الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موائد إفطار جماعية للسوريين المحاصرين بين الحطام في دوما

موائد إفطار جماعية للسوريين المحاصرين بين الحطام في دوما
22 يونيو 2017 18:25
فور ارتفاع صوت الأذان بـ«الله أكبر»، يتناول عشرات الرجال والأطفال حبوب التمر الموجودة أمامهم على طاولات امتدت في احد شوارع مدينة دوما المحاصرة قرب دمشق في إفطار جماعي نادر بين أبنية مدمرة. واجتمع أهالي حي المساكن في شرق دوما مساء الثلاثاء حول مائدة واحدة في الهواء الطلق في مشهد كان بحكم المستحيل في السابق، وسمح به الهدوء الناتج عن اتفاق تخفيف التوتر الساري في البلاد برعاية دولية. ويقول مدير العلاقات العامة في مؤسسة «عدالة» المنظمة للإفطار مؤيد محي الدين (28 عاماً) «بعد ست سنوات من الحرب في سوريا وفي الغوطة (الشرقية) بشكل خاص (...) أردنا استغلال الهدوء النسبي لنفرح الناس». ويضيف «أردنا أن نذكرهم بما كان قبل الحرب، فهذه الموائد أشبه بموائد الأعراس» التي اعتاد عليها أهل دوما سابقاً. ولجأت الجمعية خلال السنوات الماضية الى تنظيم موائد الإفطار في المساجد أو حتى الأقبية احتماء من القصف. ويتذكر محي الدين «جمعنا في أحد المساجد في رمضان 2016 حوالي 900 صائم للوليمة، ولكن سقطت قذيفتا هاون بالقرب من المسجد» خلال موعد الإفطار. واستغلت الجمعية الإغاثية اتفاق تخفيف التوتر المعمول به في سوريا برعاية روسيا وإيران وتركيا منذ بداية شهر مايو الماضي لتنظيم الحدث. وتحاصر قوات النظام السوري دوما، احدى ابرز مدن الغوطة الشرقية حيث معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، منذ 2012. وتعرضت المدينة على مدى السنوات الماضية لقصف شبه يومي جوي ومدفعي. وتراجعت حدة القصف بنسبة 95 في المئة منذ بدء العمل باتفاق التهدئة، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبدأت الجمعية قبل نحو أسبوع بمشروع الموائد الرمضانية، ومائدة حي المساكن هي السادسة حتى الآن، ولا يزال أمامها أربعة إفطارات جماعية اخرى لتنظيمها. على طول أحد شوارع حي المساكن وبالقرب من أبنية دمرها القصف، فرشت أغطية حمراء على طاولات وضعت عليها صحون بلاستيكية مليئة بفاكهة المشمش وكؤوس اللبن وحبوب التمر وأكواب العصير. وقبل موعد الإفطار بقليل، بدأ أهالي الحي من الرجال والأطفال يتوافدون الى الشارع، جلسوا الى الطاولات المصطفة قرب شاحنة كبيرة علقت عليها لافتة كتب عليها «مائدة الكرام». وكان ابو هاشم مياسا (50 عاما) ينتظر قبل بدء الإفطار الموعد. وقال لفرانس برس «ذكرتنا هذه الموائد بأيام زمان (...). كلما مر أحد ورأى الموائد يسألنا ماذا يحصل هنا، كأننا في عرس». واضاف «هذه الولائم ليست فقط لعائلة أو اثنتين، بل إنها تجمع أهل حي كامل، يمكن أن نرى الجميع ونأكل معهم في مأدبة واحدة». وتابع أبو هاشم «نشعر بالأمان، وهذا الأمر الأهم بالنسبة لنا نحن أهل الغوطة». في إحدى زوايا الشارع، علق المنظمون شادرًا احمر اللون على شكل غرفة صغيرة اتخذ منها الطباخ ومساعدوه مقرا. ومع اقتراب موعد الإفطار، يبدأ الطباخ بردائه الأبيض وطاقيته بسكب الأزر والبازيلا في صحون بلاستيكية ينقلها متطوعو الجمعية لتوزيعها على الطاولات. ويملأ عامل آخر الصحون بالفول المدمس، ويضيف ثالث إليها البندورة والبقدونس والزيت. وكانت الجمعية تأمل أن يشمل المشروع كل أحياء دوما وان يتوسع أكثر الى خارج المدينة. ويقول محي الدين «بدأنا بمدينة دوما لأنها أكبر مدن الغوطة والخزان البشري الأكبر والأكثر احتياجا»، مضيفا «لكن لدينا خطط للانتقال الى مناطق اخرى» في رمضان المقبل. وتقتصر موائد الإفطار على الرجال، فيما ترسل الجمعية وجبات خاصة للنساء ومن اختار البقاء في منزله. وفي حي المساكن، اقتصر الامر على بضع فتيات صغيرات تجمعنّ على ألأرض في باحة منزل مدمر بالقرب من المائدة المخصصة للرجال. وترافق مروان (29 عاما) مع جيرانه وتوجهوا سويا الى مائدة الإفطار. وأبدى ارتياحه للهدوء القائم قائلاً «الحمد الله اليوم وبعد الراحة وخفض التوتر نشعر بالأمان والراحة النفسية، وكأن شيئا لم يكن». ويضيف «الله يديم الصحة والعافية ويبعد عنا القصف».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©