الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كي يبدو العالم كبيرا.. وشاسعا كقبلة

كي يبدو العالم كبيرا.. وشاسعا كقبلة
23 يونيو 2010 20:43
وحدها باحثة عن وجه تمضي في شوارع المدينة العمياء حيث.. حيث لا وجوه حيث لا شفاه حيث لا أحد حيث لا برق يضرب حديد القلوب حيث لا زجاج يجرح الأرجل المشتاقة للدماء حيث وحدها تمضي هي روحي المريضة هي وحدها الحياة على طريقتي لدي بيت كبير بغرف كثيرة وأحلام تتراقص بين جنبات الكتب الممزقة أرنب زاهي اللون ولعبة موسيقية ترقص بنعومة ولم يسألني أحد عن حزني وشقائي يوما.. بعد كل هذا لن أحب أي شيء لا البيوت الكبيرة.. ولا فستان أختي الزهري ولا حذاء جدتي الممزق.. لن أحب التاريخ ولا الجغرافيا ولا الرياضيات ولكنني سأعشق الرقص الغجري.. وسوف أحب البلاطات المصقولة.. كي يبدو العالم كبيرا.. وشاسعا كقبلة أريد أن أصنع في غرفتي وطنا فيه حدائقَ وأزهارا ملونة فمنذ أنجبتني أمي ذات مساء في غرفة صغيرة وأنا لا أعرف سوى الزوايا الأربع التي تقابل عينيّ أريد أن أنثر رماد جدي كي أعود قطة شاردة تخربش على الجدران الخشبية كيفما تشاء.. حتى أحتفل بالحياة على طريقتي لا أريد أن أعرف الحساب ولا العد على أصابعي لا أريد “روجا” أحمر ولا قلما عريضا يكتب الكلمات المنمقة أريد أن أظل هكذا وجها مدورا كحبة طماطم تزن ألف كيلو. بقاء حين تنام الأشياء وتسبح الحياة في ملكوت الله وتغلقين عينيك ينتصب جسدي كجثة فأعلم بأن نومي سوف يكون أبديا وأنك لن ترحلين معي. ليتني كنت الصمت وحده 1 في هذهِ المدينَـةِ عليَّ أنْ أقضيَ ليلَتي الأولى لكنَّ سقوطَ المطرِ ضلَّلني وأنسانيَ الطريقَ. 2 منْ أينَ تأتي الأحزانُ إلى الظبية؟ أتوقُ.. أتوق لغابة تشعُ بضواريها وكفى أن تشتعل الشهوة 3 امرأةٌ مثلجةٌ أنا وعرَاء لا تريدُ سِـوى الاستيقاظ من سباتها حتى تتوقَّف عن الدَّوران. 4 تنسابُ ببطء في فمي ثلاثةُ أقمار وزاويةٌ متعبَةٌ وغطاءٌ أسودٌُ فاحِمٌ ودمعتانِ مرهقَتَانِ تشُقّانِ نهديَّ بولَعٍ 5 ليتَني لمْ أكنِ المرأةُ التي تنتظرُ طويلاً ليتَني كنتُ الصمتَ وحدَه 6 هناكَ.. وراءَ الحيوات الأخرى مساءَ أنثوي طويل يخافُ الموت تحتَ لِحافِه الورديّ مثلي.. مثلي لا تزوره الأنامل الدافئة 7 لا شـيءَ سِـوى المرآةِ وجسدين يمضيان متلاصقين في ثرثرة صاخبة العالم فارغ وثمة عيون تراقب تتضارب كالفؤوس والخشية الخشية أن يكسر أحد ما صورة الجسدين في المرآة 8 أريدُ أن أستمتعَ باشْتِهاءاتي ..بلا مخرج وأن أقف في العتمة فأشعر بأن هناك شيئاً ما يناديني 9 أريدُهُ ليَ لي وَحدِي مثل قوس المصير مثل زهرة بيضاء وبوابة تفتح ذراعيها للعائدين من أسفارهم الطويلة وتنغلق عندما تتعب إذ.. كم سهل أن نضيع في الحياة ولكن أن نجد قلباً.. ذاك هو السؤال * من المجموعة الشعرية “بلا عزاء” الصادرة عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ـ مشروع قلم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©