الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات من التراث

حكايات من التراث
8 سبتمبر 2008 23:34
ذكر جماعة من أهل المعرفة بأيام الناس وأخبار من سلف أن السبب في كتابة قريش واستفتاحها في أوائل كتبها: ''باسمك اللهم'' هو أن أمية بن أبي الصلت الثقفي خرج إلى الشام في نفر من ثقيف وقريش في عير لهم، فلما قفلوا راجعين نزلوا مكاناً، واجتمعوا لعشائهم، إذ أقبلت حية صغيرة حتى دنت منهم، فحصبها بعضهم بشيء في وجهها، فرجعت، فشدوا سفرتهم ثم قاموا وارتحلوا من مكانهم· فأشرفت عليهم عجوز من كثيب رمل متوكئة على عصاها فقالت: ما منعكم أن تطعموا رحيمة، الجارية اليتيمة، التي جاءتكم عشية؟ قالوا: ومن أنت؟ قالت: أنا أم العوام، أويمت منذ أعوام· أما ورب العباد، لتفترقن في البلاد· ثم ضربت بعصاها الأرض فأثارت بها الرمل· وقالت: أطيلي إيابهم، وأنفري ركابهم· فوثبت الإبل، فكأن على ذروة كل بعير شيطاناً، حتى افترقت في البوادي· قال: فجمعناها في آخر النهار إلى غد، ولم نكد· فلما أنخناها لنرحلها طلعت علينا العجوز فعادت بالعصا كفعلها أولاً، وعادت إلى مقالتها الأولى: ما منعكم أن تطعموا رحيمة، الجارية اليتيمة· أطيلي إيابهم، وأنفري ركابهم· فخرجت الإبل ما تملك منها شيئاً، فجمعناها من آخر النهار إلى غد، ولم نكد فلما أنخناها لنرحلها طلعت علينا العجوز· ففعلت مثل فعلتها الأولى والثانية، فتفرقت الإبل وأمسينا في ليلة مقمرة، وقد يئسنا من ظهورنا· فقلنا لأمية بن أبي الصلت: أين ما كنت تخبرنا به عن نفسك؟ فتوجه إلى الكثيب الذي كانت تأتي العجوز منه؛ حتى هبط من ناحية أخرى، ثم صعد كثيباً آخر حتى هبط منه، ثم وجد بيتاً فيه قناديل، وإذا رجل جالس أبيض الرأس واللحية· قال أمية: فلما وصلت إليه رفع رأسه إليّ وقال: إنك لمتبوع· قلت: أجل قال: فمن أين يأتيك صاحبك؟ قلت: من أذني اليسرى· قال: فبأي الثياب يأمرك؟ قلت: بالسواد· قال: هذا خطب الجن· كدت ولم تفعل، ولكن صاحب هذا الأمر يكلمه في أذنه اليمنى، وأحب الثياب إليه البياض، فما جاء بك؟ وما حاجتك؟ فحدثته حديث العجوز· قال: صدقت وليست بصادقة· هي امرأة يهودية هلك زوجها منذ أعوام، وإنها لا تزال تضع بكم هذا حتى تهلككم إن استطاعت· قال أمية: فما الحيلة؟ قال: اجمعوا ظهوركم، فإذا جاءتكم وفعلت ما كانت تفعل فقولوا لها: ''سبعا من فوق وسبعا من أسفل، باسمك اللهم'' فإنها لا تضركم· فرجع أمية إلى أصحابه فأخبرهم بما قيل له· فجاءتهم وفعلت كما كانت تفعل، فقالوا لها: سبعا من فوق وسبعا من أسفل باسمك اللهم· فلم تضرهم· فلما رأت الإبل لم تتحرك، قالت: قد عرفت صاحبكم؛ فلما أدركنا الصبح، نظرنا إلى أمية قد برص في رقبته وصدره· قال المسعودي: وكان أمية أول من كتب ''باسمك اللهم''، إلى أن رفع الله عز وجل بالإسلام، ذلك وكتب: ''بسم الله الرحمن الرحيم''· السجايا كذبت عاد هودا - عليه السلام - فتوالت عليهم ثلاث سنوات، لم يروا فيها مطراً، فبعثوا من قومهم وفداً الى مكة، ليستسقوا لهم، ورأسوا عليهم قبْلَ بن عُتيق ولقيتم بن هزال، ولقمان بن عاد، وكان أهل مكة إذ ذاك العماليق، وكان يسدهم بمكة معاوية بن بكر· فلما قدموا نزلوا عليه، لأنهم كانوا أخوالهم وأصهاره، فأقاموا عنده شهراً، وكان يكرمهم، والجرادتان تُغنيانهم، فنسوا قومهم، فقال معاوية: هلك أخوالي، ولو قلت لهؤلاء شيئاً ظنوا بي بخلاً، فقال شعراً، وألقاه الى الجرادتين، فأنشدتاه، وهو: ألا يا قيل ويحك قم فهيم لعل الله يبعثها غماما! فيسقى أرض عاد، إن عاداً قد أمسوا لا يبينون الكلاما من العطش الشديد فليس نرجو به الشيخ الكبير ولا الغلاما وقد كانت نساؤهم بخير فقد أمست نساؤهم أيامى وإن الوحش يأتيهم جهاراً ولا يخشى لعادي سهاما وأنتم ههنا فيما اشتهيتهم نهاركم وليلكم التماما فقُبح وفدكم من وفد قوم ولا لقوا التحية والسلاما فلما غنتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض: يا قوم، إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم! فقاموا ليدعوا، وتخلف لقمان، وكانوا إذا دعوا جاءهم نداء من السماء: أن سلوا ما شئتم، فتعطون ما سألتم! فدعوا ربهم، واستسقوا لقومهم، فأنشأ الله ثلاث سحابات: بيضاء وحمراء وسوداء، ثم نادى مناد من السماء: يا قيل، اختر لقومك ولنفسك واحدة من هذه السحائب! فقال: أما البيضاء فجفل، وأما الحمراء فعارض، وأما السوداء فهطل، وهي أكثر ماء، فاختارها! فنادى منادٍ: قد اخترت لقومك رمادا رِمدداً، لا تذر من عاد أحداً، ولا والدا ولا ولدا! وسير الله السحابة التي اختارها الى عاد ونُودي لقمان سَل، فسأل عمر ثلاثة أنسر، فأعطى ذلك! وكان يأخذ فرخ النسر من وكره، فلا يزال عنده حتى يموت! وكان آخرها لُبد، وهو الذي يقول فيه النابغة: أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لُبد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©