انخفاض الأسعار يشعل حمى شراء الذهب في الهند

ارتفع الطلب على الذهب في الهند بعد أن عاد زبائن التجزئة في أكبر دولة مستوردة للمعدن النفيس إلى الأسواق إثر أول انخفاض طيلة 20 عاماً في أسعار السبائك الذهبية· وساعد حلول موسم الأعياد والاحتفالات في الهند- حيث يعتاد المواطنون وبشكل تقليدي على شراء المعدن النفيس- كثيراً في ارتفاع الطلب بحدة بعد بداية متعثرة في هذا العام· بينما أشار المتعاملون الى بروز اتجاهات مماثلة في تركيا وأبوظبي مدفوعة بانخفاض الأسعار· وهذه الطفرة الأخيرة بعد انخفاض الطلب العالمي على مبيعات التجزئة بمعدل بلغ 18 في المئة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2008 قد ساعد على استقرار أسعار الذهب في مستوى بحوالي 800 دولار للأونصة برغم قوة قيمة الدولار والتي ظلت وبشكل تقليدي تنال من أسعار المعادن الثمينة· والى ذلك فقد ذكر المتعاملون أن واردات السبائك الذهبية الى أبوظـــبي- التي تعتـــبر أهـــم مركز للذهب في منطقة الشرق الأوســط- قد شـــهدت طفرة بمعدل 300 في المئة في اغسطس مقارنة بنفس الشهر في العام الماضي· أما تركيا فقد شهدت أعلى واردات لها على الاطلاق في شهر واحد هو الشهر الماضي في ذات الوقت الذي اتسمت فيه الأسابيع الخمسة الماضية بأكبر طلب على الذهب من الهند طيلة فترة العشرين عاماً الماضية· ويقول اشوك ميناوالا رئيس مجلس إدارة اتحاد التجارة الهندي لجميع المجوهرات والأحجار الثمينة، الهيئة التجارية في مومباي: إن الدولة شهدت زيادة هائلة في استهلاك الذهب مؤخراً· واستطرد قائلاً: ''عادة ما تبدأ فترة شراء الذهب في اغسطس وسبتمبر استعداداً لأعياد ديفالي في اكتوبر، إلا أن ما حدث حتى الآن يعتبر أمراً غير مسبوق بكل المقاييس''· أما مجموعة ''يو بي اس'' المصدر الأكبر للذهب الى الهند فقد أشارت من جانبها الى أنها قد شهدت زيادة هائلة في المبيعات· وذكر جون ريدي استراتيجي المعادن في مؤسسة ''يو بي اس'' إن اقتراب الطلب على المجوهرات من مستوى الصفر في الهند في الفترة ما بين اغسطس 2007 وحتى يوليو من هذا العام ترك السوق المحلية خالية تقريباً من المخزون: ''الى أن جاءت الطفرة في الطلب في الأسابيع الخمسة الماضية''· ونتيجة لذلك فقد ارتفعت الأسعار في الهند بمقدار 5 دولارات عن الاسعار في اسواق لندن، وهو الأمر الذي دعا كيبور شاه العضو في مجلس الذهب العالمي في نيودلهي لأن يقول: ''لقد شهدت الهند مؤخراً ندرة حادة في الذهب وبشكل أدى الى ارتفاع الأسعار''· وعادة ما ينصب جل اهتمام سوق الذهب على الطلب الهندي وبصورة أصبحت معها مشتروات أو مبيعات ربات المنازل في مومباي للذهب تشير الى الذروة أو القاع في سوق الذهب العالمية· وفي اوائل هذا العام فإن بيع المواطنين الهنود لمجوهراتهم القديمة في شكل ''سكراب'' اعتبر من قبل المحللين كمؤشر على الذروة في السوق· وسرعان ما بلغت الأسعار أعلى مستوى قياسي لها بمقدار 1080 دولاراً مقابل الأونصة في مارس قبل أن تشهد الانخفاض بمعدل يزيد على 20 في المئة الى مستوى يقل عن 773,9 دولار للأونصة في الشهر الماضي· أما فريدريك لاسيرر كبير محللي السلع في مصرف سوسيتيه جنرال في باريس فقد ذكر من جانبه أن باعة المجوهرات مازالوا يعتبرون سعر 800 دولار للأونصة أرضية مستقرة نسبياً للأسعار، ولكنه حذر في الوقت ذاته من أن قوة الدولار مازالت يمكن أن تدلي بتأثيرات أكبر من حمى الشراء الهندية· عن ''فاينانشيال تايمز''