الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل... خطوات لتكثيف الاستيطان

16 ابريل 2012
يتحرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في وقت يركز فيه العالم اهتمامه على أشياء أخرى، حيث يتأهب أوباما في واشنطن لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وتستهدف عواصم الغرب البرنامج النووي الإيراني. ففي الأسبوع الماضي، اتخذت حكومة نتنياهو طائفة من الخطوات التي لو نُظر إليها في مجملها فسوف يتبين أنها تهدف لتعزيز قبضة إسرائيل على الضفة الغربية التي احتلتها عام1967 والتي يدعي الفلسطينيون أنها تمثل مركز دولتهم المستقبلية. وقد اتبع نتنياهو- الذي يقود تحالفاً يمينياً مدعوماً بمجموعات قوية مؤيدة للاستيطان- سياسة في الضفة أشبه ما تكون برقصة محسوبة يتراجع فيها خطوة واحدة قصيرة للخلف ثم يتقدم ست خطوات طويلة للأمام نحو المزيد من الاستيطان. ففي الرابع من أبريل الجاري، ساند نتنياهو الحكم الصادر من النائب العام بإخلاء منزل مأهول بشكل غير قانوني من قبل مستوطنين في مدينة الخليل الملتهبة، وهو ما أغضب بعض المتشددين من مؤيديه ومنهم"داني دايان" رئيس مجلس"يشع"، الذي يمثل 300 ألف مستوطن. ولتخفيف غضب المتشددين، أعلن نتنياهو أنه قد أصدر أوامره للحكومة بالتفويض ببناء 3 مستوطنات غير قانونية في الضفة الغربية، على الرغم من أن إسرائيل كانت قد تعهدت عام 2003 بموجب مشروع السلام الدولي المعروف بـ"خارطة الطريق" بتفكيك تلك المستوطنات. وبعد ذلك بساعات تم طرح عطاء في مشروع لبناء حي مكون من 800 وحدة في مستوطنة "هار حوما" في القدس الشرقية ولبناء 180 وحدة أخرى جديدة في مستوطنة "جفعات زئيف" شمال القدس. وفي الرابع من أبريل، أعلن نتنياهو أن حكومته ستسعى للاحتفاظ ببؤرة "أولبانا" الاستيطانية المجاورة لمستوطنة"بيت إيل" القريبة من رام الله، على الرغم من أنها مبنية بالكامل على أرض مملوكة لفلسطينيين. وبالإضافة لذلك، أعلن نتنياهو أنه قد طلب من الحكومة البدء في اتخاذ إجراءات لتقنين وضع ثلاث بؤر استيطانية أخرى وهي"ريحاليم" و"سانسانا" و"بروخين" وهي خطوة ستجعل تلك المستوطنات من أوائل المستوطنات المرخصة منذ الأيام الأولى للاستيطان عام 1995، وهو ما يمكن أن يمهد الطريق لعمليات تقنين إضافية بين الـ96 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية. "كل ذلك مترابط مع بعضه، ويمكن وصفه بأنه جزء من نفس الحزمة"، هذا ما يقوله "يو سي ألفر"، المدير السابق لمركز"جافي" للدراسات الاستراتيجية، بجامعة تل أبيب الذي يضيف:"ونتنياهو يستطيع بذلك أن يقول لمؤيديه من اليمينيين المتشددين: لقد أخليت هؤلاء الناس حقاً، ولكن انظروا لما أبنيه. يجب علينا أن نحافظ على حكم القانون وأن نقوم في الوقت نفسه ببناء أرض إسرائيل وهاكم الدليل، هذا هو نتنياهو من حيث الجوهر هو يحاول أن يرضي الجميع بينما يعمل في الوقت نفسه على تسهيل انتشار المستوطنات". ويرى"ألفر" وغيره من المحللين الاستراتيجيين أن الحسابات التي يبني عليها نتنياهو موقفه واضحة، فهو يريد إرضاء الجناح "اليميني" المتطرف من مؤيديه، ويرضي نزعاته الإيديولوجية من ناحية، ويسعى لتجنب الإدانة الدولية الشديدة من جانب المجتمع الدولي من ناحية أخرى. ونظراً لأن نتنياهو ليس بحاجة لأخذ العامل الثاني في الاعتبار ـ على الأقل حتى ما بعد انتهاء الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل- فإن الاحتمال الأرجح هو أنه سيواصل النشاط الاستيطاني المكثف المعلن عنه الأسبوع الماضي خلال الشهور القادمة أيضاً. ويقول" ألفر":" ولا شك أن التركيز على إيران سيساعده على عمل ما يريده في الضفة الغربية". ويلخص"أكيفا إيلدار" كاتب العمود بصحيفة "هآرتس" نوايا نتنياهو بأنها" بناء أكبر قدر ممكن من المستوطنات في الضفة والإعلان في الوقت نفسه عن تأييده لحل الدولتين". ولكن المسؤولين الإسرائيليين ينكرون ذلك ويقولون إن نتنياهو يريد أن يستكمل حل الدولتين فعلاً، ولكن الفلسطينيين هم الذين يرفضون الجلوس على مائدة المفاوضات. من جانبه يصر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على قيام إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات في الضفة كشرط مسبق لاستئناف المحادثات مع إسرائيل، وهو ما ترفضه الأخيرة. ويرى" غسان الخطيب" المتحدث الرسمي باسم السلطة الفلسطينية إن الدور الأميركي النشط هو وحده القادر على كبح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وإنقاذ حل الدولتين. يوضح الخطيب ما يقصده بقوله: "صحيح أن الولايات المتحدة مشغولة بالانتخابات، وأن إسرائيل تستفيد من ذلك، ولكننا جميعنا سندفع ثمن إغلاق أعيننا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وخصوصاً التوسع في المستوطنات". بن لينفيليد مستوطنة أولبانا - الضفة الغربية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©