الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلام للمؤمنين

22 يونيو 2017 00:24
ها هي العشر الأواخر من رمضان قد أطلّت علينا إيذاناً بختام شهر رمضان المبارك، تستحث همم المتقين وتشد من عزم العابدين للاقتداء بهدي سيد المرسلين، ليكونوا في سجل المقبولين، كما تعظ المقصرين والمفرطين على استدراك تقصيرهم والتوبة من تفريطهم، فهذه العشر خصها ربنا جل وعلا بفضائل جمة وخصائص مشهودة، وهذا من كرم الله تعالى وعظيم جوده وإحسانه أن جعل خير ليالي الشهر أواخرها ليزداد المحسنون ويستدرك المقصرون. وإن من أعظم أسباب البركة والفضل، وأسرار المثوبة والأجر لهذه الليالي العشر، أن فيها ليلة القدر تلك الليلة المباركة الشريفة القدر، التي أنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، والتي هي خير من ألف شهر في العبادة والذكر والدعاء والقيام. هي سلام للمؤمنين من كل سوء، وحصن لهم من كل شر، من غروب شمسها إلى طلوع فجرها. تلك الليلة عباد الله مطلب المؤمنين ورجاء الصالحين وأمنية المتقين، فيها يتنزل الروح الأمين جبريل عليه السلام والملائكة الكرام يشهدون مواطن الذكر والقيام والدعاء، فتعم الأنوار وتحل البركات وتكثر الخيرات وتجاب الدعوات، سألت عائشة النبي، صلى الله عليه وسلم: «أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». وكان من هديه، صلى الله عليه وسلم، إحياء تلك العشر بقيام الليل إتماماً لقيام رمضان الذي بشّر فاعله بالمغفرة والرضوان. وفي قيام الليل، يدرك المسلم ساعة الإجابة التي يتنزل فيها الرب جل وعلا في الثلث الأخير من الليل، فينادي سبحانه، وهو الكريم الرحيم: «من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، تلك الساعة التي بشّر بها المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وقال: «إنّ في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة». وقال عليه الصلاة والسلام: «إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة» (رواه أحمد وصححه الألباني)، ومن فضائل قيام الليل أن يدرك المسلم تلك العبادة العظيمة التي يختص بها العباد المقربون وهي الاستغفار بالأسحار، امتدحهم ربهم، فقال: (الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار). فحري بنا أن نجتهد عباد الله في تحريها، وأن نجّد في طلبها، فهي والله الغنيمة الباردة فاز من ظفر بها وقبل، وحرم من ضيعها وفرط، كما أخبر الصادق المصدوق حين قال: «فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم». وكان من هديه، صلى الله عليه وسلم، في العشر أن يعتكف في المسجد طوال العشر مجتهداً في عبادة ربه متحرياً ليلة القدر، والاعتكاف هو لزوم المسجد بنية التقرب إلى الله تعالى، وهو سنة ثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فما أحوجنا إلى رحمة الله، وما أحوجنا إلى مغفرة الله، وما أحوجنا إلى رضوان الله عباد الله، وعلينا آن نجتهد في هذه الليالي المباركة، كما اجتهد نبينا، صلى الله عليه وسلم، واستعينوا على الطاعة بالاحتساب والتفرغ والصبر، وتنافسوا في الطاعات. نحن في شهر كثير خيره، عظيم بره، جزيلة بركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالى، وفي أحاديث رسوله الكريم - عليه أفضل الصلوات والتسليم- والشهر شهر القرآن والخير. فلنسأل الله تعالى التوفيق في هذه العشر، وحسن استغلال الأوقات، والتجاوز عن السيئات، وإقالة العثرات. عمر أحمد- أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©