الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

هل تستفيد المهرجانات المصرية من «كان السينمائي»؟

هل تستفيد المهرجانات المصرية من «كان السينمائي»؟
15 مايو 2018 23:41
سعيد ياسين (القاهرة) طالب العديد من نقاد ومحبي السينما المصرية، بضرورة الاستفادة من مهرجان «كان» الذي تقام دورته الـ«71» حالياً بفرنسا، حيث يعد «كان» من أكبر وأشهر مهرجانات السينما في العالم، خصوصاً فيما يتعلق بتدافع الجمهور، من كل صوب وحدب، لرؤية ومصافحة نجومه، على عكس ما يحدث في أروقة بعض مهرجانات السينما المصرية، التي تغلق أبوابها على نفسها وضيوفها، وتتحول إلى ما يشبه «الكومباوند»، خصوصا بعض تلك التي دشنت خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تقام هذه المهرجانات في مدن وفنادق خارج القاهرة، ويرتادها فقط من توجه اليهم الدعوات من النجوم والصحفيين والإعلاميين، ومنهم فنانون يقتصر حضورهم على حفلات الافتتاح والختام، بحيث يصبح الوضع سلبياً حين تقام فعاليات هذه المهرجانات في قاعات بعض الفنادق، التي تخلو من الجمهور، مع العلم بأن كثيرين طالبوا بعد هذه الحالة بضرورة توفير النفقات والمبالغ المالية التي تنفق على هذه المهرجانات، وتوجيهها إلى مهرجانات تعاني عجزاً في موازناتها المالية، وفي مقدمتها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. عزلة وقال الناقد السينمائي مجدي الطيب، إن بعض المهرجانات السينمائية التي انطلقت في السنوات الأخيرة، اختارت العزلة والتقوقع والانكفاء، بدلاً من أن تصبح الفرصة مهيأة أمامها للتواصل مع المواطنين والبسطاء، وتشتبك مع واقعهم اليومي وهمومهم الحياتية، ومن ثم ترصد انعكاس الأعمال السينمائية عليهم، وتقيس مدى تجاوبهم مع ما تطرحه من أفكار وقضايا، وأصبحت مقصورة على مدعويها والقائمين عليها، حتى أن أحدها حرم على مواطني الإقليم الذي يستضيف المهرجان ارتياد فعالياته، فيما أقيم آخر بمعزل عن سكان المحافظة التي ينطلق في ربوعها، إما لأن الفندق الذي اختير ليكون مقر المهرجان، يمنع اقتراب الجمهور،، أو لأن القاعة التي تشهد مناقشات الأفلام، وشخصيات المكرمين من النجوم وصناع السينما، بعيدة عن متناول رجل الشارع. وأشار الطيب إلى أن هذا الواقع الجديد يتناقض تماماً مع ما عودتنا عليه مهرجانات السينما في مصر، قبل أن تتوسع وتنتشر وتفقد بعض دورها ورسالتها وشعبيتها، وذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي، في عهد الكاتب الكبير سعد الدين وهبة، كان يتحول إلى تظاهرة شعبية بمعنى الكلمة، حيث كانت صالات عرض أفلامه، في قلب القاهرة متعددة ومفتوحة للعامة، من أبناء الطبقات الكادحة، التي ترى في أفلام المهرجان المتنفس لها في ظل الظروف الصعبة آنذاك، وكانت قاعات المناقشة تتسع للجميع، دونما النظر لهيئة من يسعى لحضورها، أو مدى وعيه وانتمائه الطبقي. «كومباوند» وأوضح الطيب أن هذا كان حال مهرجانات السينما في مصر، قبل أن يتحول بعضها إلى «كومباوند» منغلق على أصحابه وضيوفه من المحظوظين والمقربين، ويسيطر عليها الصوت الواحد، وتغيب عنه الحميمية، وهو ما أدى إلى تآكل دور المهرجانات وانكماش رسالتها، وتكريس صورة الجزر المنعزلة. وأكد أن الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن فطنة الجميع هي أن المهرجانات للجمهور، وجعلها مقصورة على النخبة، فيه غبن صارخ يطال المواطن البسيط ورجل الشارع العادي، الذي يرى فيها الثقافة البديلة، في ظل تقصير بعض أجهزة الثقافة عن لعب الدور المنوط بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©