الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطب اللهجة العامية

9 سبتمبر 2008 00:01
ما دعاني للكتابة هو كثرة تذمر الكثيرين واستيائهم من ضعف اللغة العربية (اللغة الأم) وتدني مستوى تأثيرها على العالم، وكذا الأخطاء النحوية التي غالباً ما نقع فيها عند كتابة أي موضوع أو مقال، فالبعض يلوم التعليم، والآخر يلوم الدول المستعمرة التي حاولت طمس قواعد اللغة العربية وإحلال اللهجة العامية بمصطلحات غربية بدلاً عنها· ولكن لو نظرنا بعمق قليلاً لوجدنا أننا المسؤولون عن هذا التدهور والتدني في مستوى اللغة العربية، حيث إننا سمحنا للهجة العامية أن تسيطر على كتاباتنا ومحور حديثنا ونقاشاتنا في الأماكن العامة وحتى على المستوى الإعلامي المرئي والمسموع· بل البعض منّا سمح باجتياح مصطلحات غريبة لا تمت للغة العربية الفصحى بأي صلة، ففي بعض الدول العربية نجد ''شعبنة'' الكلمات وتحريفها بأحرف عربية بمعاني مستوردة، فأصحبت متداولة، بل أكثر شعبية من اللهجة نفسها·· صحيح أن اللهجة العامية هي الدارجة في حياتنا اليومية وتختلف باختلاف المناطق ومدى تأثرها المباشر وغير المباشر بالحضارات الغربية المستعمرة، إلا أن هذا لا يعني أن يصل بنا التمادي إلى طمس اللغة العربية تماماً ووضع المصطلحات الغربية فيها· لقد وقعنا رغماً عنا في مطب اللهجة العامية، لأننا لم نمارس ما تعلمناه من قواعد اللغة على أرض الواقع، فالدارسون لقواعد اللغة العربية الفصحى هم من سيعانون في غالب الأمر، لأنهم سيجدون صعوبة في ممارسة ما درسوه من قواعد نحوية وتطبيقها على أرض الواقع، وإلا جعلت منهم أضحوكة أمام الآخرين، بل إن البعض يتحدث بالفصحى لمجرد التندر وتذكر الجاهلية العرب! فكيف ستقوم لغتنا العربية وتزدهر ويكون لها تأثير على العالم مثل ما كانت عليه في السابق ما لم تجد ناطقين وكاتبين جيدين لها؟ لننظر من الزاوية ذاتها بنظرة إيجابية إلى تلك الدول الغربية المتمسكة بلغتها، ففي فرنسا على سبيل المثال لا يجيدون إلا اللغة الرسمية لديهم (اللغة الفرنسية) فلو تحدثت في بلدهم بغير لغتهم ستجد الاستياء واضحاً على وجوههم ويجبرونك على التكلم بلغتهم شئت أم أبيت· وكذلك الدول التي تتحدث باللغة الإنجليزية، وإن اختلفت اللهجات وتغيرت بعض الحروف من اللغة الرسمية إلا أن أساسيات القواعد لم تختلف كثيراً· أدعو إلى تجديد ما تعلمناه من قواعد للغتنا الأم من خلال كتاباتنا وممارساتنا اليومية في أبسط الكلمات حتى نجيد لغة القرآن الكريم، قبل تعلم أي قواعد للغة أخرى· أمنية بن شهاب- أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©