الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخادمة هي أمي

15 مايو 2018 22:36
«كلنا يعلم أننا في الفصل الأخير من السنة الدراسية، وهذا الفصل الجميل يتخلله تخريج الدفعات التي درست واجتهدت لتعانق بآمالها عنان السماء، فجميلة تلك الأيام التي تمتزج فيها حلاوة الدراسة بحب العلم والاجتهاد للوصول إلى أعلى الدرجات، وجاء اليوم الجميل بحلله القشيبة وثيابه البهيجة لأرتدي زي التخرج، ذلك الوشاح الذي يلف حولي، والذي أعتبره أغلى من عقود الألماس والحرير لأنه رمز للتعب والشقاء من أجل العلا». لم تنته القصة الجميلة هنا، فقد ذهبت تلك الفتاة الجميلة بروح العلم قبل الجمال إلى حفلة التخرج وعندما نادت عريف الحفل باسمها كانت السعادة تملأ محياها فذهبت لتسلم الشهادة بخطوات واثقة، ولكن عندما جاءت تبتسم للمصورة كانت تنتظر أمها.. أباها.. أختها أي فرد من أفراد عائلتها أن يكون هو المصور الأول قبل أي شخص آخر، ولكن هيهات خاب الظن وتحطم الأمل وضاقت عليها الأرض، فقد كانت مصورة بطلة قصتنا الخادمة المبعوثة من قبل الأم من أجل أن توثق حفل تخرج ابنتها، وكأن الخادمة هنا هي أمها، وهي من لها كل الحق في أن توثق سعادة الأبناء، ولحظات فرحهم وتميزهم من الصغر وحتى الكبر! قد يظن البعض أنني أنسج القصة من وحي الخيال، أو أستوحي المقال من قصة لمسلسل جديد سيعرض في رمضان، ولكنني لا أبالغ إن قلت لكم إن القصة تنسج واقع حال أليم لبعض العائلات التي تجرد أفرادها من كل مسؤولية، فتجد الأب لاهياً في تلبية احتياجات الأبناء، والأم مشغولة ببناء مستقبلها والحفاظ على منصبها، متناسية أن أول منصب سخرها الله سبحانه وتعالى لها هو منصب الأمومة، والتي هي من أعظم المناصب ولا يمكن لأي عاقل أن يشكك في أهمية ودور الوالدين في حياة الأبناء، فاليوم وفي قصتنا كانت الخادمة الأم البديلة، ولكن غداً قد يكون شخصاً آخر لا نعلم خفاياه. وجودك يا أيها الأب، ويا أيتها الأم، ضروري في حياة الأبناء، فلا تكسرا لهم خاطراً فإن جبر خواطرهم أمر ليس بالسهل، ولا بالهين أبداً، ولا تظنا أن البديل عنكما قد يسد مكانكما، فلا أحد في هذه الدنيا يستطيع أن يعوض غياب الوالدين، فكونا معهم أينما كانوا، تنالا برهم في الدنيا وعظيم الأجر في الآخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©