ما حدث، قائلين في بادئ الأمر إنه ما من حاجة لإعادة أداء اليمين. ولكن وبعد ساعات قليلة، استقر الرأي على أن يعود القاضي روبرتس إلى البيت الأبيض مساء اليوم التالي، لكي يؤدي أوباما القسم من جديد ولكن بعيداً عن الأضواء والأخطاء هذه المرة!     حريق تحت المنصة قبل ذلك بنحو نصف قرن، وتحديداً خلال مراسم تنصيب الرئيس الخامس والثلاثين جون كينيدي عام 1961، لم تكن المشكلة في القسم بقدر ما ارتبطت بالعديد من الملابسات التي جعلت الكثيرين يرون أن رئاسة كينيدي، التي انتهت باغتياله بعد أقل من ثلاث سنوات، كانت سيئة الطالع منذ اللحظة الأولى. ففي الليلة السابقة لحفل التنصيب، ضربت واشنطن عاصفة ثلجية أدت إلى وصول ارتفاع الثلوج في شوارعها إلى ثماني بوصات (أكثر من 20 سنتيمتراً). وهكذا أُضيفَ عبء التحقق من إزالة الثلوج من الشوارع الرئيسية المحيطة بمكان الاحتفال، إلى كاهل المسؤولين عن تنظيم المراسم، التي غاب عنها مدعوون كثيرون بفعل الأحوال الجوية العاصفة. ورغم سطوع الشمس بقوة خلال المراسم نفسها، فإن انعكاسها على الثلوج المحيطة، أدى إلى تشوش الرؤية أمام ناظري الشاعر الأميركي روبرت فروست، الذي كان يستعد لإلقاء قصيدة جديدة نَظَمَها خصيصاً لهذه المناسبة. ونتيجة لعجزه عن قراءة الكلمات التي خطّها على الأوراق، اضطر الرجل -الذي كان في السادسة والثمانين من عمره في ذلك الوقت- إلى أن يلقي قصيدة أخرى قديمة من الذاكرة.   ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل فوجئ الحاضرون باندلاع حريقٍ محدودٍ تحت المنبر الذي كان يقف عليه المتحدثون خلال المراسم. وبعدما نجح العاملون في جهاز الخدمة السرية -الذي يتولى حماية الرئيس الأميركي وأسرته- في إخماد النيران التي لم يتسع نطاقها لحسن الحظ، تبين أن سبب ما حدث تماسٌ كهربائي ناجمٌ عن عطبٍ لحق بجهاز تدفئة صغير، وُضع تحت المنبر لبث الدفء في أوصال المتحدثين، في ظل ما كان يسود واشنطن في ذلك اليوم من برودة شديدة.   القاتل يشارك في المراسم  وإذا عدنا بآلة الزمن إلى ما قبل ذلك الاحتفال بنحو مئة عام، وتحديداً إلى عام 1865، فسنشهد معاً مراسم تنصيب رئيس أميركي آخر اغتيل وهو في منصبه. الحديث هنا عن الرئيس السادس عشر إبراهام لينكِن، الذي يشيع تلقيبه خطأً باسم «لينكولن». ففي ذاك العام البعيد، كان «لينكِن» قد أدى القسم لتوه ويستعد لإلقاء خطابه في مستهل ولايته الثانية داعياً إلى «تضميد جراح الأمة» بعد انتهاء الحرب الأهلية التي مزقتها، حينما نهض رجلٌ على نحوٍ مفاجئ وخرج من بين الحشود الحاضرة للاحتفال. ولكن رجال الأمن الموجودين سارعوا بإيقاف هذا الرجل، ومن ثم احتجازه لبعض الوقت، قبل أن يُطلق سراحه في وقت لاحق.    بعد سبعة أسابيع لا أكثر تذكر الكثيرون تلك اللحظة، وذلك بعدما اغتيل لينكِن على يد الشخص نفسه، الذي كان يُدعى جون ويلكس بوث، في أحد مسارح العاصمة الأميركية واشنطن. وأثار حادث الاغتيال تساؤلات بين العديد من الأميركيين، ممن أشاروا إلى أنه كان ينبغي على رجال الأمن، الذين أوقفوا بوث خلال مراسم التنصيب، أن يستجوبوه على نحوٍ أكثر دقة وصرامة، قائلين إن ذلك ربما كان سيدفعه للكشف عن نواياه مبكراً ومن ثم الحيلولة دون مقتل «لينكِن» الذي يعتبره مؤرخون كُثر أحد أفضل الرؤساء الأميركيين على مر التاريخ. النائب الثمل وبعيداً عن حضور قاتل لينكِن لمراسم تنصيبه، فإن حفل تنصيب ذلك الرجل لم يخل من مفارقات أخرى. فنائبه أندرو جونسون خالف ما هو متعارف عليه من إلقاء النائب كلمة قصيرة قبل كلمة الرئيس، ليُسهب في الحديث مطولاً، عن أصوله المتواضعة وإنجازاته في الحرب الأهلية الأميركية. ولم يكن أحدٌ يعلم تقريباً أن جونسون، الذي أصبح فيما بعد الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة بعد اغتيال لينكِن، كان يلقي خطابه الفوضوي هذا تحت تأثير شراب كحولي قوي تجرعه في الليلة السابقة مباشرة على الاحتفال، بهدف مداواته من حمى التيفوئيد التي كان يعاني منها. ففي تلك الحقبة، كان يُظن أن لمثل هذه المشروبات فوائد علاجية.   وتحت تأثير الشراب، لم يلتفت النائب المنهمك في الحديث، للنظرات الغاضبة من رئيسه لينكِن، ولا أحس كذلك -على ما يبدو- بمحاولات سلفه في المنصب هنيبلْ هاملين، لتنبيهه إلى تجاوزه الوقت المقرر له في الحديث، عبر جذبه من معطفه دون جدوى. الخطاب المميت غير أن أندرو جونسون كان أحسن حظاً على أي حال من الرئيس التاسع لأميركا ويليام هنري هاريسون، الذي ألقى بدوره كلمة طويلة، أدخلته التاريخ بوصفه صاحب أطول خطاب تنصيب يلقيه رئيسٌ للولايات المتحدة على الإطلاق، حتى الآن على الأقل. فهاريسون لم يسر على درب الرئيس الأول جورج واشنطن الذي ألقى كلمة قصيرة للغاية لم يتجاوز عدد كلماتها 135 كلمة، بل استفاض في الحديث لنحو ساعتين، لتصل عدد كلمات خطابه إلى ما يزيد على 8440 كلمة. لكن هذه الكلمة المطولة، ربما تكون هي التي أودت في نهاية المطاف بحياة ذلك الرئيس تعيس الحظ، بعد تنصيبه بشهر واحد فقط. فالبعض ربط بين الوفاة التي نجمت عن الإصابة بالتهاب رئوي، وتعرض هاريسون للبرودة والأمطار لفترة طويلة خلال مراسم التنصيب، التي جرت وسط يوم ممطر، استمرت فعالياته لأطول مما كان مقرراً، بسبب إصرار الرئيس على الوقوف على منصة الخطابة أكثر مما كان ينبغي.     هلاك الكناري   لكن البرودة الشديدة لم تكتف بالتسبب في وفاة واحدٍ من الرؤساء الأميركيين فحسب، وإنما أدت كذلك إلى إهلاك ضيوفٍ من نوع خاص جُلبوا خصيصاً لحضور مراسم تنصيب رئيس آخر. ففي عام 1873، ظن الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة يولسيس غرانت أن وجود طيور الكناري في المراسم سيضفي لمسة احتفالية عليها. ولكن غرانت لم يحسب حساباً للطقس شديد البرودة الذي ساد الولايات المتحدة صباح يوم التنصيب، والذي كان يحل في مارس في ذلك الوقت. فرغم أن درجة الحرارة المسجلة كان يُفترض أن تبلغ نحو 15 درجة مئوية، إلا أن هبوب رياح شديدة البرودة جعلها تتدنى إلى ما تحت الصفر، ما أدى إلى هلاك 100 من طيور الكناري تجمدت في أماكنها.   نيكسون عدو الحمام  غير أن الكناري لم تكن وحدها الطيور سيئة الحظ في مراسم تنصيب رؤساء الولايات المتحدة. ففي عام 1973 -أي بعد حادث الكناري المميت بقرنٍ كامل- خشي الرئيس السابع والثلاثون ريتشارد نيكسون من أن يُفسد الحمام احتفالات تنصيبه، ولذا تمت الاستعانة بفرق لرش المواد الكيمياوية المميتة، على طول الطريق الذي سار فيه موكب نيكسون. وكانت النتيجة هلاك عشرات من تلك الطيور، التي تناثرت جيفها في شوارع واشنطن. ولكن نيكسون لم يهنأ برئاسته هذه أكثر من عامٍ ونصف العام بعدما أُطيح به من منصبه في صيف العام التالي، بعد ثبوت ضلوعه في فضيحة التجسس على معارضيه الديمقراطيين، التي تُعرف باسم «ووترغيت».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©