العبار : 5% النمو المتوقع لاقتصاد دبي خلال 2009

يسير اقتصاد دبي نحو تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام الحالي بنسبة 5%رغم الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلال قاتمة على جميع القطاعات واقتصادات العالم،وفقا لرئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية والرئيس المشارك لقمة مجالس الأجندة العالمية محمد العبار. وأكد العبار أمس في كلمته أمام قمة الأجندة العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي التي تستضيفها دبي للعام الثاني على التوالي أن تحقيق هذه النسبة “يعتبر جيداً إلى حد بعيد ويخالف التوقعات”. وأضاف “هذا الأمر يؤكد إن دبي تحقق أداء اقتصادياً جيداً،وإن كان لا يقاس بالأداء القوي في الأعوام السابقة التي وصل فيها متوسط معدل النمو إلى 14%”. وأرجع العبار هذه التوقعات إلى مواصلة الإمارة جذب العديد من المقيمين خلال الأشهر الـ12 الماضية، إذ جاء أكثر من 400 إلف شخص جديد للإقامة في دبي. كما نجحت مؤسسات دبي في سداد جميع الالتزامات المالية المستحقة عليها خلال الأشهر الماضية دونما تأخير، وهو ما يؤكد مصداقية الحكومة، بحسب العبار الذي قال إن “الفترة الماضية كان صعبة إلا أننا واثقون من استدامة النمو”. وانطلقت أعمال قمة الأجندة العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دبي بالتعاون مع حكومة دبي، أمس، بمشاركة ما يزيد على 700 من أبرز المفكرين وأكثرهم تأثيراً في العالم من الوسط الأكاديمي وقطاع الأعمال والقطاع الحكومي والمجتمع المدني، لبحث ومناقشة بعض أهم القضايا الملحة على جدول الأعمال العالمي، إضافة إلى المساهمة في رسم ملامح عالم ما بعد الأزمة المالية العالمية. تطورات الدمج وفيما يتعلق بآخر تطورات عملية الدمج بين شركة إعمار العقارية والشركات العقارية الثلاث التابعة لمجموعة دبي القابضة وهي دبي للعقارات وسما دبي وتطوير، قال العبار إن عملية اندماج ضخمة بهذا الحجم قد تستغرق عدة أسابيع لإنجازها بشكل يحقق مصلحة الجميع. ولفت العبار إلى أن القطاع العقاري في دبي بدأ يستعيد عافيته وأن مؤشرات تحسن في أداء السوق بدأت تظهر، خاصة وأن الأسعار الحالية باتت صحية بما يسهم في تحسين تنافسية دبي. وأشار إلى إن التقارير التي أظهرت انخفاضاً في الأسعار بنسبة تصل إلى 48% حالياً، أشارت هي ذاتها أن الأسعار ارتفعت 50% العام الماضي، وهو ما يعكس بوضوح أن الارتفاع ما يزال مسيطراً، وأن الأسعار ما تزال مجزية وتحقق عوائد جيدة للمستثمرين. وتطرق العبار للحديث عن برج دبي وخطط افتتاحه، حيث أشار إلى أن مشروع بحجم منطقة برج دبي لا تنحصر فوائده على العائد المادي، بل تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو قيمة ما يضيفه هذا المشروع إلى اقتصاد دبي بشكل عام. تعافي الاقتصاد إلى ذلك، أشار هاورد ديفيز مدير مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية إلى وجود مؤشرات واضحة على تعافي الاقتصاد العالمي في أنحاء متفرقة من مناطق العالم رغم اختلاف حجم وسرعة التعافي الذي يتباين من دولة إلى أخرى. واضح أن التعافي في منطقة الخليج وخاصة في أبوظبي ودبي بدا ملحوظاً مع عودة ارتفاع أسعار النفط، وكذلك نجاح الإجراءات التحفيزية التي تم اتخاذها للحفاظ على نمو صحي. وأوضح انه بعد انقضاء عام من الأزمة فإنه يمكن القول إن “الإجراءات والمحفزات التي وضعتها الحكومات بدأت تبني جزءاً من الثقة في الأسواق لتعود نحو التعافي في المستقبل البعيد إلا انه قد لا يخلو من المخاطر على المدى القصير”. واكد ديفيز أنه رغم تزايد فرص التعافي إلا أنه لايزال هناك ثمة تحديات يجب العمل على احتوائها أبرزها استحداث آليات للمحافظة على استدامة التدفقات المالية والاستثمارية وكذلك تعزيز معدلات التبادلات التجارية والى جانب إيجاد حلول لمشاكل أسعار الصرف. من جهتها، طالبت شاران بورو رئيسة الاتحاد الدولي لنقابات العمال بضرورة قيام حكومات العالم بتكثيف جهودها لمحاربة الفقر المتزايد في أنحاء متفرقة من العام لاسيما أن عدد الذين يعيشون على اقل من دولارين قد ارتفع بأكثر من 200 مليون شخص بسبب الأزمة المالية. ودعت إلى أهمية تعزيز الحماية الاجتماعية ووضع حدود دنيا للأجور وزيادة الدخل، إضافة إلى تكثيف الاستثمارات في البنية التحتية لخلق طلب محلي في الاقتصادات المتضررة بالأزمة. بدورها، أكدت لورا تشا نائب رئيس مؤسسة هونج كونج وشنجهاي المصرفية أن التعافي السريع والقوي للبلدان الأسيوية من الأزمة المالية العالمية يعد بمثابة التأكيد على قوة اقتصادات هذه المنطقة وخاصة الاقتصاد الصيني الذي نجح في تحقيق معدل نمو يزيد على 8% رغم الأزمة. وأشارت إلى أن برامج التحفيز الضخمة التي قامت بها بلدان آسيا نجحت في تحريك الأمور واستئناف نشاط التصدير الذي تعتمد عليه الصين.