خديجة الكثيري (أبوظبي)
أكدت لولوة الحميدي مديرة إدارة مركز الصناعات التراثية والحرفية بالاتحاد النسائي العام أن المركز يحتضن 63 سيدة، تجاوز عطاء بعضهن 30 سنة في المعرض الدائم التابع للمركز، ولا زلن يعملن في صناعة المشغولات التراثية الحرفية النادرة، وتعليم وتدريب المستجدات في العمل، والراغبات في تعلم هذه الحرف اليدوية، التي تشكل المظهر التراثي الأصيل لعادات وتقاليد الإمارات.
وقالت إن مركز الصناعات التراثية، أول مركز يهتم بالتراث والحرف اليدوية، حيث افتتح عام 1978 بمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ويعمل المركز على تجسيد الماضي والتأكيد على أصالته وترسيخ الهوية الوطنية لدى أبناء وبنات الوطن.
مكتسبات
وأوضحت أن المركز يهدف إلى إحياء التراث والمحافظة على مكتسباته من الاندثار، وإنشاء قاعدة ثقافية لدى المجتمع وتعريف الأجيال الناشئة بالإرث الحضاري للدولة وتراث أجدادهم الأصيل، والاستفادة من مهارة ذوات الخبرة في مجال المشغولات التراثية.
وأشارت إلى ضرورة الاهتمام بالأعمال اليدوية، كونها من نوادر الحرف، التي قد تندثر مع التقدم العصري، بالإضافة إلى عدم إقبال الشباب والشابات على تعلمها، مما يفقدنا وجودها في المستقبل.
ودعت إلى ضرورة التفكير المشترك مع الجهات المعنية بالمحافظة على التراث إلى إيجاد ما يساعد على حماية وجود هذه الحرف اليدوية التي تتميز بها دولة الإمارات، وضرورة ترغيب العناصر الشابة في العمل الحرفي التراثي، حيث بإمكانهم إضافة اللمسات العصرية الحديثة لهذه الحرف.
وتؤكد لولوة الحميدي أهمية تأصيل فكرة الهوية الوطنية من خلال المحافظة على الحرف والمشغولات اليدوية التي تؤكد أصالة الماضي وتعكس صورته أمام أجيالنا، فيكون الاهتمام بتبني العاملين في هذه الحرف، وتدريب أجيال جديدة، وإعطائهم بدلات جاذبة للعمل، وتوفير بيئات للإنتاج ومن ثم التسويق المحلي والعالمي.
المعرض الدائم
وقالت إن مركز الصناعات يضم عدد 10 مشاغل متخصصة في الصناعات التقليدية والحرف اليدوية التي امتهنتها المرأة في الإمارات قديماً، كما يضم المركز معرضاً دائماً أنشئ عام 1980، موضحة أن مقتنيات المعرض تتنوع لتشمل الحرف اليدوية والمشغولات التراثية مثل التلي، والخوص والسدو، والخياطة والتطريز، وغير ذلك من حرف تقدمها مبدعات المركز.
زيارات تعريفية
وأكدت لولوة الحميدي أن المعرض الدائم يستقطب مجموعة كبيرة من الزوار والوفود السياحية وطلبة المدارس والجامعات، فضلاً عن الزيارات الرسمية، حيث يتم من خلاله التعرف على تراث الإمارات عبر ما يحتويه ويضمه المركز من تصوير دقيق لتفاصيل الحياة التراثية القديمة في الإمارات، وإرث قوي للحرف والمشغولات اليدوية التي تمثل هوية وأصالة الدولة في المحافظة على تراثها، كما تشارك حاميات التراث من مركز الصناعات في العديد من المعارض التراثية داخل وخارج الدولة، لإبراز التراث الإماراتي والتعريف به في كل مكان.
وأكدت الحميدي أن منتجات الحرفية اليدوية والمشغولات الإماراتية، دائما ما تلفت انتباه الزوار، خاصة من الأجانب وبعض العرب السائحين من الذين تختلف بعض عاداتهم عن عاداتنا، فنراهم يحبون رؤية المشغولات الإماراتية والتعرف على صناعتها بشكل حي، والإعجاب بكيفية المحافظة عليها والاهتمام بها، فضلاً عن رغبتهم باقتناء بعض هذه الحرف للذكرى، وهناك من يستخدمها ويجدها غاية في الجمال والإبداع.
عدد اليوم
