الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن وظيفة عبر الانترنت بين متحمس ومتحفظ

البحث عن وظيفة عبر الانترنت بين متحمس ومتحفظ
20 نوفمبر 2009 22:49
البحث عن وظيفة، هَمّ يشغل الكثيرين، سواء من هم في بداية حياتهم العملية بعد التخرج، أو ضحايا التقلبات المستمرة لسوق العمل، نتيجة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في أرجاء العالم. هناك سبل عديدة يسلكها الباحثون عن وظيفة، منها متابعة إعلانات الجرائد عن الوظائف الشاغرة، أو سؤال الأصدقاء والمعارف وطلب المساعدة منهم في إيجاد عمل ملائم، غير أن أحدث تلك السبل وأجداها نفعاً كما يعتقد الكثيرون، هو البحث عن وظيفة من خلال مواقع التوظيف الموجودة على الشبكة العنكبوتية. مواقع عديدة هذه الطريقة سهلة للغاية خاصة في ظل وجود العديد من المواقع التي توفر آلاف الوظائف للباحثين عنها، وفي ذات الوقت تقوم بعرض بيانات المتقدمين لشغل الوظائف، إلى أصحاب الأعمال. ليس عليك إلا أن تجلس إلى الشبكة العنكبوتية، وتحدد اسم موقع التوظيف الذي تريده، ثم تقوم بتسجيل نفسك، وبعدها تقوم بوضع سيرتك الذاتية على الموقع. يتبع ذلك بدء البحث عن الوظيفة التي تروم من خلال قائمة تضم عشرات الوظائف، والمتناسبة مع كافة المؤهلات العلمية والخبرات، وعند وقوع الاختيار على وظيفة معينة، تقوم بإرسال سيرتك الذاتية إلى ذات الشركة، وحالما تصل سيتم فرزها بشكل حيادي، وفي حال ملاءمة خبراتك ومؤهلاتك العلمية للوظيفة المطلوبة، يقوم مسؤولو الشركة المعنية بالمبادرة بالاتصال بك، عبر البريد الالكتروني، أو رقم الهاتف. مصداقية عالية يقول مهندس البرمجيات أحمد عبدالله، إنه بحكم عمله في البرمجيات والكمبيوتر، فهو على علم بالكثير من مواقع التوظيف، وكذلك مواضع الشركات التي تتيح التوظيف عبر المواقع الإلكترونية لها، وأن وظيفته الحالية في إحدى شركات المقاولات، جاءته، بناء على تقديم سيرته الذاتية عبر الانترنت، وكان ذلك منذ حوالي ثلاث سنوات. ويضيف، أن أكثر هذه المواقع تحمل مصداقية عالية لأنها لا تطلب أموالاً من الباحثين عن وظائف نظير الخدمات المقدمة. ويرى أن هذه الطريقة تحمل مميزات عديدة، منها: 1-أن الانترنت متاحة 24 ساعة في المنزل، ولا يتطلب الأمر الذهاب إلى بائعي الجرائد، وتصفحها بحثاُ عن إعلان، غالباً ما يتم نشره ليوم واحد فقط، بعكس الاعلان عبر الانترنت الذي يدوم فترات طويلة. 2-توفير الوقت والجهد في الذهاب لصندوق البريد، وإرسال السيرة الذاتية، والتي ربما تضيع أو تصل إلى الشركة المعنية، بعد الفترة المحددة للإعلان. خدمات هائلة من جانبه يردف سليمان حمد الكربي الموظف بالشرطة، أن المواقع الالكترونية للتوظيف على كثرتها، مازالت بعيدة عن اهتمام الكثيرين الذين لا يعتمدون عليها في البحث عن وظائف، وهم يفضلون الذهاب مباشرة إلى الجهات أو الشركات المعنية، لتقديم طلبات الالتحاق بالوظائف المختلفة، لاسيما أن هذه المواقع، كما يقول الكربي، قد تضع إعلانات لوظائف وهمية بغرض استقطاب وجذب أكبر عدد من مرتادي الموقع. ومع ذلك يشير الكربي، إلى أن بعض هذه المواقع تؤدي خدمات هائلة لجمهور الباحثين عن العمل، ولأصحاب الأعمال، لما توفره من قاعدة بيانات هائلة، لطرفي علاقة العمل، بما يتيح لكليهما التواصل بأيسر السبل، وتوفير الوقت والجهد والمال. ويوضح أنه على من يبحث عن عمل أن يلجأ إلى هذه الوسيلة قبل غيرها، لأنها لن تكبده شيئاً، وبعد ذلك، عليه أن يسعى ويطرق كافة السبل الأخرى، إلى أن يجد الوظيفة التي تلائمه. زميله منتصر علي، يلفت إلى أن أفضل المواقع للتوظيف عبر الانترنت هي تلك التي تنتمي إلى الشركات الكبرى، حكومية كانت أو قطاعا خاصا، لما يتوافر بها من قدر عال من المصداقية، وهو يفضلها على غيرها من المواقع التي ربما وضعت هدفها الأساسي في الربح، بغض النظر عن المصداقية في التعامل سواء مع طالبي العمل أو أصحاب الأعمال والمديرين. وعن نفسه، يفضل إعلانات الوظائف التي تنشرها الصحف، لأن من يقوم بنشرها شركات معروفة، وليس هناك مجال للتلاعب أو الكذب. إعلانات الصحف أما فهد مناحي الشمري، بالرغم من تأييده إلى فكرة البحث عن الوظائف عبر الانترنت، إلا أنه يرى أن الوسيلة الأفضل للبحث عن العمل، هي متابعة إعلانات الصحف، وكذلك التوجه إلى مقار الشركات، وتقديم أوراقه الرسمية وسيرته الذاتية، إلى الموارد البشرية في تلك الشركات، هنا وتبعا لما يعتقده، ليس هناك أي مجال لضياع تلك الأوراق، وفي ذات الوقت التيقن من أن تلك الأوراق سوف تلقى العناية من مسؤولي الشركة المعنية. إبراهيم عبدالحليم يرى أن تقديم السيرة الذاتية عبر الشبكة العنكبوتية، يعد من المنجزات المهمة لتلك الشبكة فيما يخص عالم التوظيف، لأنها توفر الوقت والجهد والمال، للباحثين عن عمل، خاصة في حال عدم معرفتهم بالعناوين المختلفة للشركات المعلنة عن وظائف. ويضيف، مع أن إعلانات الوظائف تلك قد تكون وهمية، إلا أنه لن يخسر شيئاً لو قدم سيرته الذاتية من خلالها، ويعتبرها وسيلة سهلة ضمن وسائل عدة يسلكها في سبيل البحث عن عمل. خدمات مجانية وفي النهاية التقينا أحمد الشاعر المدير بإحدى شركات الخدمات الهندسية، والذي كانت له خبرة طويلة في التعامل مع مواقع التوظيف، امتدت لأكثر من 8 سنوات. يقول الشاعر إنه بالتجربة ثبت أن هذه المواقع أكثر جدوى لطالبي العمل، وكذلك لأصحاب الأعمال والمديرين، لأنها تقلل الضغط غير العادي الذي يقع تحته قسم الموارد البشرية في إحدى الشركات حال الإعلان عن إحدى الوظائف الشاغرة، ويمكن بكل سهولة من خلال تلك المواقع اختيار المتقدمين لشغل الوظيفة، ممن تتوافر فيهم الشروط المطلوبة، ومن ثم عمل مقابلات شخصية معهم، دون عناء أو تزاحم، كما يحدث دائماً عند نشر إعلان في إحدى الصحف. في ذات السياق يشير الشاعر إلى أن أكثر الوظائف، التي يتقدم لها الأفراد عبر الإنترنت هي وظائف السكرتارية و خدمة العملاء، لأنها لا تتطلب مؤهلات متخصصة، ولذلك فهناك زخم دائم من طالبي تلك الوظائف يقومون بتسجيل وإرسال طلباتهم من خلال مواقع التوظيف، يليهم في ذلك العاملون في مجال الكمبيوتر وتقنياته، لأنهم الأكثر قرباً لعالم الإنترنت، وبعد ذلك يتساوى أصحاب المهن الأخرى تقريباً في استخدام تلك المواقع للبحث عن فرص عمل، وذلك مع استبعاد الأعمال اليدوية والحرفية. ويضيف، الشاعر أن هذه المواقع تتمتع بقدر عال من المصداقية، لاسيما أنها تقدم خدماتها مجاناً لطلبي الوظائف، ولا تطلب مقابل سوى من أصحاب الأعمال فقط. ويلفت أيضاً إلى أن الشركات التي تلجأ لطلب موظفين عبر الانترنت، ليس بالضرورة أن تكون شركات كبرى، فهناك شركات صغرى تلجأ لأحد هذه المواقع للبحث عن موظف واحد فقط ويشدد الشاعر على أن مستقبل مواقع التوظيف سيكون أفضل بكثير من الوقت الراهن، وأنها سوف تسحب البساط تدريجياً من غيرها من وسائل التوظيف، سواء عن طريق إعلانات الجرائد، أو مكاتب التوظيف المعروفة بشكلها الحالي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©