الرياض (وكالات)
الحزم والرؤية.. كلمتان تختصران استراتيجية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي الجديد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في تعزيز مسيرة الإصلاح داخلياً، وقيادة سياسة خارجية صارمة للتصدي للإرهاب ونفوذ إيران.
يمثل الأمير محمد بن سلمان (32 عاماً) المولود في الرياض في 31 أغسطس عام 1985، وهو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جيل الشباب الطموح. واستطاع منذ تعيينه ولياً لولي العهد وزيراً للدفاع في أبريل 2015 أن يحقق الكثير، إذ تحمل مسؤولية قيادة حملة عاصفة الحزم للدفاع عن الشرعية في اليمن، إضافة إلى قيادته للتحالف الإسلامي لخلق قوة تردع أي عدوان. كما أنه صاحب رؤية 2030، وهي خطة التنويع الاقتصادية الإصلاحية التي تهدف إلى تغييرات اجتماعية واقتصادية، تحضيراً للمملكة لمرحلة ما بعد النفط.
والأمير الشاب أب لولدين وابنتين. حاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود ونال الترتيب الثاني في دفعته. ويعمل وفق مجلة «بلومبيرج بيزنيس ويك» نحو 16 ساعة يوميا. بدأ العمل مستشارا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في 2007، ثم مستشاراً خاصاً لأمير الرياض عام 2009. كما تم تعيينه أميناً عاماً لمركز الرياض للتنافسية ومستشاراً خاصاً لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز. وعمل عضواً في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
ومع بداية 2013، تم تعيينه مستشاراً خاصاً ومشرفاً على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وذلك بعد تولي والده الملك سلمان ولاية العهد. وفي مارس 2013 صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً له بمرتبة وزير. وفي يوليو 2013 تم تعيينه مشرفاً عاماً على مكتب وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالإضافة لعمله. وصدر أمر ملكي في أبريل 2014 بتعيينه وزيرا للدولة عضوا بمجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله. وحينما تولى الملك سلمان الحكم مطلع 2015 صدر أمر ملكي بتوليه وزير الدفاع، ثم صدر أمر آخر بتعيينه رئيسا للديوان الملكي ومستشارا خاصا للملك سلمان. كما صدر أمر بترؤسه المجلس الاقتصادي والتنمية الذي يضم مجموعة من الوزراء يلتقون أسبوعيا للإشراف على جميع أوجه السياسات التي تمس الاقتصاد أو القضايا الاجتماعية مثل التعليم والصحة والإسكان.
قام الأمير محمد بن سلمان بجولات مكوكية كبيرة على مستوى العالم متنقلا ما بين الصين واليابان وروسيا وأميركا ودول متعددة للبحث عن تحالفات وحلول سياسية لكثير من قضايا المنطقة. وعمل على إصلاحات داخلية عبر برنامج الرؤية 2030، حيث أطلق برنامجا شاملا شاركت فيه جميع وزارات الدولة للعمل على إيجاد حلول اقتصادية وعدم الاعتماد على النفط كمورد اقتصادي. وعبر عن طموحاته في تعزيز الصناعات العسكرية، وقال: إن شركة الصناعات الجديدة ستصبح قادرة على توطين نسبة 50 بالمئة من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري للمملكة بحلول 2030.
التقى محمد بن سلمان، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن في مارس الماضي، وأثمرت زيارته عن قيام ترامب بزيارة الرياض في مايو الماضي، في أول زيارة لرئيس أميركي إلى دولة إسلامية. وقال محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» في أبريل الماضي «إن ترامب سيعيد أميركا إلى مسارها الصحيح».
وأكد محمد بن سلمان أن السعودية لن تلدغ من إيران مجدداً. مشدداً على أنه لا توجد نقاط التقاء بين الرياض وطهران للحوار والتفاهم. إذ قال إن إيران تنتظر «المهدي» وتريد تحضير بيئة خصبة له وتريد السيطرة على العالم الإسلامي، وإن طهران حرمت شعب الدولة لأكثر من 30 عاماً من التنمية لتحقيق ذلك الهدف. وأضاف أن السعودية تمثل الخط الأمامي لمواجهة التحديات التي تشكلها تصرفات النظام الإيراني المربكة للعالم والداعمة للمنظمات الإرهابية.
وشدد على أن السعودية هي الخط الأمامي لمجابهة تحديات الإرهاب، وقال «إن أي منظمة إرهابية في العالم هدفها في التجنيد والترويج للتطرف، السعودية، وإذا تمكنوا من المملكة فسيتمكنون من العالم الإسلامي كله، ولذلك نحن الهدف الأول، ولذلك نحن أكثر من نعاني، ولذلك نحتاج العمل مع حلفائنا وأهمهم الولايات المتحدة قائدة العالم». وقال: «يمكن هزم التنظيمات بالنظر إلى وجود دول قوية في المنطقة مثل مصر والأردن وتركيا والمملكة».
بذل محمد بن سلمان جهودا كبيرة في العمل الخيري، فأسس جمعية مسك الخيرية التي يرأس أيضا مجلس إدارتها، منذ عام 2011، وتعنى الجمعية بثلاثة مجالات هي التعليم والثقافة والإعلام، وتكرس جهودها لتنمية مهارات القيادة لدى الشباب. يستلهم كتابات رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرتشل، والجنرال العسكري والفيلسوف الصيني «سون دسو» في كتابه «فن الحرب».
عدد اليوم
