الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصحف الصغيرة .. هل تستطيع إعداد قصص كبيرة تفوز بجائزة بوليتزر؟

الصحف الصغيرة .. هل تستطيع إعداد قصص كبيرة تفوز بجائزة بوليتزر؟
19 يناير 2017 02:32
أبوظبي (الاتحاد) في كل عام، يتلقى «نايجل جاكيس» اتصالات هاتفية من طلاب الجامعة الذين يريدون التحدث إليه عن جائزة «بوليتزر» من أجل مشاريعهم. لقد مر أكثر من عشر سنوات منذ أن فاز بجائزة «بوليتزر» عن تحقيقاته الصحفية، بيد أنه يحب أن يستمر الناس في إبداء اهتمامهم. لذلك، عندما اتصلت «كيلسي اندرسون» من جامعة ميسوري، تقاسم «جاكيس» معها قصة حصوله على الجائزة، كما يفعل دائما. بيد أن أندرسون ذهبت لأبعد من ذلك، حسبما جاء في تقرير لموقع «بوينتر». وتجاذب الاثنان الحديث لأكثر من ساعة ونصف، حيث طرحت اندرسون أسئلة مفصلة وصعبة. وكانت دقيقة ومثابرة في مراجعة الحقائق. ونشرت إعلانا على الإنترنت. وكتبت أسئلة وأجوبة. وأمضت الوقت في أمر غالبا لا يهتم به الكثير من الطلاب - تأثير عمل جاكيس على المجتمع. ويعد عمل اندرسون جزءا من مشروع أكبر أطلقه يوم الثلاثاء صف من طلاب الصحافة في ميسوري. ويقوم هذا المشروع باستقصاء لـ 17 جائزة بوليتزر فازت بها صحف قامت بتوزيع مئة ألف نسخة أو أقل خلال الـ25 سنة الماضية. وأمضى الطلاب فصلا دراسيا كاملا في الإعداد لهذا المشروع، وأدهشهم بعض ما وجدوه، وبما في ذلك: - أن الثورة الرقمية لم تغير كثيرا الصحافة الجيدة بحق. - أن الفائزين بجائزة بوليتزر هم أناس عاديون. - يمكنك إنجاز أعمال كبيرة في أماكن صغيرة. الصحافة الرقمية لم تغير كل شيء تعلم «جاكي بانازنيسكي»، أستاذة واحدى الفائزين بجائزة بوليتزر وزميلة محررة في معهد بوينتر، أن طلابها يدخلون مرحلة مختلفة من الصحافة، وتريدهم أن يروا الاحتمالات والتحديات التي أمامهم. لذلك، في بداية الدرس، قامت بتقسيم طلابها الـ11 إلى مجموعتين وقدمت لهم ثلاث أفكار للمشروع: إعداد التقارير الصحفية عن القصص المحجوبة، الصحافة والسياسة الرئاسية، ومع مرور مئة عام على جائزة بوليتزر، ما الذي من الممكن أن يتعلمه الصحفيون من الفائزين السابقين. واختار الطلاب موضوع بوليتزر، وقرروا البقاء في العصر الرقمي، لذا فقد عادوا إلى الوراء حتى عام 1991. وقام الطلاب بالبحث في أعمال صالات التحرير الأصغر، مع حصر الفائزين من الصحف التي لم يكن يزيد توزيعها عن مئة ألف في وقت الفوز. وقالت «آن ماري هانكينز»، طالبة وقائدة المشروع، إنهم بدؤوا بإعداد جدول بيانات وتتبعوا كل فائز في كل عام لمعرفة مصادره. وشارك الجميع في إجراء مقابلات مع الفائزين، وكان لكل عضو دوره في تشكيل المشروع ككل، بدءا من التصميم حتى الترويج الاجتماعي، مرورا برواية القصة. بيد أن واحدا من أكبر الدروس التي تعلموها هو أيضا واحد من أقدمها. تقول هانكينز «بعد التحدث إلى هؤلاء الناس، أعتقد أن الكثير منا أدركوا أن الكثير من المبادئ والعمليات التي تشكل عملا كبيرا لا تزال باقية كما كانت قبل ظهور الإنترنت». وتتفق اندرسون قائلة «إن الصحافة الجيدة هي الصحافة الجيدة وستظل كذلك. هذه الفكرة لم تتغير، لكن الطريقة التي نقدمها بها للمجتمع هي التي تغيرت». في عام 2004، عندما كان جاكيس يعد تحقيقا عن قيام حاكم سابق بالاعتداء الجنسي على قاصر، علم أن الشخص الذي يعد التحقيق عنه كان ذاهبا إلى أوريجون للاعتراف. وقد حدث هذا يوم الخميس، لكن صحيفة «ويلاميت ويك» الأسبوعية تصدر يوم الأربعاء من كل أسبوع. ولأول مرة، قررت الصحيفة أن تنشر الأخبار العاجلة على الإنترنت. لقد ساعد الإنترنت الصحيفة الأسبوعية على نشر القصة التي كان يعمل على إعدادها، وكان أول صحفي يفوز لقيامه بإعداد تحقيق صحفي نشر لأول مرة على الإنترنت. وقال الطالب «توماس فريستاد» إن الحقبة الرقمية قد ساعدت أيضا الأماكن الصغيرة لجذب جمهور أكبر. والقصص التي يتردد صداها داخل مجتمع بعينه، مثل تغطية «ذا كولورادو سبرينجز جازيت» لقدامى المحاربين، يتردد صداها أيضا في المجتمعات الأخرى. «بغض النظر عن حقيقة أننا أصبحنا منخرطين في العصر الرقمي للصحافة، إذا حفرت في الأعماق ونظرت إلى أي مشروع، ستجد أن الطريقة والمهارات، وكل شيء حقا، هو نفسه لم يتغير»، بحسب ما قال الطالب «جاكوب شول». سوق صغيرة وتأثير كبير وتقول «بانازنيسكي»: «لقد أردت حقا أن يروا أن العمل الذي تقوم به ضروري لهذه المجتمعات، لكن عليك أن تلتزم بالقصة التي وجدتها حيث وجدتها». وقد فهم فريستاد، الذي يأمل أن يعود إلى واشنطن العاصمة والعمل في تغطية الشؤون السياسية، هذه الرسالة. والآن، بحسب ما يقول، سيكون أكثر رغبة في قبول عمل في نشرة أصغر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©