الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاج الإدمان والزهايمر والشلل بالموسيقى والرقص

علاج الإدمان والزهايمر والشلل بالموسيقى والرقص
20 نوفمبر 2009 23:01
تؤكد د. نبيلة ميخائيل -الاستاذة بكلية التربية الموسيقية، في جامعة حلوان والحاصلة على الدكتوراه في العلاج بالموسيقى- أنها توصلت من خلال أبحاثها إلى ان الموسيقى لها تأثير ايجابي في علاج الجلطات وضغط الدم وخفض نسبة الكورتيزون في الدم وسرعة النبض وتنشيط الدورة الدموية. وتشير إلى اغرب حالة صادفتها أثناء تجاربها على عدد من مرضى ضغط الدم حيث إنَّّ مريضا عمره 58 عاماً يعاني الشلل النصفي نتيجة اصابته بجلطة في المخ، وعند خضوعه لبرنامج العلاج بالموسيقى فوجئت به بعد يومين يقف ويمشي على قدميه، وبرر الاطباء ذلك بأنه نتيجة الاسترخاء والتأثير الايجابي للموسيقى، الذي تسبب في تمدد الشرايين فتحركت الجلطة وتدفق الدم وعادت الدورة الدموية لعملها بانتظام. وتؤكد ان علاج هذا المريض بالموسيقى استمر 11 يوماً فقط من دون استخدام قرص دواء واحد، وكان ضمن مجموعة من المرضى في مستشفى قصر العيني. وتوضح ان نوع الموسيقى يختلف من حالة إلى أخرى، فكما يمكن ان تسهم بعض الأنغام الهادئة على الناي أو الكمان في خفض ضغط الدم يمكن أن تكون الموسيقى سبباً في ارتفاع ضغط الدم. وتضيف رائدة العلاج بالموسيقى في مصر، أن هناك عوامل مؤثرة في فاعلية الموسيقى، منها طبيعة الموسيقى وحالة المريض الصحية وعمره وثقافته، لأن ما يحتاج إليه مريض متقدم في السن يختلف عن الأصغر سناً، وقد تبين ان المرأة تتأثر بمقطوعات موسيقية معينة لا يتأثر بها الرجل. ويلعب الجو المحيط بالمريض دورا في تجاوبه مع الموسيقى، بما في ذلك المكان وديكوراته، وهل يستمع بمفرده أم مع مجموعة. وترى ان الاعتماد على الفنون في علاج الامراض النفسية والعضوية أصبح معروفاً في العالم، واثبت الاطباء في فرنسا فاعلية الموسيقى في تنظيم التنفس وتحسين الحالة الصحية لمرضى الربو وتخفيف آلام الأسنان، وان الموسيقى والايقاعات تحسن الابصار بنسبة 25 في المئة، وفي مصر سجل العلاج بالموسيقى والرقص والرسم نتائج متميزة في تحسن حالات الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدمني المخدرات ومعظم البرامج التي تعتمد على العلاج بالفن يتعاون فيها الاطباء وعلماء النفس والفنانون. العلاج بالرقص وتقول الدكتورة رضوى عبدالعظيم، المدرسة بجامعة عين شمس، وصاحبة أحدث رسالة ماجستير في مجال العلاج بالرقص والموسيقى: “توقفت كثيرا أمام بعض الأمراض التي لا يتجاوب فيها المريض بسهولة مع الدواء، مثل اضطرابات المشاعر والسلوك عند المراهقين ومرضى الزهايمر، ووجدت انه رغم اختلاف الفئات العمرية، فإنَّ استخدام الرقص والموسيقى كأسلوب علاجي رئيسي حقق نتائج تفوق ما تحققه الأدوية، حيث يحتاج المريض لأكثر من دواء لمجرد استقرار الحالة وعدم تدهورها. واحيانا لا يستجيب عدد كبير من المرضى مع العقاقير الطبية، عكس العلاج بالرقص والحركة الذي تجاوب معه جميع المرضى، من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. وتضيف إنَّ اكثر النتائج فاعلية جاءت من خلال علاج السمات الشخصية التي يصعب على المريض التكيف معها، بما في ذلك بعض الاضطرابات، كذلك الاشخاص الذين يعملون تحت ضغط عصبي مستمر، ونجح برنامج العلاج بالرقص في تحسين حالتهم، فتخلصوا من معاناتهم، وتؤكد انها توصي باستخدام الرقص كعلاج وقائي قبل حدوث مشكلة صحية، من خلال برنامج علمي مدروس يتناسب مع حالة كل مريض، فقد ثبت ان الكل قابل للعلاج بالرقص، حيث رصدت دراسة اجرتها على عينة من الأطفال، انه حتى في الشريحة الاجتماعية الدنيا، تجاوبت الأمهات والأطفال مع التجربة بنسبة مئة في المئة، وعلى مدى 12 جلسة علاجية لم تتغيب أي أم. وتشير إلى إحدى أهم النتائج التي توصلت اليها خلال بحثها، وهي تأثير الرقص والموسيقى في علاج مشكلة الوزن الزائد، حيث تبين ان كثيرا من حالات زيادة الوزن تكون نتيجة ضغوط عصبية ونفسية، تسبب الشعور الكاذب بالجوع، فيندفع الشخص الى إلتهام الطعام، وحققت التجارب نتائج متميزة، حيث نجح برنامج العلاج بالرقص والموسيقى في تفريغ شحنات الضغط والتوتر. ويكشف د. يوسف الجداوي -استاذ الطب النفسي بجامعة بنها- عن وجود برنامج خاص للعلاج بالموسيقى في مستشفى بنها التعليمي منذ عام 1985 واثبتت الدراسات نجاح الموسيقى في علاج الاطفال المعاقين ذهنياً، وتهدئتهم بلا أدوية، كما تغلبت على مشكلة الطفل العدواني، والطفل الذي يعاني النشاط الزائد. ويبرر الدكتور اسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسي جامعة قناة السويس، إهتمام العالم بالعلاج بالفنون بأنَّ الدراسات اثبتت أنَّ الأخلاق والضمير لا يرتبطان فقط بالصلاة والصوم والالتزام بالشعائر الدينية، ولكن بالترويح عن النفس والاستمتاع بالفنون أيضا. ويطالب الدولة والمنظمات الأهلية بدعم الابحاث والدراسات العلمية في مجال العلاج بالفنون، خاصة أنَّ معظم الابحاث الطبية تتم بدعم من شركات الدواء التي يهمها اكثر ان يستمر تعاطي المرضى للأدوية والعقاقير وربما تنظر للعلاج بالفنون على انه بديل يؤثر سلبا على مبيعات شركات الدواء. وتقول المهندسة علياء خيري التي تشرف على علاج بعض مرضى الادمان من خلال برنامج اعادة التأهيل عن طريق العلاج بالرسم: بدأت عملي كمعالجة بالفن قبل سبع سنوات بمستشفي الصحة النفسية بمصر الجديدة وحصلت على دبلومة تربية قسم علم نفس من كلية التربية الفنية ودبلومة في مكافحة المخدرات قبل ان نبدأ عمليا في علاج المدمنين واعادة تأهيلهم وحاليا استعد لمناقشة الماجستير في نفس الموضوع ولاحظت نجاح الرسم كعلاج مكمل للعلاج الدوائي خاصة خلال فترة انسحاب المخدر من اجسام المرضى المدمنين حيث يصعب اعطاؤهم ادوية وعقاقير مضادة للقلق والألم خشية ان تعيدهم للأدمان، ونجح العلاج بالرسم مئة بالمئة حيت لم يتم تسجيل أي حالة انتكاسة للعينة المحددة. وعن الشروط التي يجب توافرها في المرضى الذين يمكنهم ان يخضعوا للعلاج بالرسم تقول: ليست هناك شروط بل يفضل عدم وجود موهبة فنية أو خبرة في مجال الرسم حتى يحقق العلاج نجاح لان الهدف هو ان يعبر المريض عن ما بداخله بشكل تلقائي ويتحرر من قيود الصنعة وقواعد الفن. وتؤكد المهندسة علياء خيري انها تشعر بسعادة غامرة في عملها، وانها تخلت تماما عن حلمها في العمل كمهندسة ديكور بعد تخرجها في كلية الفنون الجميلة، وتشعر بأنها تحقق كل يوم نتيجة جديدة تدفعها لمواصلة البحث والدراسة في مجال تأثير الفنون في علاج العديد من الامراض. وتشير الى ان كثيرا من المسنين تخلصوا من بعض الآلام المزمنة بعد انخراطهم في برامج العلاج بالرسم.
المصدر: القـاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©