أسعار الفولاذ تقتفي أثر المعادن الأخرى في الانخفاض

بدأت أسعار الفولاذ في التراجع في جميع أنحاء العالم ، وصلت في بعض الأحيان إلى 30 في المائة في أول إشارة بأن الفولاذ قد خضع هو الآخر إلى ضغوط الانخفاض التي طالت أسعار العديد من السلع الأخرى· وتأتي هذه الخطوة كنتيجة لتعمد مصنعي السيارات ومنتجي الأجهزة والمعدات وشركات البناء والتشييد إلى استخدام كميات أقل من الفولاذ بسبب التباطؤ الذي يساور الاقتصاديات· واذا ما قدر لهذا الاتجاه أن يستمر تماماً كما هو متوقع فإن أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة الفولاذ مثل الحديد الخام وأنواع معينة من الفحم من المرجح أن تمضي أيضاً إلى انخفاض· وعلى الرغم من أن أسعار الفولاذ شهدت أعلى مستويات تاريخية لها في السنوات الأخيرة إلا أن القفزات الهائلة التي سجلتها في غضون العامين الأخيرين تبدو وكأنها قد ولت إلى غير رجعة· ففي يوم الثلاثاء الماضي ذكرت ارسيلور ميتال الشركة المصنعة الأكبر في العالم للفولاذ أنها سوف تعمد إلى خفض أسعار الفولاذ في جنوب أفريقيا بمعدل يصل إلى ؟ في المائة في جميع أنواع منتجاتها من الفولاذ بسبب تدني الأسعار العالمية· وهذا الخفض في السعر والذي سيبدأ العمل به في الأول من أكتوبر المقبل سوف يصبح الأول من نوعه في عام كامل· أما في أوروبا الشرقية فإن سعر الفولاذ الساخن المدلفن والذي يعتبر النواة الأساسية لمعظم منتجات الفولاذ قد انخفض بنسبة ؟؟ في المائة إلى مستوى بحوالى ؟؟؟؟ دولار للطن المتري في غضون فترة تقل عن الشهرين· وكذلك فقد شهدت أسعار الفولاذ الساخن والبارد في الولايات المتحدة الأميركية انخفاضاً بحوالى ؟ في المائة أي بمقدار ؟؟ دولاراً في الطن في الشهر الماضي· أما في الصين فقد ظلت أسعار الفولاذ إلى انخفاض منذ شهر يوليو المنصرم بعد أن كانت قد شهدت طفرة في النصف الأول من العام إلى مستوى قياسي في يونيو، وكما يقول شارلس برادفورد محلل الفولاذ في مؤسسة برادفورد للأوراق المالية· وفي شبه القارة الهندية قرر كبار منتجي الفولاذ مؤخراً وفي نهاية فترة ثلاثة أشهر من تجمد السعر العمل على إطلاق الأسعار لكي تمضي بحرية بينما شهدت أسعار اللوحات المستوردة في البرازيل والتي تستخدم غالباً في إنتاج المعدات الثقيلة انخفاضاً بمقدار ؟؟؟ دولار في الطن المتري الواحد أي بنسبة بحوالى ؟؟ في المائة· ولطالما ظل الفولاذ أحد المعادن القليلة التي تحتفظ بسعر قوي في الوقت الذي تخضع فيه أسعار المعادن الأخرى للتأرجح والتقلبات قبل أن تتجه مؤخراً إلى الانخفاض حيث إن أسعار النحاس والألمنيوم والنيكل وجميع معادن السكراب قد أصبحت الآن تتجه إلى التراجع والانخفاض· ويعود هذا الانخفاض بشكل جزئي إلى حكم العادة في فصل الصيف عندما يلجأ مصنعو السيارات إلى تغيير الموديلات وعندما تتوقف عمليات البناء وإنشاء الطرق عادة في المناطق الحارة مثل الشرق الأوسط إلى أن تنخفض درجات الحرارة· إلا أن هذا الأمر وحده لا يمكن أن يفسر ذلك الانخفاض الحاد الذي تشهده جميع أنحاء العالم كما يقول جون انتون اقتصادي الفولاذ في مؤسسة جلوبال انسايت التي تتخذ من والتام بولاية ماساشوسيتس مقراً لها والمتخصصة في إصدار المعلومات والبيانات المالية· ومضى يشير إلى أن أسعار الفولاذ أخذت تمضي إلى الانخفاض بسبب أن الزيادات في الأسعار قد وصلت في نهاية المطاف إلى أقصى حد ممكن لها في الوقت الذي بدت فيها صورة الاقتصاديات الأوروبية والأميركية تبدو أكثر قتامة مما كانت عليه في بداية العام· ولكن الأسعار المنخفضة أخذت تعكس أيضاً في أحيان أخرى ذلك الانخفاض الحاد في تكاليف المواد الخام· إذ أن أسعار النيكل والذي يستخدم في إنتاج الفولاذ غير القابل للصدأ قد انخفضت أيضاً بسبب التراجع الكبير في الطلب على الأجهزة المنزلية والأجهزة والمعدات الأخرى التي يدخل في صناعتها الفولاذ غير القابل للصدأ في هذا العام وبشكل أجبر الشركات المصنعــــة لهـــذا المعدن بما فيها شركــــة بوسكو في كـــوريا الجنوبية على خفض الأســعار· وفي الوقت ذاته فقد تنامت مخزونات الفولاذ غير القابل للصدأ في الأشهر القليلة الماضية كما يقول بيتر فيتس رئيس مجلس إدارة مؤسسة إم إي بي أس انترناشونال المعنية بالبحوث والاستشارات في مجال الفولاذ في لندن· عن ''وول ستريت جورنال''