الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كريستوف فورنير: «اتش 1 إن 1» لا يعرف حدوداً ولا يفرق بين غني وفقير

كريستوف فورنير: «اتش 1 إن 1» لا يعرف حدوداً ولا يفرق بين غني وفقير
20 نوفمبر 2009 22:56
منذ 18 عاما افتتحت جمعية «أطباء بلا حدود» مكتبا لها في الإمارات وتحظى منها بمساندة كبيرة لدعم رسالتها وبرامجها في خدمة الإنسان. يرأس الجمعية كريستوف فورنير الذي يشير إلى الدعم المالي والمعنوي اللذين تقدمهما الهيئات المعنية في الدولة؛ للجمعية مشيدا ومثمنا دورها الفذ في تعزيز قدرتها على أداء رسالتها الإنسانية في رعاية صحة الإنسان والعناية بها في أوقات الطوارئ والأزمات التي تحدث في العالم. كون الإمارات من الدول السباقة في دعم برامج الجمعية ومساندة جهودها في خدمة الإنسان بعيدا عن لونه أو دينه أو قوميته أو عرقه. الصحة أولا أكد فورنير خلال الحوار معه على خطورة المشكلات الصحية التي يشهدها العالم حاليا، وخاصة في الدول النامية التي تنخفض فيها معدلات الرعاية الصحية بما يوسع من شرائح وأعداد المعوزين صحيا، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة الذين تتزايد أعدادهم يوميا بحثا عن الدواء والرعاية الصحية، يقول في ذلك: «تضم الجمعية حوالى 25 ألف شخص يعملون بها وينفذون رسالتها في خدمة صحة الإنسان، ومن بين هؤلاء أكثر من 1500 شخص من المتطوعين على المستوى الدولي، وتغطي أنشطة الجمعية 65 دولة في مختلف أنحاء العالم دون النظر إلى الخلافات السياسية أو الإثنية أو اتخاذ موقف إلى جانب أحد أطراف النزاعات». ويضيف فورنير «أحث المتبرعين من دول العالم ورجال الأعمال على زيادة تبرعاتهم لهذه الجمعية التي تأسست في العام 1971 كمنظمة لخدمة الإنسان طبيا، وتوفير الدعم الصحي المناسب له في أوقات الحروب، والكوارث والأزمات وغيرها من المشاكل التي تؤثر على مستقبل الإنسان في القرن الواحد والعشرين». أغنياء وفقراء حول الجدل الدائر في العالم بشأن مرض «H1N1» وخاصة فيما يتعلق بجدول التطعيم وفعاليته الصحية، يقول فورنير: «إن تصنيف منظمة الصحة العالمية لهذا المرض دخل مرحلة الوباء في يوليو الماضي، ومع دخوله هذه المرحلة تضاعفت مخاوف دول العالم الغنية والفقيرة على السواء. كما أن آليات مواجهة هذا المرض ستختلف من دولة إلى أخرى، فقد صدمنا منذ بداية الحديث عن هذا المرض، إذ تملك الدول الغنية إمكانات هائلة وموارد تمكنها من الحصول على التطعيم، في حين أن الدول الفقيرة ليس لديها تلك الموارد مما يجعل من الصعوبة ايصال اللقاحات إلى تلك الدول وهو ما يعني زيادة أعداد المرضى، وكذلك زيادة نسب الوفيات». يضيف فورنير موضحا: «إن العالم اليوم في حاجة إلى التزام سياسي شجاع من قبل الدول الغنية بضرورة مساعدة الدول الفقيرة، حيث تغيرت خريطة الأمراض، ولم تعد هناك حدود جغرافية تحول دون انتشار هذا المرض أو ذاك، ورأينا في فيروس «H1N1» أنه لا يفرق بين دولة غنية أو أخرى فقيرة، ومن هنا فإن الرسالة التي يجب أن يعيها المجتمع العالمي هي أن الجميع في قارب واحد وأن العالم الذي يبدو صغيرا سيكون معرضا لهذا المرض أو غيره من الفيروسات والأمراض التي لا تقف عند المستوى المالي للشخص المصاب». الدور النبيل حول دور «أطباء بلا حدود» في الوطن العربي، وخاصة في دارفور واليمن، والعراق، وفلسطين، يقول فورنير: «تختلف هذه المناطق في درجة الرعاية، وذلك بسبب اختلاف طبيعة الصراع بها، ففي العراق كان من الصعب طوال السنوات الماضية تقديم خدمات علاجية في الداخل، وكان الأسلوب المعتمد للجمعية هو توفير الخدمة الطبية حول العراق في مناطق كردستان وعمان، وأيضا بعد رحيل القوات البريطانية من الجنوب، تم تجهيز مستشفيات في منطقة البصرة، وسيتم خلال الفترة المقبلة تجهيز مستشفيات مشابهة في بغداد، ويتم حاليا علاج حوالي 35 حالة شهريا لمصابين عراقيين بإصابات خطيرة من تفجيرات وغيرها، هؤلاء يتلقون أيضا دعما صحيا ونفسيا خلال وجودهم في تلك المستشفيات التابعة لأطباء بلا حدود». يضيف متابعا: «في غزة يختلف الوضع كثيرا، وهناك جهود تقوم بها الجمعية خاصة في جانب الطب النفسي، حيث ترتفع أعداد المقعدين بفعل الحرب الأخيرة في غزة، وهؤلاء في حاجة كبيرة لجهود علمية وطبية لإعادة تأهيلهم، فوضع غزة السياسي يختلف عن غيره من المناطق التي تشهد صراعات «وأطباء بلا حدود» ليست منظمة سياسية، وليس لديها أجندة في هذا الصدد وبالتالي، فإن استراتيجية الجمعية الثابتة، هي العمل بحياد تام، وهذا ما يميز أطباء بلا حدود». ويتسم أداء المنظمات والجمعيات العاملة في المجالات الإنسانية بالشفافية حتى لا تتهم أي من تلك المنظمات أو الجمعيات بأنها متحالفة مع طرف دون الآخر، هذا ما يشير إليه فورنير ويضيف: «يفترض الالتزام بالشفافية، وإلا فإن مطلق جمعية ستفقد مصداقيتها كجمعية إنسانية، وتفقد أيضا قدرتها على التواصل مع المحتاجين الذين هم في أمس الحاجة لجهودها ودعمها الطبي والمعنوي». وحول تأثير الأزمة المالية العالمية على أداء «أطباء بلا حدود» أوضح فورنير: «أثرت هذه الأزمة على دول العالم وبالتالي على قدرة هذه الدول في تقديم الدعم اللازم للجمعية، وهو دعم يأتي من 4 ملايين شخص يساهمون في دعم نشاطها». ونفى فورنير أن تكون أطباء بلا حدود «منحازة» في يوم من الأيام لأي من أطراف الصراع، يقول في ذلك: «إن تهما مثل العمالة والخيانة والتجسس جاهزة لالصاقها بالعاملين في المجالات الإنسانية والتطوعية، وقد يكون بعض هذه المنظمات أو الجمعيات لها أجندات «خفية» يصعب تمييزها، وعندما يتم الحديث عنها بصوت مسموع تتصاعد أصوات أخرى تؤكد أو ترفض وجود عنصر «العمالة» لأي من هذه الجمعيات»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©