مبارك يبحث تداعيات مباراة الجزائر ومصر

كلف الرئيس المصري حسني مبارك وزير خارجيته أحمد أبوالغيط باستدعاء السفير الجزائري بالقاهرة وإبلاغه مطالبة مصر للجزائر بأن تتحمل مسؤولياتها في حماية المصريين الموجودين على أراضيها ومختلف المنشآت والمصالح المصرية بالجزائر، وجاء التكليف خلال الاجتماع الموسع الذي عقده مبارك أمس مع مساعديه لبحث تداعيات الأحداث المؤسفة التي أعقبت مباراة مصر والجزائر بالسودان مساء أمس الأول. واستدعت الخارجية المصرية أمس للمرة الثانية سفير الجزائر بالقاهرة عبدالقادر الحجار وأبلغته استياء مصر البالغ من الاعتداءات التي تعرض لها المصريون الذين توجهوا إلى الخرطوم لتشجيع المنتخب المصري على أيدي المشجعين الجزائريين الذين نقلوا إلى السودان على نفقة الجزائر، ووضح مع الأسف عدوانية تصرفاتهم. وقال المتحدث باسم الخارجية السفير حسام زكي إنه تم الإعراب للسفير الجزائري عن غضب مصر واستهجانها إزاء استمرار شكاوى واستصراخات أعداد كبيرة من المصريين المقيمين في الجزائر إزاء ما يتعرضون له من ترويع واعتداء، بالإضافة إلى ما تعرضت له المصالح والممتلكات المصرية الرسمية والخاصة من اعتداءات وتحطيم وسرقة قبل مباراة أمس الأول. وأضاف أن وزارة الخارجية اعتبرت المذكرة الرسمية التي قدمتها سفارة الجزائر عقب المباراة الأولى بالقاهرة وتستفسر فيها عن عدد وفيات الجزائريين عقب المباراة، وهي تعلم تماماً أنه لم تكن هناك وفيات من الأساس، غير مبررة وتسعى إلى إبقاء الفتنة مشتعلة وليس إطفاءها على النحو الذي كان يؤمل فيه. وحملت الخارجية المصرية ما وصفته "الإعلام المأجور" مسؤولية الأحداث المؤسفة التي أعقبت المباراة بالسودان وإخراج الرياضة في العالم العربي عن الروح الرياضية إلى روح النرجسية داعية الحكماء في مصر والجزائر لتضميد الجراح التي ألمت بمشاعر شعبين وتشخيص "داء العداء" لمصر في الجزائر ووضع وصفة لعلاجه واستئصال جذوره في فكر ووجدان الشعبين. ونبهت الخارجية -في بيان أصدرته امس- إلى أن الفائز في المباراة هو من واصل هجومه على المهزوم بالألفاظ النابية، فأضاف إلى مرارة الهزيمة ذكريات أليمة قد لا يجدي فيها دواء إلا الزمن الذي ينبغي أن يضاف إلى فعله وأثره ومفعوله قدرات خاصة "للحكماء"، وإصرار أكيد على "ميثاق رياضي عربي" يضع الأمور في نصابها، إدراكاً ووعياً بقيمة الرياضة في تهذيب المشاعر. على صعيد متصل قالت مصادر مصرية مطلعة إن مصر قررت أمس استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور عقب ما وصفته بـ”الأحداث المؤسفة التي وقعت من مشجعي الجزائر عقب مباراة المنتخبين في السودان”. ومن ناحية أخرى استدعت السلطات السودانية أمس السفير المصري للتعبير عن غضبها على نشر وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة حول الاشتباكات التي حصلت بعد المباراة الفاصلة وأوضحت السلطات السودانية في بيان "قامت وزارة الخارجية باستدعاء السفير المصري لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد المباراة". وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد "بدل أن يتم التأكيد على كل ما قام به السودان في هذه المباراة من استقبال وإيواء نحو 25 ألف شخص وضمان الأمن، نشرت وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة". وأكد السفير المصري في الخرطوم عفيفي عبدالوهاب أنه تباحث أمس مع مسؤولين كبار في الدبلوماسية السودانية بخصوص الأحداث التي أعقبت المواجهة بين المنتخبين الجزائري والمصري.