الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أضواء ?على ?صدقة ?الفطر.. ?والعيد

أضواء ?على ?صدقة ?الفطر.. ?والعيد
23 يونيو 2017 17:32
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (سورة الأعلى، الآية 14 - 15). ذكر الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن في تفسير الآيتين السابقتين (... وروى عن أبي سعيد الخدري وابن عمر: أن ذلك في صدقة الفطر، وصلاة العيد، وكذلك قال أبو العالية، وقال: إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها، ومن سقاية الماء، وروى كَثير بن عبد الله عن أبيه عن جده، عن النبي &ndash صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى) قال: «أخرج زكاة الفطر»، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال: «صلاة العيد»، وقال ابن عباس والضحاك: (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) في طريق المصلَّى (فَصَلَّى) صلاة العيد (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 20/&rlm21). ها هو شهر رمضان المبارك قد اقترب من الرحيل، ومضت أيامه، فما أشبه الليلة بالبارحة، فقد كنا في شوق للقائه، نتحرى رؤية هلاله، ونتلقى التهاني بمقدمه، وها نحن في آخر ساعاته، نتهيأ لوداعه، وهذه سنة الله في خلقه، أيام تنقضي، وأعوام تنتهي، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، فأحسنوا توديعه بالصدقة والزكاة كما أحسنتم استقباله بالصيام والقيام، ورحم الله القائل: وَدِّعوا يا إخوتي شهرَ الصيام         بدموعٍ فائضاتٍ كالغَمَام وَسَلُوا اللهَ قبولاً في الختام         فالكريمُ مَنْ رجاهُ لا يُضام زكاة الفطر من المعلوم أن زكاة الفطر فُرضتْ في السنة الثانية من الهجرة في رمضان قبل العيد بيومين، كما جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «فَرضَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ» (أخرجه ابن ماجه). - حكم مشروعيتها: شُرعت زكاة الفطر لتطهير الصائم مما يكون قد وقع فيه من اللّغو وفحش القول ونحو ذلك مما لا يليق بالصائم ولا يفسد صيامه، ولإغناء الفقراء والمحتاجين عن السؤال في يوم العيد الذي هو يوم بهجة وسرور، كي يعمَّ الفرح والسرور جميع أبناء المسلمين، فلا يكون بينهم في هذا اليوم بائس أو مسكين يؤرقه همّ قوته وقوت عياله. - شروط وجوبها: زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادرٍ على إخراجها سواء أكان صغيراً أم كبيراً، ذكراً أم أنثى، حُرًّا أم عبداً، كما جاء في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما -: «أنَّ رَسُولَ الله -&rlm? ?صلى الله ?عليه ?وسلم - فَرَضَ ?زَكَاةَ ?الفِطرِ ?مِنْ ?رَمَضَانَ ?على ?النَّاسِ ?صَاعًا ?مِن ?تَمرٍ، ?أوْ ?صَاعًا ?مِن ?شَعِيرٍ، ?عَلَى ?كُلِّ ?حُرٍّ ?أو ?عَبدٍ، ?ذَكَرٍ ?أو ?أُنثَى ?مِنَ ?المُسلِمِين. (أخرجه مسلم) - وقتها: ووقت وجوبها إدراك جزء من رمضان، وجزء من شوال، ويجوز إخراجها من أول شهر رمضان، ويستحب تأخيرها إلى أواخر شهر رمضان المبارك، والأفضل إخراجها قبل صلاة العيد ليتمكن الفقير من شراء ما يحتاجه في العيد لإدخال السرور على عائلته، لقوله &ndash عليه الصلاة والسلام-: «أَغْنُوهُمْ عَنْ الطَوَافِ في هَذَا الْيَوْمِ» (أخرجه الدارقطني). - الأصناف التي تخرج منها: والأصناف التي تخرج منها زكاة الفطر هي الأصناف التي تكون طعام أكثر أهل البلد، لما روي عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: (كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ)(أخرجه مسلم). * مقدارها: ومقدار زكاة الفطر هو صاع من غالب قوت أهل البلد، وهو أربع حفنات بكفين معتدلين منضمين، ويقدر الصاع بحوالي (2176) جراماً، وقد جوّز الإمام أبو حنيفة إخراج قيمتها نقداً لأنها أنفع للفقراء في قضاء حوائجهم. الجوائز والمكافآت لقد وعد الله من صام رمضان وقام لياليه بجوائز سخية يقبضها الصائمون في عيد فطرهم فرحين مستبشرين، لما روي عن سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه &ndash رضي الله عنه &ndash قال: قال رسول الله &ndashصلى الله عليه وسلم -: (إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ، فَنَادَوْا: اغْدُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ، ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ، لَقَدْ أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ، وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ، فَاقْبِضُوا ?جَوَائِزَكُمْ، ?فَإِذَا ?صَلَّوْا، ?نَادَى ?مُنَادٍ ?: ?أَلا ?إِنَّ ?رَبَّكُمْ ?قَدْ ?غَفَرَ ?لَكُمْ، ?فَارْجِعُوا ?رَاشِدِينَ ?إِلَى ?رِحَالِكُمْ?، فَهُوَ ?يَوْمُ ?الْجَائِزَةِ?، ?وَيُسَمَّى ?ذَلِكَ ?الْيَوْمُ ?فِي ?السَّمَاءِ ?يَوْمَ ?الْجَائِزَةِ) (ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد)?.  وفي هذا اليوم، يظهر الناس وقلوبهم مُتَحابة، وصدورهم مُتَصافية، وأيديهم مُتَصافحة، فتبدو أخوة المسلمين كأقوى رابطة وأوثق صلة، ومن المعلوم أن العيد في الإسلام مناسبة طيبة لجمع الشمل وصفاء القلوب، وبرّ الوالدين واجتماع الإخوة، ووسيلة للتعارف وصلة الأرحام، كما يتقابلون في المساجد والمُصَلَّيات والأسواق والطُرقات فيصافح كلٌ منهم الآخر، ويتبادلون التهاني والتبريكات، ومن السُنَّة أن تقول لأخيك المسلم يوم العيد مهنئاً: (تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ) (أخرجه الطبراني).  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©