الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات اتصالات تنوع خدماتها لمواجهة المنافسة

شركات اتصالات تنوع خدماتها لمواجهة المنافسة
17 ابريل 2015 21:05
ترجمة: حسونة الطيب لم تجد شركات الاتصالات التي لا ترغب في أن تكون مجرد مشغلات لشبكات الربط في عالم رقمي تعمل فيه التقنية على تقويض العائدات التقليدية، القبول الكافي والسبيل لجني أرباح مقنعة. ولا تزال الشركات العاملة في القطاع، معرضة لمخاطر التخلف عن الركب والتهميش، لتصبح مجرد مزود لعمليات الاتصال، التي دأبت على جني أرباح ضخمة منها. وتتسم حتى عمليات الاتصال بالمخاطر، في حالة فشل هذه الشركات في الإيفاء بالطلب المتصاعد على الفيديوهات الفورية وفيديوهات الترفيه، من خلال استثمارها بقوة في شبكات الجيل القادم القادرة على نقل كميات مهولة من البيانات. وتؤكد المؤشرات، امتلاك معظم هذه الشركات المقدرة على مواجهة التحدي، بفضل المساعدات التي تتلقاها في مناطق مثل أوروبا التي يشجع فيها المنظمون، على النمو الصناعي عبر عمليات الاندماج. ويقود التحسن في الظروف الاقتصادية، إلى أرباح أكثر وارتفاع في أسعار الأسهم. وتملك الشركات الآن، متنفساً واسعاً للاستثمار في مستقبلها، حيث برزت العديد من الاستراتيجيات للإدارات التي ترغب في اللحاق بالركب. ويرى هانز فيستبيرج، المدير التنفيذي لشركة أريكسون السويدية لصناعة معدات الاتصال، أن المخاطر الكبيرة لا ترتبط باتخاذ القرارات الصحيحة المتعلقة بالاستراتيجية، خاصة في ظل السرعة التي تسير عليها السوق. ويقول: «يترتب على الشركات الآن، البدء في المجالات التي تنوي ولوجها في المستقبل. وكانت هذه الشركات، تقوم بنفس النشاطات قبل عشر سنوات، لكنها تملك اليوم خيارات عديدة، حيث يمكن لبعضها ممارسة النشاط التلفزيوني أو الإعلامي وغيرها، في مجال الحوسبة السحابية أو ربط السيارات والبيوت بالإنترنت، أو القيام بكافة هذه النشاطات جملة واحدة». وتكمُن في قلب معظم هذه الاستراتيجيات، الرغبة في التحول إلى مسيطر على مداخل الإنترنت، ما يتطلب تقديم الخدمات والمحتوى من خلال وسائل مثل، التليفزيون والموسيقى. وأصبح في هذه السوق، الفرق بين خطوط الهواتف المحمولة أو الثابتة في إمكانية الوصول إلى الإنترنت، غير محسوس. وبدلاً عن ذلك، تتوفر أمام المستهلك، جملة من الخيارات المتنوعة من الهاتف الذكي إلى الكمبيوتر اللوحي أو التلفاز. وانعكس هذا التوجه في بعض عمليات الاندماج والاستحواذ في القطاع، على سبيل المثال، في استحواذ بي تي على مجموعة إي إي للهاتف المحمول في بريطانيا، مقابل 12,5 مليار جنيه استرليني. لكن لا مناص من بعض المخاطر خلال واحدة من أكثر فترات التغيير صخباً في قطاع الاتصالات، منذ تحرير القطاع في أوروبا قبل عقدين، حيث عمدت بعض الشركات، إلى التوسع أو التضييق في وضع الاستراتيجيات الخاصة بالأعمال. ويتوقع البعض تجزئة القطاع لأقسام، في وقت تركز فيه بعض الشركات على توفير الشبكات، وأخرى على طرق أبواب أسواق جديدة. وتقدر موبايل وورلد، المؤسسة المتخصصة في قاعدة البيانات الخاصة بقطاع الاتصالات، عائدات الهواتف النقالة حول العالم، بنحو 100 مليار دولار شهرياً. وبلغت عائدات سوق الاتصالات خلال الاثني عشرة شهراً الماضية، نحو تريليوني دولار، 61% منها لخدمات الهواتف المحمولة. وحققت هذه العائدات نمواً قدره 4% خلال العام الماضي، بصرف النظر عن تراجع عائدات الخطوط الثابتة بنسبة قدرها 1%. لكن تخبئ الأرقام الإيجابية للقطاع، صورة أكثر تعقيداً في أسواق معظم الدول المتقدمة وفي أوروبا على وجه الخصوص، حيث تراجعت العائدات ولا تكاد الأرباح تغطي التكاليف. وتكمن المخاطر الأكبر، في تجاهل ما يحدث في مناطق أخرى، خاصة عندما بدأ قطاع التقنية في منافسة شركات الاتصالات، تحديداً فيما يتعلق بالمحادثات الصوتية والرسائل وخدمات الشبكة التي تتم عبر الإنترنت. ولا تزال شركات الاتصالات، تتحكم في بعض الأجزاء المتصلة بعلاقة المستهلك، رغم أنها بدأت تتعرض للانتهاك. ومن بين هذه، فواتير المستهلك التي ظلت تكسب أهمية معينة بالنسبة لشركات الاتصالات كجهة موثوق بها لتقديم الخدمات الرقمية والاتصال. ومع ذلك، قوضت خدمات مثل، آي تيونز وجوجل بلاي وأمازون، هذا الرابط مع المستهلك. وفي غضون ذلك، واجه التحكم في تقنية توجيه اتصالات الشبكات التي تعتمد على بروتوكول الإنترنت، تحدياً من قبل عدد من الخدمات التقنية، في حين واجهت شريحة الهواتف المحمولة «سيم كارد» الأكثر موثوقية، تحدٍ من قبل النسخة الإلكترونية التي طرحتها آبل في خريف العام الماضي. وبعبارة أخرى، بدأت شركات الاتصالات تفقد التحكم في عملائها، وبذلك المقدرة على جني المزيد من الأرباح عبر طرق أخرى غير الاعتماد فقط على عمليات المحادثات. لكن تعتقد مؤسسة بين آند كومباني الاستشارية، أن الفرصة لا تزال قائمة لهذه الشركات للعودة إلى دائرة الأرباح. ووجدت دراسة أعدتها المؤسسة، أن التنافس من أجل تأمين حصة في سوق الاتصالات، قاد إلى انخفاض أسعار خدمات الشبكة مثل، الصوت والرسائل والبيانات، إضافة إلى الأجهزة نفسها. ونجم عن ذلك، وضع المستهلك معيار السعر على رأس الأولويات، قبل جودة الشبكة والعلامة التجارية أو الخدمات. ويقول لورينت بير، الشريك في مؤسسة بين آند كومباني: «بانخفاض أسعار الاتصال، بدأ المستهلك في اعتقاد أن شركات الاتصالات ما هي إلا مجرد مصدر لتوفير المحادثات، ليحول اهتمامه بالقيمة، من الشبكات إلى أجهزة الهواتف المحمولة ولجهات توفير المحتوى. ويترتب على هذه الشركات، الاستثمار في شبكاتها، لتقديم خدمات اتصال أفضل وعدم الاقتصار على خدمات الترفيه والاتصال فقط، بل أيضاً المشاركة في أسلوب الحياة الرقمية العصرية والبيوت والسيارات الذكية وعمليات الأمن والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الرقمية الأخرى». ويعتقد بعض خبراء القطاع، أنه في حين يقتصر الدور الرئيس لشركات الاتصالات، على توفير الخدمات الفردية، فإن ما يؤول إليه مستقبل هذه الشركات، مرهوناً بتوجهات المستهلك، وليس الشبكات التي توفر له الخدمات. كما أن دور الهاتف المحمول كوسيلة لإجراء المحادثات، لم يعد سواء مجرد تطبيق من بين عدد من التطبيقات، التي تزخر بها هذه الأجهزة. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©