الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواطنون: «مطارق لندن» تثير شكوكنا.. والمتهم البذخ أم إعفاء التأشيرة أم الإخوان؟

مواطنون: «مطارق لندن» تثير شكوكنا.. والمتهم البذخ أم إعفاء التأشيرة أم الإخوان؟
30 ابريل 2014 13:14
انحصرت معظم تحليلات المستطلعة آراؤهم إزاء حادثي الاعتداء اللذين تعرض لهما إماراتيون في العاصمة البريطانية لندن بين من رأى أنها حوادث طبيعية تحصل نتيجة إظهار الثراء الذي يسيل له لعاب اللصوص، وبين ما استند إلى نظريات مؤامرة، رابطاً الجريمتين بتنظيمات حزبية ومواقف سياسية. إلا أن المستطلعة آراؤهم فضلوا عدم التسرع في الحكم على هذه الحوادث، وانتظار ما يتوصل له القضاء البريطاني من حل لهذه القضايا، مناشدين المواطنين بزيادة حصيلتهم من «ثقافة السفر». وكان حادثا الاعتداء قد أثارا موجة من التحليل والتمحيص أطلقها مغردون عبر موقع «تويتر» تحت وسوم اتخذ بعضها طابع الجدية، في حين مالت أخرى إلى الهزل والسخرية. استطلاع: يعقوب علي، منى الحمودي، آمنة الكتبي، إيهاب الرفاعي تفاعل مواطنون مع الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت إماراتيين في العاصمة البريطانية لندن، حيث تسببت هذه الحوادث في حالة من الفزع بين الأسر الإماراتية، وسط مزاعم تشير إلى وجود عصابات أو تنظيمات تستهدف السياح الخليجيين في المملكة المتحدة. ودفعت تلك الحوادث مئات من الإماراتيين النشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إنشاء وسوم «هاشتاقات» على تويتر بعنوان «لندن ليست آمنة»، و«حر الإمارات ولا مطارق لندن»، وآخر يحمل عنوان «باي باي لندن». وسجلت هذه الوسوم منذ إطلاقها آلاف التغريدات على مدار الساعة تنادي معظمها بضرورة مقاطعة لندن وإلغائها من قائمة الوجهات السياحية والعلاجية على حد سواء، كما ساهمت حملة «مطرقة لندن» في لفت أنظار العامة إلى ضرورة اتخاذ موقف جماعي حازم تجاه ما حصل في العاصمة البريطانية. وكانت عصابة من الملثمين مسلحة ببنادق وسكاكين ومطارق داهمت شقة مواطنين إماراتيين في وسط لندن، واعتدت عليهم وسلبتهم أموالهم، وذلك بعد أسبوعين فقط من الاعتداء على 3 إماراتيات شقيقات في فندق كمبرلاند، فقدت واحدة منهن عينها وتعاني من حالة صحية صعبة. وطالب مواطنون الحكومة البريطانية بالكشف عن ملابسات الحادثتين وضمان أمن الجالية الإماراتية وعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات في المستقبل. وحذرت وزارة الخارجية مواطنيها في سفرهم من عصابات تستهدفهم وممتلكاتهم، إذ إن الوزارة تقوم وباستمرار بمراجعة مناطق السفر لتحديد المناطق الحساسة ودرجة الخطورة فيها بما يكفل إحاطة المواطن بضرورة أخذ الحيطة والحذر قبل أو أثناء السفر. وطالبت الوزارة المسافرين بأخذ الحيطة والحذر وتجنب التحرك في الأوقات والأمكنة غير الآمنة، والتورط في علاقات مع أشخاص مشبوهين أو غرباء أو الاصطدام بهم أو الثقة المبالغة فيهم بحجة الخدمات التي يقدمونها. البذخ هو السبب لفت الدكتور عبدالله المغني إلى أن المواطن الخليجي بشكل عام مستهدف بغض النظر عن كونه إماراتياً أو لا، بسبب الصورة النمطية التي تشكلت لدى كثير من الغوغاء نتيجة ما يقدمه الإعلام الذي دائماً ما يصور الخليجي بأنه بئر نفط متنقلة، وهو ما يتسبب في إثارة الحسد والحقد تجاهه. وأضاف: هذه النظرة المؤذية لنا كخليجيين كانت تلاحقنا منذ الثمانينيات في جولاتنا السياحية في بعض البلدان سواء العربية أو الآسيوية أو الأوروبية، معترفاً بأن هناك ما يغذيها من تصرفات غير مسؤولة ومستهترة من بعض السياح الخليجيين الذين يتجولون حاملين معهم مبالغ مالية كبيرة ومتزينين بالذهب والجواهر والاكسسوارات باهظة الثمن، فضلاً عما يصاحب ذلك من هوس تسوق محموم، وكأن دولتنا لا تحتوي على ما تحويه تلك الدول. واعتبر المغني أن كثيراً من الخليجيين تنقصهم ثقافة السياحة والسفر، حيث لا يستمتع كثير من الأسر والسائحين بالمعنى الحقيقي للسفر، وذلك لتحوله إلى مجرد لهاث وراء التسوق والمظهر فقط، وفيما يتعلق باعتداءي لندن، قلل الدكتور المغني من الحادثين على الرغم من إقراره بأنهما مؤلمان، مطالباً بعدم تضخيمهما، والنظر لهما من زاوية «نظرية المؤامرة». «فهذه الأحداث تقع في كل دول العالم، فقبل فترة حدث اعتداء على شاب سعودي في سويسرا، وقبلها اعتداء على أسرة خليجية في الصين». وأشار إلى أن الدولة دائماً ما تدعونا لأخذ الحيطة والحذر في انتقاء أماكن الإقامة والمناطق السكنية، وأوقات التجول والتسوق، وحمل ما خف وقل في السفر، مع ضرورة التسجيل والتواصل مع خدمة تواجدي التي وجدت لخدمة المسافر والسائح الإماراتي والتي يغفل عن أهميتها الكثيرون. وقال المحامي يوسف بن حماد إن مسلسل الجرائم مستمر منذ سنوات وتتعدد الاحتمالات حول هذه المطارق اللندنية التي طفت فجأة على السطح، واستهدفت الأسر الخليجية، رغم أن عاصمة الضباب تضم مختلف الأسر التي تتوافد عليها يومياً من مختلف أرجاء العالم. وحول أسباب هذه الحوادث، عبر ابن حماد عن اعتقاده بأن مظاهر الترف التي تبدو على ملابس ومجوهرات وسيارات السياح الإماراتيين والتي تحمل أرقام الدولة، كلها أمور تلفت النظر لهم وتؤدي لاستهدافهم، كما أن العصابات تعلم المناطق التي يتمركز بها السياح الإماراتيون. واتفق المحامي ابن حماد مع الداعين إلى مقاطعة لندن في الوقت الراهن على الأقل، حتى تنجلى هذه الأزمة، ويتم العثور على الجناة وتقديمهم إلى العدالة، «ولن نسمح أن تراق دماء أبنائنا ويسلب منهم الأمن، فنحن في دولة تحتضن 202 جنسية، وجميعهم سواسية أمام القانون الإماراتي، ويتعايشون تحت سماء الدولة بكل محبة وود». وعزا المواطن عمر بوست كثرة الحوادث المؤسفة في لندن إلى زيادة أعداد السياح الخليجيين والتي سجلت ارتفاعاً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وما رافقها من مظاهر الإنفاق والبذخ والترف التي يمارسها السياح الخليجيون في بريطانيا، بحسب تعبيره. وقال بوست إن لندن كانت دائماً من المدن التي يتربص فيها اللصوص بسائحي دول الخليج وأثريائها، إلا أنه لم يكن يتجاوز حد السرقة، من دون أي اعتداء على النفس، بخلاف ما حصل في الحادثتين فهو اعتداء على النفس مصحوباً بسرقة. وأكد أن مخاوف المواطنين بدأت بالظهور في الحادثة الأولى، لا سيما أن الحادثة وقعت في أحد الفنادق المعروفة في لندن. وأشار حمد البلوشي إلى أن المواطن الإماراتي عموماً مستهدف في كل مكان بحكم الانطباعات المسبقة لدى الكثيرين حول المستوى المعيشي لأبناء الإمارات وحجم الرفاهية الذي يحظون به، إلا أنه عاد لينتقد عدداً من الممارسات غير المسؤولة التي أسهمت في تعميق تلك النظرة، مثل حمل مبالغ نقدية كبيرة أكبر بكثير من المبلغ المتوقع صرفها في الإجازة، والمبالغة في التزين بالمجوهرات والساعات الثمينة، وهو ما يشكل عاملاً مهماً في استهدافهم من قبل العصابات. وأبدى عمر الزرعوني تخوفه من السفر إلى لندن ومقاطعته التامة لها، حيث إن ما حدث فيها من اعتداءات أثار الرعب والخوف في نفسه، كون أنها أصبحت منطقة غير آمنة، بعكس ما ننعم فيه من أمن وأمان في دولة الإمارات. وحول أسباب هذه الاعتداءات، عبر الزرعوني عن اعتقاده بأن مظهر البذخ والثراء الفاحش يثير شهية المجرمين الذين يقتنصون الفرصة للانقضاض على صاحبها والسطو على أمواله. وعبّر عارف الحوسني عن تخوفه من السفر إلى العاصمة البريطانية في الوقت الحالي، عقب الاعتداءين الأخيرين اللذين استهدفا مواطنين إماراتيين في لندن، مرجحاً أن يكون وراء هذين الاعتداءين السرقة، نظراً لإظهار بعض المواطنين البذخ والثراء، مثل ارتداء الساعات والمعاطف والملابس باهظة الثمن، وقيادة السيارات الفارهة، والتسوق ببذخ، ما يجعل المجرمين هناك يطمعون في سرقتهم. واعتبر أن الدول الغربية لا تهتم إلا بمواطنيها، وهي نقطة يجب أن يتنبه لها العرب عند سفرهم لدولة غربية، حيث إنهم يرون أن العرب يلهون بالأموال ويتباهون أمامهم، ما يولد نوعاً من الحسد لديهم. وأشار الحوسني إلى أن الحوادث التي يتعرض لها الخليجيون عادة في الدول الغربية تكون نشلا وتحرشا، لكن الاعتداءين الأخيرين فاقا العادة وهما من فعل عصابات محترفة، داعياً العائلات الإماراتية إلى السكن في أماكن تجمع العائلات العربية والابتعاد عن الفنادق الفارهة. كما دعا مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى الكف عن إثارة الشائعات حول الحادثة وتخويف الناس، وعليهم احترام ذوي المُعتدى عليهم. الإعفاء من التأشيرة واعتبرت دلال محمد، وهي مواطنة دائمة السفر إلى لندن برفقة أسرتها، أن زيادة مخاوف الناس من السفر إلى لندن أمر طبيعي بعد الحوادث الأخيرة، مستبعدة أن يؤثر ذلك على جميع المسافرين، خصوصاً الذين اعتادوا السفر إلى لندن ويعتبرونها الوجهة المفضلة لهم. وأكدت أن ظهور تلك الحوادث بشكل كبير في الإعلام يسهم في زيادة مخاوف الناس، خصوصاً أن الحركة السياحية إلى لندن ارتفعت بعد قرار إعفاء المواطنين من التأشيرة إلى بريطانيا. ولفت المواطن إبراهيم البلوشي إلى أنه لا شك أن هناك تساؤلات كثيرة يطرحها الشارع الإماراتي حول ما حدث لأبناء الدولة في لندن، فهل السبب يعود إلى وجود غضب شعبي بريطاني من قرار إعفاء الإماراتيين من التأشيرة؟ أم هل هناك دول شرق أوسطية تموّل هذه العصابات لتنفيذ هجمات تستهدف المواطنين الإماراتيين في العاصمة البريطانية؟ وأوضح أنه لابد للإماراتيين أخذ الحيطة والحذر وتجنب التجمعات التي تثير الشك لتفادي الوقوع في مثل تلك الحوادث المأساوية. وأضاف مهما كانت الأسباب من وراء الاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون الإماراتيون في لندن، فإن الحكومة البريطانية مطالبة بالكشف عن ملابسات الحادثتين وضمان أمن الجالية الإماراتية وعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات في المستقبل. واعتبرت رحاب النقبي أن إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة الدخول إلى المملكة المتحدة هي أحد أهم الإنجازات التي حققتها الدولة على مستوى الصعيد الدولي، وهو ما أدى إلى تدفق السياحة من الإماراتيين على لندن بأعداد كبيرة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذا التدفق قد يكون أثار انتباه العصابات المجرمة التي أقدمت على تنفيذ اعتداءيها. واتهمت النقبي الإعلام البريطاني بالتضليل، مبينة أن هناك تكتماً على سير قضية الاعتداء الأولى وعدم الإفصاح عن أسباب الاعتداء على المواطنات الثلاث، والعقوبات التي سينالونها في حال إدانتهم، معتبرة أن هذا التكتم والتساهل الرسمي البريطاني دفع مجرمين آخرين إلى تنفيذ الاعتداء الثاني. ورجحت أن تتعرض عائلات إماراتية أخرى لمثل هذه الاعتداءات في حال إن لم يكن هناك أي جهود صارمة للحؤول دون ذلك، متمنية من الإعلام الإماراتي متابعة سير القضيتين. كذلك اعتبر عادل النعيمي أن السفر إلى لندن يندرج تحت بند «الضرورة»، فهذا أقل من يمكن أن يفعله المواطنون للتضامن مع المعتدى عليهم، بانتظار الكشف عن أسباب هذه الاعتداءات «الوحشية». وأبدى النعيمي تأثره الشديد لحادثة الاعتداء على الشقيقات الثلاث، كون إحدى المعتدى عليهن زميلة له في العمل. وقال النعيمي إن جميع عناصر الاعتداءين غامضة، وهناك تكتم إعلامي عليهما، لكن في الوقت نفسه، الجميع على يقين بأن الجهات المختصة في الدولة ووزارة الخارجية تبذل قصارى جهدها لمعرفة الأسباب، موضحاً أن عمليات النشل والسرقة الخفيفة اعتيادية وتحدث في جميع الدول وفي أي مكان، لكن هذه الاعتداءات مختلفة، وفيها من العنف والوحشية ما يصيب كل إماراتي بالهلع، مع وجود علامة استفهام كبيرة حول الاعتداءين الأخيرين. وقالت المواطنة آمنة سعيد ما حدث في لندن قد يحصل في أي دولة رغم ما أثارته الحادثة من مخاوف، خصوصاً أن لندن من الوجهات التي اعتاد الإماراتيون زيارتها منذ سنوات بشكل دائم ولم نسمع بمثل هذه الحوادث المأساوية. ودعت آمنة جميع المواطنين للتسجيل في خدمة «تواجدي» عبر الدخول للموقع الإلكتروني للوزارة قبل السفر وتسجيل بيانات المواطن من مكان إقامته، والدولة المتوجه إليها، سبب السفر، وعدد المرافقين، وغيرها من البيانات التي تصب في مصلحة المواطن. وقال خالد المرزوقي إن الحادثين شكلا صدمة لم نكن نتخيلها، نظراً لفداحة الإصابات التي تعرضوا لها، نظراً لأن المملكة المتحدة تعتبر مقصداً للعديد من أبناء الإمارات، مشيراً إلى أن ما حدث قد يعيد ترتيب مكانة بريطانيا كوجهة سياحية مفضلة لدى الإماراتيين، بل والخليجيين بشكل عام. ولفت المرزوقي إلى أن وقوع الحادثتين في وقت متقارب، مع تشابه آليات التنفيذ، يثير تساؤلات ويجعل كثيرين يعيدون التفكير في السفر إلى لندن والبحث عن بدائل أخرى. وأشار إلى أن شعب الإمارات شعب متلاحم، وأن ما يصيب أي فرد منهم يتحرك له ويتأثر به شعب الإمارات بأكمله، مضيفاً «ما شاهدناه من سرعة واستجابة من القيادة والمسؤولين في الدولة دليل قاطع على أن المواطن في كل بقعة من بقاع الأرض هو محط اهتمام مباشر». السياحة والطيران بين الإمارات وبريطانيا بلغ عدد السياح الإماراتيين إلى بريطانيا في العام 2013 حوالي 260 ألف سائح بنمو 6%، أنفقوا ما يزيد على 1,6 مليار درهم، وفقاً لهيئة السياحة البريطانية. وتشغل شركات الطيران الوطنية أكثر من 24 رحلة يومية بين مطارات الدولة والمدن البريطانية، منها 16 رحلة لطيران الإمارات، بخلاف رحلات الشركات التي ترتبط بها الشركات الإماراتية باتفاقيات الرمز المشترك. وتوفر الناقلات الوطنية أكثر من 8500 مقعد يومياً للمسافرين. وفي العام 2013، بلغ عدد النزلاء من الجنسية البريطانية في فنادق الدولة حوالي 1,02 مليون نزيل بنمو تجاوز 13% عن 2012، بينهم 758,6 ألف في فنادق دبي بنمو 10,5% عن 2012، و163 ألف في فنادق أبوظبي بنمو 16%. ويأتي السياح الإماراتيون إلى بريطانيا في المركز الثاني بعد السعوديين من حيث العدد وحجم الإنفاق الكلي، حيث بلغ عدد السياح الخليجيين إلى المملكة المتحدة في 2013 حوالي 680 ألف سائح، مسجلة زيادة عن العام الذي سبقه والذي زار فيه نصف مليون خليجي المملكة المتحدة قدرّ إنفاقهم بنحو 1,2 مليار جنيه استرليني (7,4 مليار درهم). وبحسب تقرير صادر عن آساندي داو الرئيسة التنفيذية لمبادرة «زيارة بريطانيا»، فإن المملكة المتحدة تسعى إلى استقطاب ما يزيد على 700 ألف زائر من منطقة الخليج العربي، بمعدل إنفاق يقدر بنحو 1,3 مليار جنيه بحلول العام 2016. اتهامات لـ «الإخوان» والأيدي الخفية رأى محمد الرئيسي أن تزامن الجريمة مع الأحداث السياسية الأخيرة والتصاعد الملحوظ في عمليات الجماعات الإرهابية في العديد من الدول العربية هو السبب الأقرب لارتكاب الجريمتين، مضيفاً أن العديد من الشخصيات المحسوبة على الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها، ولا يخفى على أحد حجم العداء الذي تكنه تلك الجماعة للدولة بحكم موقفها الحاسم في التصدي لأفكار وممارسات تلك الجماعات. واعتبر أن وقوع جريمتين متقاربتين ضد عائلتين إماراتيين يدفعني بشكل تلقائي للميل إلى تبني نظرية الترصد والتعمد، مستدركاً أن علينا انتظار نتائج التحقيق، ونحن واثقون من قدرة الجهود الدبلوماسية الإماراتية على التعامل مع مثل هذه الملفات بالعودة إلى علاقات الدولة المتميزة مع أغلب الدول. وذكّر الرئيسي بـ «الطابع الانتقامي» الذي عرف عن تلك الجماعات بالعودة إلى تاريخها في مصر وعدد من الدول العربية الأخرى، وسعيها للانتقام من كل من يحاول إفشال مشروعها السياسي في المنطقة، إضافة إلى ما ألمحت له الحكومة البريطانية من نيتها تصنيف تنظيم الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. وفي الإطار ذاته، اعتبر يوسف الحمادي أن ما حدث يجعل الجميع يقتنع بأن هناك مخططاً موجهاً لأبناء الدولة في الخارج، نظراً لأن هذه الحوادث تكررت بشكل متقارب، مطالباً بأن تكون هناك وقفة شعبية لمنع تكرار هذه الاعتداءات التي تنال من أبناء الوطن في الخارج. كذلك وصف محسن العامري ما حدث في لندن بأنه «مقصود ومخطط له»، موضحاً: «في السابق كانت تحدث حالات اعتداء على مواطنين، لكننا كنا نعلم أنها لا تستهدف جنسية بعينها، لأنها كانت تتم مع العديد من الجنسيات الأخرى وبشكل فردي، لكن أن يُستهدف مواطنون إماراتيون في حادثين خلال أسبوع واحد وبطريقة مشابهة، فإن ذلك يدعو للقلق والريبة، لذلك يجب التعامل معها بقوة حتى لا تتكرر. وعبر ثامر محمد الكثيري عن تخوفه من السفر إلى لندن في الوقت الحالي، معتبراً أن الاعتداءين فيهما غموض يدفع إلى الشك، حيث إن ملامح المعتدين ليست غربية، وهو ما يثير تساؤلات حول اضطلاع جهات في تمويل هذين الاعتداءين على العائلات الإماراتية. واستهجن الكثيري وقوع الاعتداء في ظل تميز لندن بأنها عاصمة التسوق والسياحة، وفوق ذلك، هي دولة زرعت الكاميرات الأمنية في كل مكان. وأوضح الكثيري أن حادثة الاعتداء أثارت مخاوف عند عائلته على أخيه الذي يدرس في بريطانيا والذي وصل بعد حادثة الاعتداء الأولى، وصادف سفره إلى بريطانيا بعد حادث الاعتداء الثاني، ما دفع عائلته إلى التفكير في عدم إرساله، إلا أنه تم التواصل مع إدارة البعثات الدراسية هناك، والتي بدورها أوضحت أن الطلبة الإماراتيين يعيشون في مناطق بعيدة عن لندن، وأن عليهم رقابة ومتابعة شديدة لحفظ أمنهم. وطرحت موزة الهنائي تساؤلات حول حادثي الاعتداء، تتضمن هوية من يقف وراءهما في ظل إلغاء التأشيرة وموقف الإمارات من تنظيم الإخوان المسلمين، قائلة إن الحادثين الغامضين، برأيي، لم يكونا مصادفة، فهل يقف خلفهما بريطانيون أم هناك أياد خفية تستهدف الإماراتيين؟ هل هدف المعتدين هو السرقة أم إيصال رسالة لدولة الإمارات؟ وانتقدت الهنائي عدم شفافية الجانب البريطاني الذي يدفع المواطن الإماراتي إلى التفكير جدياً بمقاطعة العاصمة البريطانية والقول «باي باي لندن». خدمة «تواجدي» حرصاً من دولة الإمارات العربية المتحدة على سلامة ورعاية مواطنيها، تحث وزارة الخارجية المواطنين على المبادرة بالتسجيل في خدمة «تواجدي» والمخصصة لمواطني دولة الإمارات أثناء وجودهم في الخارج، لتوفير أي مساعدة لازمة في حالات الطوارئ. ويمكن التسجيل في خدمة «تواجدي» على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإماراتية، حيث سيتم طلب بياناتكم ونسخ إلكترونية من الوثائق الرسمية، جواز السفر، الهوية، خلاصة القيد، التأمين الصحي. وبلغ عدد المسجلين في خدمة «تواجدي» التي أطلقتها الوزارة حتى تتمكن من التواصل مع المواطنين في الخارج في حال الأزمات والطوارئ، خلال العام الماضي 55 ألفاً و341 مسجلاً، منهم 13 ألفاً و344 مسافراً، و41 ألفاً و997 مرافقاً. وكشفت الإحصاءات من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة، أن أكبر عدد مسجلين في الخدمة العام الماضي كان في شهر أغسطس، حيث بلغ 21 ألفاً و27 مسجلاً. الكتبي: لا يمكننا القول إنها ظاهرة أكد مصبح بالعجيد الكتبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن حوادث لندن مستمرة والأسباب عديدة، ولا نستطيع أن نقول إنها أصبحت ظاهرة، مشيراً إلى أنه لا يوجد دليل يؤكد أن الإماراتيين مستهدفون في العاصمة البريطانية لندن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©