السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زلاتكو: قهرنا المنافسين.. والإصابات بإرادة الأبطال

زلاتكو: قهرنا المنافسين.. والإصابات بإرادة الأبطال
18 ابريل 2015 00:32
واجه العين ظروفاً قاسية وصعبة في طريقه نحو اللقب، حيث عاني غياب الاستقرار الفني في بداية الموسم مع المدربين الأوروجوياني خورخي فوساتي الذي تعاقد معه في منتصف يوليو 2013، خلفاً للروماني أولاريو كوزمين، واستغنى عنه في منتصف سبتمبر من العام نفسه، والإسباني كيكي فلوريس الذي جاء بديلاً لفوساتي ولاقى المصير نفسه، الأمر الذي تسبب في ظهور الفريق بمستوى فني متواضع، ما أبعده عن المنافسة بصفة نهائية، وحرمه من الدفاع عن لقب الدوري الذي حصده لموسمين متتاليين في 2011 - 2012 و2012 - 2013. صلاح سليمان (العين) وتعرض الفريق في الموسم السابق لخسائر عدة، ما فرض على مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم برئاسة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان التفكير في الاستغناء عن المدرب الإسباني كيكي سانشيز فلوريس، والتعاقد مع الكرواتي زلاتكو داليتش الذي تولى المهمة رسمياً في 8 مارس 2014 ليقود السفينة العيناوية إلى بر الأمان بثقة كبيرة وحقق النجاح المنشود. وبذل زلاتكو جهداً مضاعفاً ورفع من مستوى أداء الفريق، على الرغم من قصر الفترة التي كانت متبقية من الدوري لينهي العين بطولة الدوري، في المركز السادس برصيد 43 نقطة محققاً الفوز في 12 مباراة، والتعادل في سبع مباريات، وتعرضه لسبع خسائر، ولكن «البنفسج» لم يخرج من الموسم خالي الوفاض، بل استطاع مع المدرب زلاتكو أن يستعيد توازنه ويعود إلى وضعه الطبيعي، ويقدم مستواه الفني المعروف ليقف على منصة التتويج بعد فوزه بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ليس هذا فحسب بل قاد زلاتكو الفريق إلى الدور نصف النهائي من بطولة الأندية الآسيوية في نسختها الماضية، وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المباراة النهائية، لولا خسارته الغريبة وغير المتوقعة من الهلال السعودي بالعاصمة الرياض بثلاثة أهداف، ولم يشفع له تخطيه لزعيم الكرة السعودية في لقاء الإياب بهدفين مقابل هدف على ستاد هزاع بن زايد. وقبل انطلاقة الموسم الحالي، وضع الجهاز الفني بقيادة زلاتكو بالتنسيق مع مجلس الإدارة واللجنة الفنية استراتيجية واضحة المعالم وحدد من البداية الأهداف والطموحات التي يسعى لبلوغها بنهاية الموسم، وعلى رأسها التأهل إلى المرحلة الثانية من أبطال آسيا، وحصد بطولة دوري الخليج العربي. وبعد أن أقام معسكراً خارجياً ناجحاً بكل المقاييس، بدأ العين هذا الموسم بثقة كبيرة واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً ومشهوداً، توجه بفوزه ببطولة دوري الخليج العربي في نسختها السابعة وهو الإنجاز الأول له في الموسم، بعد أن فقد كأس سوبر الخليج العربي، بالخسارة أمام غريمه الأهلي، ليبقى الفريق الأكثر حصداً للدوري بعد أن رفع حصيلته إلى 12 بطولة. وعلى الصعيد الخارجي، ما زال فريق العين يواصل الصراع في بطولة الأندية الآسيوية محتلاً المركز الثاني في المجموعة الثانية بعد أن جمع 6 نقاط حتى الآن من ثلاث تعادلات أمام نفط طهران الإيراني والشباب السعودي، وأخيراً مع بختاكور الأوزبكي على ستاد هزاع بن زايد، وفوز جاء على حساب نفط طهران بهدف حمل توقيع السلوفاكي ميروسلاف ستوتش. ومنذ توليه مهمة الإشراف على تدريب الزعيم، ظل المدرب الكرواتي زلاتكو يسير بخطى ثابتة مع الفريق ويقوده من فوز إلى آخر، وما زال يواصل تحقيق النتائج المشرفة على المستويين المحلي والقاري ما جعله يتفوق على الكثير من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب «البنفسج»، وتعتبر البطولة الحالية هي الثانية عشرة في تاريخ العين والثالثة في عهد الاحتراف، حيث سبق أن فاز بها «الزعيم» مرتين متتاليتين في موسمي 2011 - 2012 و2012 - 2013. وبعد النجاح الكبير الذي حققه المدرب زلاتكو مع فريق العين في بداية مشواره، كان طبيعيا ومنطقيا أن يقوم النادي بتجديد عقده بنهاية الموسم الماضي وتمديده لموسمين آخرين لينتهي بنهاية الموسم المقبل. وبقيادته لفريق العين والوصول به إلى مربع الكبار في بطولة الأندية الآسيوية في نسختها الماضية، وضع زلاتكو اسمه في سجلات المدربين الذين أشرفوا على تدريب العين ووصلوا به إلى تلك المرحلة المتقدمة على مدى مشاركاته في البطولة القارية، إلى جانب كل من الفرنسي برونو ميتسو والتشيكي ميلان ماتشالا والبرتغالي نينو فينجادا، وكان ميتسو وصل بالفريق إلى أبعد من ذلك بعد أن فاز معه بكأس البطولة في نسختها الأولى بعد تغيير مسماها في 2003. ويبقى النجاح الذي حققه زلاتكو مع العين حتى مباراة رفع الدرع أمراً طبيعياً ومتوقعاً في ظل الدعم اللامحدود الذي وفرته له إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، بالإضافة إلى أن الفريق يضم بين صفوفه عناصر متميزة يعدون من أفضل النجوم على الساحتين المحلية والآسيوية، يتقدمهم القناص الغاني أسامواه جيان وصانع الألعاب الموهوب عمر عبدالرحمن. يتبع المدرب زلاتكو تكتيكاً ثابتاً وخطة لا تتغير إلا بقدر طفيف حسب المنافس الذي يواجهه العين ووفقاً للهدف الذي يسعى لتحقيقه من اللقاء، ويبدأ العين تحضيراته عادة لأي مباراة بحصة تدريبية صباحية تأتي في اليوم التالي مباشرة لمباراته السابقة وتجري في صالة الجيمانيزيوم وتخصص للاستشفاء والمساج ومتابعة علاج بعض الإصابات، ولكن هذا يتوقف على الفترة الزمنية الفاصلة بين مباراة وأخرى إذ غالباً ما تلغى الحصة الصباحية إذا كان الوقت ضيقاً ولا يسمح بذلك، بل يمنح اللاعبون راحة صباحية على أن يعودوا في الفترة المسائية للخضوع إلى تدريب خفيف، أما في حالة وجود متسع من الوقت، يخضع اللاعبون لحصة صباحية وينالوا راحة مسائية على أن يعودوا للتدريب في مساء اليوم التالي. ويعتمد زلاتكو على هذا الأسلوب في التحضير ولا يختلف إذا كانت المباراة صعبة أم سهلة لأنه يرى أن كل المباريات صعبة، وعليه يجب أن يواجهها بدرجة عالية من التركيز والاهتمام والتحدي. وقال مدرب العين إنه يمضي خطوة خطوة في كل منافسة يشارك فيها، واصفاً كل اللقاءات بالصعبة، وأنه في بعض الأحيان يضطر لإجراء تغيير في التشكيلة الأساسية حسب الظروف التي يمر بها الفريق. وأضاف: «أطبق دائماً الأسلوب نفسه والتكتيك، ولكن هذا يعتمد على الفريق المنافس، وواجهنا ظروفاً قاسية في الموسم، بسبب غيابات بعض عناصر الفريق الأساسية لظروف الإصابة أو الإيقاف، ولهذا السبب فإنني أحياناً لا أجد البديل المناسب للتغيير أثناء سير المباراة، لأن معظم البدلاء يكونون أحياناً من اللاعبين الشباب، ودائماً لابد أن يكون التبديل للأفضل، ومع ذلك تخطينا الصعاب». وأضاف: «جاءت بطولة دوري هذا الموسم قوية، وظلت بعض الفرق مثل الجزيرة والشباب والوحدة تنافس بشراسة، حتى الجولات الأخيرة، إلا أن العين حسم اللقب في نهاية المطاف». بدأ المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش «49 عاماً» مشواره مع فريق العين الأول لكرة القدم عندما أبرم معه النادي عقداً في مارس من عام 2014 خلفاً للإسباني كيكي فلوريس. وكان زلاتكو دخل عالم تدريب كرة القدم في عام 2000 عندما شغل منصب المدرب المساعد لمنتخب كرواتيا تحت 21 سنة، ليخوض بعدها تجربة تدريب الأندية، حيث أشرف على تدريب أندية المقدمة في الدوري الكرواتي، وكذلك فريق نادي نداي دينامو تيرانا الألباني الذي حصل معه على كأس السوبر. كما قاد أندية خليجية عدة، من بينها الهلال السعودي ومواطنه الفيصلي وحصل مع الأخير على جائزة أفضل مدرب في الدوري السعودي لموسم 2011. وقبل أن يتحول إلى الإشراف على تدريب نادي الهلال السعودي، عمل أيضاً مدرباً للمنتخب الأولمبي السعودي، وانتقل بعد ذلك ليعمل مديراً فنياً للهلال الذي حصل معه على كأس ولي العهد في 2013 ليغير بعدها من وجهته ويشد الرحال إلى الإمارات، عندما طلبته إدارة نادي العين، واتفقت معه على تولي مهمة تدريب «الزعيم» الذي قاده للفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، في الموسم السابق ثم التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2014. وواصل زلاتكو مشواره الناجح مع العين في الموسم الحالي، ليقوده إلى الفوز ببطولة دوري الخليج العربي واحتلاله مركز الوصيف في قائمة ترتيب المجموعة الثانية في بطولة الأندية الآسيوية الأبطال 2015 برصيد 6 نقاط. وبالفوز الذي حققه زلاتكو على فريق بختاكور الأوزبكي في البطولة الآسيوية الحالية على ملعبه بالعاصمة طشقند في الجولة الثالثة، أصبح أكثر مدربي العين تحقيقاً للانتصارات في البطولة القارية، برصيد ثماني حالات فوز، من بينها سبع في النسخة الماضية، مقابل أربعة تعادلات وخسارتين فقط، وجمع زلاتكو مع العين 29 نقطة، منها ست في النسخة الحالية، متفوقاً بذلك على المدربين السابقين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى هذا الرقم خلال الفترة التي أشرفوا فيها على تدريب البنفسج، حيث جمع الروماني أولاريو كوزمين ست نقاط فقط في نسخة 2013، وحصد الإسباني كيكي فلوريس ثلاث نقاط في نسخة 2014، وجمع البرازيلي سيريزو أربع نقاط في 2010، مقابل ثلاث نقاط لعبد الحميد المستكي في النسخة نفسها، وأربع نقاط للروماني يوردانسكو في بطولة 2001. وجاء التشيكي ميلان ماتشالا في مركز الوصيف بعد أن حصد مع العين 20 نقطة في نسخة 2005، ثم البرتغالي مانويل فينجادا الذي قاد العين في بطولة 1999 وجمع معه 18 نقطة، بينما جمع الفرنسي برونو ميتسو 15 نقطة فقط، كانت كافية لتتويج الزعيم العيناوي بأول لقب قاري في عام 2003 وهو الوحيد إلى الآن في تاريخ الأندية الإماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©