الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حلبة مرسى ياس تحتضن ماراثون «تحدي السكري»

حلبة مرسى ياس تحتضن ماراثون «تحدي السكري»
21 نوفمبر 2009 01:04
استضافت حلبة مرسى ياس في أبوظبي أمس أكثر من 12 ألف شخص جاؤوا من مختلف إمارات الدولة كافة إلى جزيرة ياس في أبوظبي ليشاركوا بماراثون “نمشي معا بالإمارات 2009”، وليؤكدوا عزمهم مقاومة مرض السكري الذي يعاني منه أكثر من 19.5% من سكان الدولة، ولتعزيز الوعي بمرض السكري وإرشاد الناس إلى ضرورة العيش بطريقة صحية للتمتع بحياة سعيدة. وانطلق المشاركون أمس في الماراثون الذي حمل شعار “باشر المشي، امنع السكري” من حلبة مرسى ياس لتمتد المسافة التي ساروا فيها إلى خمسة كيلومترات رافعين لافتات وشعارات يركز جلها على ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة مرض السكري. ولم تقتصر المشاركة في الماراثون على سكان إمارة أبوظبي، حيث شارك قاطنو الإمارات الأخرى في المسيرة التي حظيت بمشاركة من مختلف الأعمار. وأكد مشاركون في الماراثون أن السكري من أكثر الأمراض تأثيرا على المجتمع وهو ما يتطلب لمواجهته تكاثف الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص والجهات التطوعية لبث رسائل توعية حول آليات مواجهة المرض. وشددوا على ضرورة توعية الجمهور العام بالتأثير السلبي لمرض السكري وأهمية المشي واتباع النظام الغذائي الصحي في مقاومة انتشار المرض. ويسعى مركز امبريال كوليدج للسكري من خلال الماراثون إلى توجيه الأنظار لمشكلة تفشي مرض السكري في الدولة التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث أعداد المصابين بمرض السكري بنسبة 19.5%، والدعوة لتغيير أنماط الحياة الخاملة والعادات الغذائية السيئة التي تعد أسبابا رئيسية لزيادة انتشار مرض السكري من النوع الثاني. وبانطلاق الماراثون في حلبة مرسى ياس، يعتبر ثاني حدث مهم يقام على الجزيرة بعد بطولة الفورمولا 1، حيث دعا مركز امبريال كوليدج سكان الدولة بكافة فئاتهم العمرية للمشاركة في الماراثون والمساهمة في إلقاء الضوء على مشكلة السكري، وممارسة الرياضة الذي من الممكن أن يسهم في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري بنسبة 58%. وللسنة الثالثة على التوالي ينطلق ماراثون “نمشي معا بالإمارات 2009” تزامناً مع شهر الأنشطة والمبادرات العالمية الخاصة بداء السكري، الذي يقودها الاتحاد الدولي لمرضى السكر، ومنظمة الصحة العالمية. ويهدف الماراثون الذي نظمه كل من مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في أبوظبي بالشراكة مع مؤسسة الإمارات، وبرعاية حصرية من الشركة الوطنية للضمان الصحي (ضمان)، إلى رفع مستوى الوعي الصحي في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتم ذلك في المقام الأول عن طريق التثقيف في مجال الصحة العامة، وتشجيع ممارسة التدريبات الرياضية، التي تعد وسيلة بسيطة ولكنها ذكية لإدارة واتباع أسلوب حياة صحي. حيث ثبُت أن المشي لمدة 30 دقيقة كل يوم له فعاليته في الوقاية من هذا المرض، فهو يساعد الجسم على تحسين استخدام الأنسولين الخاص به وبالتالي منع الإصابة بداء السكري. ويشار إلى أنه تم تولي وإدارة عملية تسجيل المشاركين من قبل 200 متطوّع من تكاتف وضمان ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، وتخلل الماراثون أنشطة تفاعلية خاصة بالمشاركين، وأنشطة ترفيهية للأطفال مع وجود المهرّجين ومنطقة خاصة للرسم والتلوين على الوجه. وأوضحت الدكتورة مها تيسير بركات، استشارية الغدد الصمّاء ومديرة البحوث والدراسات الطبية والمخبرية في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في أبوظبي، أن الماراثون الذي ينظّم هذه السنة للمرة الثالثة على التوالي يعد جزءاً مهماً من الحملة التوعوية الصحية، والتي تحمل عنوان “السكري، معرفة، مبادرة” والتي ينظّمها مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري برعاية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، وبالشراكة مع مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي. 30دقيقة من المشي يومياً وأوضحت الدكتورة بركات أن المشي لمدة 30 دقيقة في اليوم قد برهن على أهميته في المساعدة بمقاومة الإصابة بمرض السكري وبالطبع في التعامل معه أيضاً وإدارته بشكل ملائم لدى المصابين به. محذرة من أن الأشخاص النحيلين ليسوا بمأمن من الإصابة بالسكري. وفي هذا الإطار أشارت إلى أن “هناك اعتقادا خاطئا يفيد بأن الوزن المناسب يعني التمتّع بصحة جيدة. ففي الواقع يمكن تشكّل الدهون حول الكبد حتى عند الأشخاص الذين يبدون نحيلين، ويمكن أن تؤدّي هذه الدهون إلى ظهور عوارض الإصابة بالسكري من النوع الثاني”.و”نمشي معاً بالإمارات 2009” هي الخطوة الثالثة في مبادرة “السكري . معرفة . مبادرة” والتي نجحت في إيصال رسائلها التوعوية إلى 60 ألف شخص، حيث ساهمت في منح الجمهور المعرفة والأدوات التي تساعدهم في تجنب المرض عبر المعلومات الصحيحة والحديثة وإمكانية الكشف الطبي الضروري. ويشار إلى أن 80% من مرض السكري من النوع الثاني يمكن تجنبه إذا تم اكتشافه مبكرا، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط الجسدي. وحذرت بركات من مخاطر السكري وتعقيداته الطبية إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. وقالت إن هذه التعقيدات يمكن تجنبها إذا اكتشف المرض مبكراً، مشيرة إلى أن الحملة ستضمن إيصال رسالة إلى المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات لكي يتبعوا أسلوب الحياة الصحية ويستمتعوا بحياة مديدة.من جانبها، اعتبرت ميثاء الحبسي، مديرة الاتصالات والتوعية العامة في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي أن الماراثون مناسبة ترفيهية تفاعلية وحدث تثقيفي مهم لكافة أفراد المجتمع، وهو يقام في شهر نوفمبر وهو الشهر المخصّص عالمياً لمحاربة مرض السكري ورفع مستويات الوعي حوله”. وأكدت أن الماراثون أثبت نجاحه في الوصول إلى مختلـــف شــرائح المجتمع وتثقيفها أكثر حول كيفية التعامل مع مرض السكري ومنع الإصابة به. سمنة الأطفال تمهد للإصابة بالسكري اتفق خبراء التغذية والأطباء أن السبب الرئيسي لارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري في الإمارات يعود إلى ارتفاع نسبة السمنة لدى الأطفال. وأظهرت البحوث أن ما نسبته 10 %من الأطفال والبالغين حول العالم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 ـ 17 عاماً يعانون من البدانة. وأظهرت الأرقام أن 12 % من الأطفال في الإمارات العربية المتحدة يعانون من زيادة الوزن، وأن 22 %منهم معرضون للبدانة. وكشفت الدراسات الطبية أن حالات الإصابة بمرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة تتزايد بمعدلات عالية. وتشير الإحصائيات إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص من الفئة العمرية من 20 إلى 79 عاماً مصاب بالسكري، بينما هناك نسبة مشابهة للأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض. وكان الاتحاد العالمي لمرض السكري أعلن في وقت سابق أن العالم العربي من أكثر مناطق العالم تأثراً بهذا المرض. وأشار إلى أن ست دول عربية تأتي في قائمة البلدان العشرة الأكثر إصابة بهذا الداء على مستوى العالم في المرحلة العمرية بين 20 و79 عاما. وتوقع الاتحاد العالمي أن تستمر الدول العربية في تلك القائمة مع تزايد نسب الإصابة بين سكانها على مدى 18 عاما المقبلة. وينظر عامة الناس على نطاق واسع إلى مرض السكري على أنه مرض بسيط، ولكن المجتمع الطبي يصفه بالقاتل الصامت. وعلى الصعيد العالمي، يموت كل 10 ثوان شخص واحد من الأسباب ذات الصلة بمرض السكري ويتطور المرض عند شخصين آخرين، فيما يؤثر مرض السكري على 246 مليون شخص في أنحاء العالم ويتوقع أن يؤثر على ما يقارب 380 مليونا بحلول عام 2025
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©