صلاح سليمان (العين)
يشكل القناص الغاني أسامواه جيان وزميله «الموهوب» وصانع الألعاب عمر عبدالرحمن الشهير بـ«عموري»، ثنائياً خطيراً ومرعباً لكل المنافسين الذين يواجههم العين في كل البطولات، والذين يعملون لهما ألف حساب وحساب، حيث يحرص كل مدرب على وضعهما تحت الرقابة اللصيقة، طوال زمن اللقاء، وفي معظم الأوقات يتعرض عمر للعنف بهدف تعطيله وحرمانه من الاستحواذ على الكرة، وتمريرها إلى الهداف جيان أو إلى مهاجم آخر، يكون في وضع أفضل، وكثيراً ما يتعرض «عموري» للإصابة بسبب الخشونة، إلا أنه يتمتع بموهبة كروية فذة وإمكانيات وقدرات فنية عالية جعلت منه أحد أفضل صانعي الألعاب في الدولة، كما أنه يملك نسبة عالية من الدهاء الكروي والقدرة على التخلص من مراقبيه ومراوغتهم في أضيق المساحات، علاوة على أنه يبذل جهداً كبيراً على أرضية المستطيل الأخضر في كل المباريات، ويقوم بدوره الدفاعي والهجومي على الوجه الأكمل، وتموين زملائه المهاجمين بأخطر وأدق التمريرات التي كثيراً ما انتهت في شباك المنافسين.
ويفقد العين أحياناً بعضاً من قوته عندما يغيب أحد اللاعبين جيان أو عمر أو الاثنان معاً بسبب الإصابة، أو لأي سبب آخر لأنهما يشكلان القوة الضاربة في تشكيلة «الزعيم» الأساسية، وحدث ذلك أكثر من مرة وفي لقاءات مهمة، ولكن «البنفسج» أثبت في أكثر من مناسبة مقولة «العين بمن حضر»، «حيث غاب كلا اللاعبين في عدد من مباريات هذا الموسم، إلا أن العين كان على قدر التحدي، وكثيراً ما حقق هدفه وحصد كامل النقاط.
ويعتبر الغاني أسامواه جيان من أميز وأمهر الأجانب في تاريخ نادي العين، لما يتمتع به من مهارات وإمكانات فنية عالية تجعل منه جلاداً لحراس المرمى وصديقاً دائماً لشباك المنافسين الذين يعملون له ألف حساب.
ورغم الرقابة اللصيقة التي يفرضها عليه مدافعو الفرق المختلفة، إلا أنه ندر أن يشارك في مباراة، من دون أن يكون له نصيب من الأهداف، ولهذا ليس غريباً عليه أن يتوج في ثلاثة مواسم متتالية هدافاً لدوري الخليج العربي، وأن ينال الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوريات العربية، بالإضافة إلى أنه اللاعب الأفريقي الوحيد صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف في كأس العالم برصيد ستة أهداف، والوحيد بين الأفارقة الذي سجل في ثلاثة مونديالات متتالية، كما أنه واحد من أفضل المهاجمين الذين عرفتهم ملاعب الدولة، من حيث عدد الأهداف التي يسجلها في كل موسم وحصده للجوائز.
وكان جيان تصدر قائمة الهدافين في الموسم الماضي في دوري الخليج العربي ب 29 هدفاً، بعد أن شارك في جميع المباريات وعددها 26 مباراة، وحقق الإنجاز ذاته في أول موسم له مع العين 2011 -2012، حيث سجل 22 هدفاً في 18 لقاءً، بينما سجل 31 هدفاً في موسم 2012 - 2013، عدد 22 مباراة من بينها 8 أهداف من علامة الجزاء، ليحصل على لقب هداف الدوري في الثلاثة مواسم، ولكن جيان لم يستطع أن يدافع عن لقبه في الموسم الحالي، بعد أن سجل 12 هدفاً فقط، حيث شارك في 13 مباراة، وحرمته الإصابة من المشاركة في 9 مباريات، وعلى مدى أربعة مواسم سجل جيان 94 هدفاً في الدوري، وما زال يطمع في المزيد ليصبح الهداف التاريخي لنادي العين المسجل حالياً باسم «الغزال الأسمر» أحمد عبدالله.
وأصبح أسامواه جيان أول لاعب أجنبي في الدوري الإماراتي يتوج بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في البطولات العربية التي تمنحها مجلة «الحدث الرياضي» اللبنانية، وحصل جيان على جائزة الحذاء الذهبي في ثلاثة مواسم متتالية، وتفوق في المرة الثالثة التي صادفت «النسخة 35» للجائزة على مهاجم الأهلي القطري الكونغولي آلان ديوكو بأهدافه ال29 في 26 مباراة.
وبفوز جيان بجائزة الحذاء الذهبي لمجلة «الحدث الرياضي» للمرة الثالثة، تعزز الإمارات رقمها القياسي في عدد مرات الفوز باللقب العربي للمرة العاشرة، كما أن نادي العين أصبح في قائمة الأندية الأكثر فوزاً باللقب محققاً اللقب السادس، أي ضعف ألقاب الاتحاد السعودي والعربي القطري والمحرق البحريني «3 مرات لكل منها».
تعاقد العين مع النجم الغاني أسامواه جيان في موسم 2011 -2012، وهو يمضي حالياً موسمه الرابع مع «الزعيم» الذي حقق معه نجاحاً مشهوداً، وبدأ اللاعب مشواره الكروي مع لبرتي بروفيشينال الغاني عام 2003، قبل أن ينتقل إلى أودينيزي الإيطالي موسم 2003، ومنه إلى مودينا الإيطالي 2004 الذي بقي في صفوفه حتى 2006، قبل أن يعود مجدداً في العام نفسه إلى ناديه السابق أودينيزي، كما لعب لنادي رين الفرنسي 2008 وسجل 18 هدفاً في موسمه الأول، ومن هناك تحول إلى سندرلاند الإنجليزي في عام 2010.
أما على صعيد المنتخب الغاني، بدأ جيان مشواره الدولي مع «النجوم السوداء» عام 2003، حيث كان النجم والهداف الأبرز بين لاعبي منتخب بلاده الذين شاركوا في كأس العالم 2010 الذي تم تنظيمه في جنوب أفريقيا، واستطاع وقتها أن يقود المنتخب إلى ربع النهائي، وأن ينافس أيضاً على صدارة الهدافين، قبل الخسارة أمام أوروجواي بركلات الترجيح.
مجهر الأندية الأوروبية
حظي عمر عبدالرحمن «21 عاماً»، باهتمامٍ كبيرٍ منذ نعومة أظافره، وبعدما اكتشف والده موهبته الكروية، عمل على تشجيعه لتطوير نفسه، انضم عمر إلى مدرسة وأكاديمية العين عام 2007، ولعب للفئات السنية تحت 16,18 و19سنة والرديف، ضمه المدرب الألماني وينفرد شايفر إلى الفريق الأول، بعد أن شاهده في بطولة العين الدولية تحت 17 سنة 2009.
وتلقى العين خلال البطولة عرضاً رسمياً من إسبانيول الإسباني، لضمه إلى صفوفه، غير أن إدارة العين رفضت مبدأ بيع بطاقة اللاعب، وفضلت التفاوض بلغة الإعارة، لذلك لم تكتمل الصفقة، وأكد الخبراء والمتابعون للكرة الإماراتية أن النجم عمر عبدالرحمن في أتم الجاهزية للاحتراف في الأندية الأوروبية، خصوصاً بعد تقارير مانشستر سيتي الإيجابية حول اختبارات اللاعب الفنية، بعد أن خضع معه لتجربة لمدة أسبوعين في أغسطس 2012، وبعد المستوى الرائع الذي حققه مؤخراً من المنتخب الوطني، أصبح «عموري» محط أنظار العديد من الأندية الخليجية والأوروبية، إلا أنه أكد مراراً وتكراراً أن الوقت لم يحن بعد للاحتراف الخارجي.
كان أول ظهور له مع الفريق الأول أمام الأهلي في 24 يناير 2009 في كأس اتصالات، وتم استدعاؤه لمنتخب الشباب في 19 سبتمبر 2008، وشارك معه في نهائيات كأس آسيا للشباب، لكنه استبعد بسبب الإصابة، وهو ما حدث معه أيضاً في كأس العالم للشباب 2009، وشارك في بطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية 2010 وبطولة كأس آسيا للشباب 2010 وكانت أول مشاركة له في بطولة قارية ثم أولمبياد لندن 2012، وأسهم مع منتخب الإمارات في الفوز بكأس الخليج 2013 بالبحرين، والتي حصل فيها على جائزة أفضل لاعب، كما فاز مع «الزعيم» بكأس السوبر وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وبطولة دوري الخليج العربي للمرة الثالثة، وبطولة كأس اتصالات موسم 2011 - 2012.
مشاركات وأهداف
شارك أسامواه جيان في الموسم الحالي في 14 مباراة سجل فيها 13 هدفاً في 10 مباريات، من بينها ثلاث ثنائيات، بينما صام عن التسجيل في أربع مباريات أخرى أمام الظفرة في الجولة السادسة والشباب في مؤجلة الجولة الأولى والفجيرة في الجولة 17، وأخيراً النصر في الجولة الـ22.
وسجل المهاجم الغاني هدفاً في شباك كل من الوصل وعجمان والنصر والشارقة والجزيرة والأهلي واتحاد كلباء في الجولات الثانية والثالثة والتاسعة والثالثة عشرة والثامنة عشرة والحادية والعشرين والثانية والعشرين على التوالي، وهدفين في مرمى اتحاد كلباء وبني ياس والفجيرة في الجولات العاشرة والثانية عشرة والرابعة المؤجلة. أما عمر عبدالرحمن، فسجل 3 أهداف في هذا الموسم في مرمى الجزيرة في الجولة الثامنة عشرة، وفي مرمى النصر في الجولة الـ 21 وهو الهدف الذي أعاد العين إلى أجواء المباراة، وأدرك به التعادل، قبل أن يضيف كيمبو إيكوكو هدف الفوز، واتحاد كلباء في الجولة ال 22.
عدد اليوم
