السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخطاطون يستدرجون الأحرف نحو الجمال الأبدي

الخطاطون يستدرجون الأحرف نحو الجمال الأبدي
22 يونيو 2017 00:11
نوف الموسى (دبي) لكل خطاط «نَفَس»، في كتابة القرآن الكريم. هواء روحي يستمد من الرئة مكنونه البيولوجي، ومن الذات استشفافاته الملهمه، لذلك يغريك الوقوف بجانب الخطاطين، وتتقرب من لحظة الالتصاق الأقلام الثقيلة منها والخفيفة، بالحد الموازي للصفحة، تبحث خلالها عن فرادة التصميم ومدى نقاء الحس في حركة كل حرف. والمشهد الحيّ لتلك المشهدية الاستثنائية، فهي البيئة المعرفية الأهم في مرحلة تذوق الخطوط العربية، أتاحها ملتقى خط القرآن الكريم التاسع، بتنظيم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، محتفياً بخط الثلث، ومترقباً لكل تلك التحولات بين تأسيس جمهور يستشعر المدى المعرفي لفنية الخط، وبين خطاطين موهوبين يستدرجون الأحرف نحو مداها الأبدي في حرية التشكل. يراها الأديب محمد المر، اختباراً حقيقياً للخطاطين في الاتصال الممتد مع خط الثلث في النصوص الطويلة، ككتابة القرآن الكريم، تدفع بالخطاطين لشحذ هممهم، خاصة أن خط الثلث يعتبر من ملوك الخط، مبيناً أن مسألة ثقافة الجمهور في فنون الخط العربي، لا تزال غير متطورة بشكل كبير، فالإحساس البصري يبدأ من منطلق خلفية المتذوق بأشكال الخطوط وأنواعها، وحضوره الحيّ في الملتقى إنما يعكس إعادة اكتشافه لتلك الأبعاد المعرفية لماهية الخط في المخزون الحضاري العالمي. الخطاط هيثم الحمادة سلمو، من سوريا، يفتتح البانوراما الخطية بسورة البقرة، يتحدث عن القوالب الموحدة للخطاطي في الملتقى، ويؤكد على أهمية استثمار حرية إحداث الإبداع في كيفية خط الآية نفسها، يوضح أن الإبحار في القرآن عبر الخطوط العربية إنما يمثل قدسية، تبدأ من خلالها بخط أول كلمة لترى نفسك بانسيابية وشفافية تامة تنتهي من الصفحات القرآنية بتتال متزن وجمالية نوعية. يقول هيثم الحمادة إن الخطاط يُقدر المسافة، يعرف كيف يبدأ ومتى ينتهي، كل خطوة بالنسبة له لحظة محسوبة بطبيعة الحال، الخبرة تحكم الرؤية البصرية لآليات العمل، وبها يعطي الخطاط للنص المقاس المناسب من الوهلة الأولى، مضيفاً أن الحرف العربي يجسد صوت، يخيل إليك فيه بأن الساكن في الحرف يتحرك، تصل بذلك إلى مستوى الاستدلال بأن شكل الحروف العربية وتشكلات خطوطها تُنسج وفق عدة عوامل أبرزها المعنى. ارتبط فن الخط العربي لدى الخطاط جاسم معراج من الكويت، ارتباطاً وثيقاً بالكثافة اللحظية والقدرة الإنتاجية للخط في حالات متفردة، لا يمكن تكرارها مرة أخرى، قال في زحمة اشتغاله بكتابة الجزء الـ10 من القرآن الكريم، وتحديداً عن وصولة عند سورة «الإنسان»: «في الحقيقة؛ أعلم أنني لن أستطيع كتابة ما أسطره اليوم بنفس التشكل الخطي بعد 5 سنوات من الآن، فالخط العربي في تنامي مستمر، والخطاط في مشروعه الإبداعي مرهون بمستوى تطوره واستعداده الدائم لاستقبال وحيّ الخطوط العربية، إنه كالوقوف والانتظار أمام الباب». وأشار جاسم أن مشاركته في الملتقى جاءت رغبة منه لاستكمال رحلة البحث والتراكم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©