الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البيت الأبيض يلوح بإقالة القائد العسكري في أفغانستان

البيت الأبيض يلوح بإقالة القائد العسكري في أفغانستان
23 يونيو 2010 00:06
أكد مسؤول أميركي رفيع أمس أنه تم استدعاء قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال إلى البيت الأبيض ليوضح بنفسه ما قصده من انتقادات نارية ساخرة وجهها في مقابلة صحفية إلى الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه، وسط توقعات بإقالته. واعلن البيت الابيض ان ماكريستال ارتكب «خطأ جسيماً» وأكد ان كافة الخيارات مطروحة بما فيها اقالته. وتأتي انتقادات ماكريستال ومساعديه التي وردت في مجلة “رولينج ستون” الأميركية، لتصب الزيت على توتر محتمل بين القادة العسكريين الأميركيين في أفغانستان والبيت الأبيض، في وقت حاسم حيث يجري نشر آلاف الجنود الإضافيين في هذه البلاد المضطربة التي تعصف بها حرب دامية منذ 9 سنوات. وسارع رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الآميرال مايكل مولن للتعبير عن “خيبة أمل شديدة” في اتصال مع أرفع جنرال أميركي في أفغانستان بشأن التعليقات النارية الساخرة. فيما دعا السناتور البارز جون كيري أمس، إلى “رباطة الجأش والهدوء” بعد الحديث الصحفي الذي ظهرت خلاله إلى العلن، الخلافات بين ماكريستال والبيت الأبيض. من جهته، سارع حلف شمال الأطلسي إلى تقديم الدعم لماكريستال الذي يقود أيضاً قوات الحلف في أفغانستان، قائلاً على لسان متحدث “مقال رولينج ستون مؤسف للغاية لكنه مجرد مقال. إننا في خضم صراع حقيقي للغاية والأمين العام للحلف لديه ثقة كاملة في الجنرال ماكريستال بوصفه قائد (الناتو) وفي استراتيجيته”. ويأتي هذا الاستدعاء إثر حديث صحفي أدلى به ماكريستال للمجلة الأميركية وتهكم فيه خصوصاً على نائب الرئيس جو بايدن. وأفاد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الجنرال ماكريستال استدعي “للمشاركة شخصياً وليس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة” في الاجتماع الشهري حول أفغانستان وباكستان في البيت الأبيض اليوم “ليشرح للبنتاجون وللقائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس أوباما)، التصريحات التي أدلى بها في هذه المقابلة بشأن زملائه”. ونشرت “رولينج ستون” مقابلة أجرتها مع قائد القوات الدولية في أفغانستان ظهرت خلالها إلى العلن الخلافات بينه وبين البيت الأبيض. وبحسب تصريحاته الواردة في المجلة فقد سخر الجنرال الأميركي من بايدن المعروف بمعارضته لاستراتيجية ماكريستال في أفغانستان، وقال ضاحكاً “هل ستسألني عن بايدن؟” ليعلق أحد مستشاري ماكريستال “من هو هذا الرجل؟”. كما لم يوفر ماكريستال الرئيس الأميركي عندما عاد إلى الخلافات التي ظهرت الخريف الماضي بين الجيش والبيت الأبيض بينما كان أوباما لا يزال يدرس القرار الذي يريد اتخاذه بشأن إرسال تعزيزات طالب بها الجنرال ماكريستال. ونقلت المجلة عن مستشار لماكريستال لم تكشف هويته قوله إن الجنرال لم يعد بانطباع جيد من لقاء مع أوباما في البيت الأبيض بعيد تعيينه على رأس العمليات في أفغانستان. وأضاف المستشار “كان لقاء استمر 10 دقائق بغرض التقاط الصور”. وتابع “لم يكن أوباما يعرف شيئاً عنه وعمن يكون ... لم يبد الكثير من الاهتمام”، مؤكداً أن ماكريستال “خاب أمله كثيراً”. كما سخر مساعد آخر لماكريستال من جيم جونز مستشار الأمن القومي وهو جنرال متقاعد ووصفه بأنه “مهرج مازال يعيش في عام 1985”. ويقول المقال إن فريق ماكريستال غير راض عن إدارة أوباما باستثناء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي أيدت طلب إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان. واختص مساعدو ماكريستال بالنقد ريتشارد هولبروك مبعوث أوباما الخاص لأفغانستان وباكستان ووصفوه بأنه “كحيوان جريح” خائف طوال الوقت من صدور قرار بفصله. كما قال ماكريستال في المقابلة نفسها إنه شعر بأنه تعرض “للخيانة” من قبل السفير الأميركي في كابول كارل ايكنبري العام الماضي خلال نقاش في البيت الأبيض حول الاستراتيجية في أفغانستان. وسارع الجنرال ماكريستال إلى تقديم اعتذاراته بعد نشر المقال. ورغم كلام ماكريستال الذي يتزامن مع دخول قوات الحلف الأطلسي في معارك مع “طالبان” في ولايتي هلمند وقندهار الخطيرتين، فإن السفير الأميركي أعلن “التزام العمل” مع ماكريستال بحسب ما نقلت السفارة الأميركية في كابول. وقال في بيان مساء أمس الأول “أقدم خالص اعتذاري عن هذه الصورة. إنها خاطئة وتعكس حكماً غير سديد وما كان لذلك أن يحدث”. وأضاف “طوال سنوات عملي عشت بمبدأ الحفاظ على سمعتي الشخصية والاستقامة المهنية وما يرد في هذا المقال يتدنى كثيراً عن هذا المستوى.. أكن احتراماً كبيراً وإعجاباً بالرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي وأيضاً الزعماء المدنيين والقوات التي تخوض هذه الحرب وما زلت ملتزماً بالعمل على ضمان إنجاحها”. من جهة أخرى، ذكر متحدث أن قائد الجيوش الأميركية المشتركة الآميرال مولن أصيب “بخيبة أمل كبيرة” حيال انتقادات ماكريستال لإدارة أوباما. في حين قال السناتور كيري الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إن “أولى الأولويات هي مهمتنا في أفغانستان وقدرتنا على المضي قدماً بمهارة” مشيراً إلى أن الرئيس أوباما هو صاحب القرار في إقالة الجنرال ماكرستال أو لا. وتتزامن هذه الخلافات مع دخول القوات الغربية في معارك تريد منها قلب الوضع لمصلحتها في أفغانستان إثر وضع الاستراتيجية الجديدة نهاية 2009. ويطرح استدعاء ماكريستال إلى واشنطن والرحيل المبكر من كابول للموفد البريطاني الخاص، مسألة التصدع الذي يصيب قوات التحالف في أفغانستان ومدى الاقتناع بالاستراتيجية التي يريدها أوباما في البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس، أن الموفد البريطاني الخاص إلى أفغانستان وباكستان شيرارد كوبر كولس “غادر في إجازة طويلة”. ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن شيرارد أحد أكثر الدبلوماسيين البريطانيين خبرة على خلاف مع المسؤولين الأميركيين ومع حلف الناتو حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في أفغانستان. وهو يعتقد أن مصير التدخل العسكري الغربي هو الفشل، داعياً بدلاً من ذلك، إلى إجراء محادثات سلام مع “طالبان”. جيتس: ماكريستال ارتكب خطأ كبيراً واشنطن (أ ف ب، رويترز) - وجه وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أمس انتقاداً حاداً، لقائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال واعتبره ارتكب «خطأ كبيراً» عندما أدلى بتصريحات انتقد فيها الرئاسة ومسؤولين كباراً»، داعياً القادة العسكريين والمدنيين إلى اعتماد «موقف مشترك». وأعلن جيتس أنه «استدعى» الجنرال ماكريستال إلى واشنطن لمناقشة هذه المسألة قائلاً في بيان «ساتفحص باهتمام كبير تصريحات ماكريستال في نسخة مجلة رولينج ستون..اعتقد أنه ارتكب خطأ مهماً واعتمد أحكاماً ضعيفة في هذه التصريحات». وأضاف بقوله «من أجل المضي قدماً، ينبغي أن ندفع المهمة في أفغانستان في إطار هدف موحد.. الجنرال ماكريستال قدم اعتذاره لي شخصياً ويحاول الوصول لهؤلاء الذين طالهم اللقاء للاعتذار لهم بذات القدر.. استدعيت القائد الأميركي الأبرز في أفغانستان لأناقش معي شخصياً ما صرح به». من جهتهما اعتبر السنتاروان الجمهوريان جون ماكين وليندسي جراهام والسنتاور المستقبل جوزيف ليبرمان تصريحات ماركيستال غير لائقة ولا تنسجم مع العلاقة التقليدية التي يقيمها مع قائد عسكري اعلى مع رؤسائه.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©