السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: إعلانات الدجل.. «مَـصيدة» على الفضائيات

العلماء: إعلانات الدجل.. «مَـصيدة» على الفضائيات
11 أغسطس 2016 23:58
حسام محمد (القاهرة) انتشرت مئات الإعلانات على القنوات الفضائية العربية حول قراءة الطالع والنجوم والأبراج وبدأ المنجمون تكوين اتحادات في مختلف البلدان، يروجون لأنشطتهم مستعينين ببعض الأحاديث النبوية التي يلوون كلماتها ليخدعوا المشاهدين الذين يلجؤون لهم ظناً منهم أن هؤلاء الدجالين يحققون لهم السعادة والشفاء والرزق، بل أصبح هناك من يزعم قدرته على جلب الحبيب أو الطليق وجعله كالخاتم في أصبع الآخر. ويقول الدكتور محمد كمال إمام عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن الأمة الإسلامية أصيبت بداء عضال في الفترة الأخيرة وهو السماح للفضائيات ببث إعلانات قراءة الطالع والتنبؤ بالمستقبل وتغييره في بعض الأحيان وكل هذا هدفه تغييب المسلمين عن واقعهم ومنعهم من بذل الجهد لتحقيق المستقبل المنشود الذي يرغبون فيه، فالإنسان الذي يذهب للعراف أو الكاهن أو يتصل به هاتفياً سوف يركن لما سيقوله له، فلو كان خيراً سينتظره ولن يبذل جهداً لتحقيقه ولو كان شراً سيركن إلى اليأس منتظراً السوء، والمسلم الذي يقصد هؤلاء نسي قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ...)، «سورة النمل: الآية 56»، ونسي أيضاً أن سؤال الكهان ومدعي معرفة الغيب بقراءة الفنجان أو النظر في النجوم أو قراءة الكف أو الضرب بالرمل والودع ونحو ذلك كل هذا محرّم ومن الكبائر، لأن علم الغيب من خصوصيات الله تبارك وتعالى وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً»، وقال: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد». مواجهة الظاهرة وأوضح أنه لا بد أن يعمل المسلم عقله كي لا ينخدع بهؤلاء الذين يزعمون قدرتهم إعادة الضال أو المسروقات أو الزوج الذي هجر زوجته، فمثلاً إذا كان المنجم يعرف كيف يقرأ المستقبل فلماذا لم يقرأ مستقبله الشخصي ويعمل على تغييره بحيث يكون واقعه أفضل ولماذا نرى معظم هؤلاء الدجالين في السجون في النهاية، ولابد أن يعي كل مسلم أن التنجيم مرفوض رفضاً تاماً في الإسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد»، وقال أيضاً: «أخاف على أمتي من بعدي خصلتين، تكذيباً بالقدر، وتصديقاً بالنجوم». وحول كيفية مواجهة تلك الظاهرة السلبية يقول الدكتور كمال إمام: لابد أن ننشر الوعي الديني الحقيقي بحيث يدرك الشباب والشابات وكل المسلمين أن الانسياق وراء الأبراج يوقع الكثير في براثن الدجالين والمشعوذين الذين يدعون معرفتهم بعلم الغيب. ميثاق الشرف أما الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق عضو هيئة كبار العلماء فيؤكد أن الإسلام أبطل أعمال السحر والتنجيم التي كانت سائدة في العصر الجاهلي، وحرم التعامل بها، لأنها تبعد المسلمين عن التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه، ومن المؤسف أنها قد عادت لتنتشر بشكل واسع وخطير بين مختلف الأوساط الاجتماعية، ويعتقد الأفراد بصحتها بدرجة تصل إلى التسليم الكامل بها، وقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتنهى عنها نهياً قاطعاً، وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق المنجمين حتى ولو صادف قولهم إرادة الله تعالى فأخبروا بحدوث شيء ووقع فعلاً، قال رسول الله: «كذب المنجمون ولو صدقوا». ويضيف: وقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتبين أن علم الغيب مما استأثر به الله تعالى لنفسه، فلم يُطلِع عليه أحداً من عباده، سواء كان نبياً مرسلاً أو ملكاً مقرباً إلا إذا أذن له في الإخبار به، ونحن نحذر المسلمين من عملية قراءة الأبراج التي تأخذ حيزاً من معظم الصحف اليومية.وأشار إلى أن من يقوم بأعمال الشعوذة والتنجيم فعقابه وخيم في الدنيا والآخرة فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر»، وقال الله تعالى: (... وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)، «سورة طه: الآية 69»، ويجب على كل رب أسرة وكل مثقف أن يبصر المحيطيين به للابتعاد عن هذه البدع وعدم السير في ركابها، لأن هذا يقود المسلم دون أن يدري إلى ضعف الإيمان، وقد يصل به إلى الكفر، والأفضل لنا جميعاً هو التوكل على الله في كل شيء. وحول كيفية مواجهة تلك الظاهرة قال الدكتور زقزوق: لابد أن يتم تفعيل مواثيق الشرف الإعلامية بحيث تتدخل الدول الإسلامية وتعاقب كل من يروج للخرافات والدجل والشعوذة وتقوم بتبني خطاب إعلامي عبر الفضائيات التي تتيح لهؤلاء الدجالين فرصة الإعلان عبر شاشاتها بحيث يدرك المسلم إن التنجيم قد حرمه الإسلام وهو بدعة من عمل الشيطان ولا يجوز أن نقبل عليه ولا من سبيل التسلية أو الفكاهة أو غير ذلك. سلعة رائجة ويقول فضيلة الشيخ محمد زكي البداري أمين عام اللجنة العالمية للدعوة الإسلامية بالأزهر إن قراءة الطالع والتنجيم باتت تشكل سلعة تجارية مربحة جداً، يرافق ما يأتي به هؤلاء المنجمون أدوات إعلامية تروج لهم وفضائيات تفسح لهم الأوقات ورغم أننا نعلم أن التنجيم انطلق أساساً من معتقدات خرافية أسطورية وأنه يركز على أسس غير منطقية وغير علمية على الرغم من أنه مهّد الطريق أمام الفلك الذي وصل بالتكنولوجيا إلى القمر والزهرة وعطارد والمريخ، ما زال البعض يبحث عن نفسه ومستقبله في النجوم والفلك. ويضيف: تلك الفئة من الدجالين تقوم بأفعال مشينة وتخدع البسطاء من الناس وأصبحوا يمثلون مرضا ينخر كالسوس في جسد المجتمع، ومن هنا يجب عقابهم بما يتناسب مع عظم هذه الجريمة النكراء التي تتنافى تماماً مع تعاليم الإسلام وكذلك كل الشرائع السماوية ومنظومة التعاليم والتشريعات الإسلامية ولذلك يجب عدم التهاون مع أمثال هؤلاء والضرب على أيديهم واتخاذ الإجراءات الرادعة لهم وفق شرع الله الحكيم، ويجب أن يعمل الدعاة في كل مكان للقيام بدورهم المنوط بهم لتحصين المجتمع وتوعية عوام المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©