الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منصور الظاهري: «الخليج السينمائي» الرئة الوحيدة لتنفس الشباب

منصور الظاهري: «الخليج السينمائي» الرئة الوحيدة لتنفس الشباب
17 ابريل 2013 00:46
اعتبر المخرج الإماراتي منصور الظاهري مهرجان الخليج السينمائي متنفساً، أدى إلى ظهور العديد من المواهب الجديدة، لذلك، فهو الرئة الوحيدة لخروج أنفاس الشباب، موضحاً أن صناعة السينما الإماراتية تسير بخطوات فردية متسارعة نحو الحرفية، وهذا ما تدل عليه المشاركات في منافسات المسابقة الرسمية الخليجية للأفلام القصيرة، ضمن برنامج الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي هذا العام، حيث شارك عدد كبير من الأفلام الإماراتية، التي تمثل حوالي ثلث الأفلام الروائية القصيرة المشاركة في المهرجان. تبقى هموم صناعة السينما كبيرة في ظل عدم وجود أو كفاية الدعم المادي والمعنوي لصناع السينما، هذا ما أكده المخرج الإماراتي منصور الظاهري الحائز جوائز عالمية عدة في حواره مع «الاتحاد» أثناء مشاركته في فعاليات مهرجان الخليج السينمائي، حيث يشارك بفيلمه «سراب. نت»، الذي يروي في قالب درامي قصة حقيقية لفتاة تنشد الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حين تقع على من تعتقد واهمة أنه فارس الأحلام، تكون في الحقيقة قد وقعت في حبائل شخص مخادع يسعى إلى خداعها لتبدأ رحلة المعاناة والتنازلات. ويفتح الظاهري أوراق همومه التي ازدادت في عدم مشاركته بفيلمه «سراب. نت» في مهرجان كان السينمائي بسبب قلة دعم صناعة السينما، مما يؤثر سلباً على دفعها للأمام في حين أن المفارقة بأن أكثر المهرجانات الإقليمية شهرة يتم تنظيمها في الدولة، كما يعزو من وجهة نظره السبب في عدم وجود تبنٍ لصناع السينما بسبب الخلط وعدم وجود منهجية واضحة ومحددة في آلية اختيار النصوص لدعمها وترويجها على الصعيد العالمي. المشاركات ويُشارك الظاهري بفيلمه «سراب. نت» في مسابقة الأفلام القصيرة، كما يشارك بهذا الفيلم في مهرجانات دولية مثل مهرجان كان السينمائي في شهر مايو المقبل بالإضافة إلى مهرجان هوليوود، الذي سينطلق في شهر أكتوبر المقبل، وسر نجاح الفيلم، كما يقول المخرج، إنه يعالج قضية تغاضى عنها الكثيرون، وهي تسلط الضوء على ما ينتهجه الشباب العابث في إيقاع الفتيات من خلال الشبكة العنكبوتية، ونال «سراب. نت» استحسان الجميع، خاصة العاملين في وزارة الداخلية سواءً في أبوظبي أو في دبي. ويقول عن فيلمه: «حاولت في هذا الفيلم الذي لا يتجاوز النصف ساعة أن أقوم بتوصيل رسالة في غاية الأهمية إلى مجتمعاتنا، من خلال تحذيرهم بمخاطر استخدام الأنترنت بالطريقة السلبية، وأخذ الحيطة ممن يتخفى في هذا العالم الافتراضي لأن هُناك الكثير من الشر يقبع خلف جدرانه، يتضمن الفيلم مشاهد سوداوية لا تخلو من الجرأة في الطرح لتوصل المضمون المخفي والذي قد يتحاشاه البعض». وعند سؤاله عن عدم مشاركاته في باقي المهرجانات الدولية، قال الظاهري بأنه لم يرسل الفيلم لمهرجانات أخرى لأن لديه طاقة معينة، فهو من يسدد تكاليف أية عمل على نفقته الخاصة، بدءاً من الإنتاج إلى التوزيع إلى السفر لحضور هذه المهرجانات والمشاركة فيها، يقول: تكاليف المشاركة بالمهرجانات مرتفعة جداً، ولا يوجد هناك من يتبنى هذه الأعمال، وبالتالي، فإن أية تكاليف إضافية خارج الإنتاج ستكون مرهقة لي، مما يتسبب في محدودية المشاركات ضمن المهرجانات. ويقول: رغم صعوبة الأمر أشارك في المهرجانات بمجهود شخصي، حيث لا يوجد أي جهة تبنت الفيلم، أو قامت بدعمه، حيث إن بعض القائمين على قراءة النصوص، ليس لديهم القدرة على فهم القصة المحلية وتنوعها، فهم لا يتحدثون العربية ولا يفهمون اللهجة المحلية، وبالتالي يتم إهمال هذه النصوص مما يسبب ظلما للمنتج السينمائي المحلي، حيث يستحيل على الأجنبي الذي يجهل قراءة اللغة العربية أن يقوم بتقييم النص المحلي، هو غائب عن التقاليد والتراث ولن توصل الترجمة الفكرة الأساسية، وعندها ينطبق المبدأ «ضاع في الترجمة» أو «سقط سهواً» على نصوصنا وبالتالي تضيع الفرصة. ويعطي الأمثلة الكثيرة بهذا الصدد من حيث وجود العديد من صناع السينما المشهود لهم في المجال، وتلقى نصوصهم في أدراج النسيان، ويرى ضرورة توافر كتاب إماراتيين، وهم موجودين وعلى خبرة ودراية، ضمن لجان الاختيار، التي تقوم على غربلة النصوص المقدمة لشركات الإنتاج، ويعتب على من يعمل في شركات الإنتاج الكبرى على إهمال النص والسينما الإماراتية، حيث يشير واقع الحال إلى أنه منذ 5 سنوات لم يتم تبني أي قصة من الموروث المحلي الذي تغنى به الشعراء والكتاب منذ زمن بعيد إلى يومنا هذا. ويضيف أوجه كلامي لمسؤولي شركات الإنتاج الكبرى، الذين يجوبون العالم للتسويق لهذه الشركات، ويهملون صناعة السينما المحلية في حين أن تكلفة جولتهم المكوكية حول العالم أكثر كلفة من إنتاج 10 أفلام إماراتية طويلة، مشيداً بمجهودات الطلبة الإماراتيين المشاركين في «زاوية أفلام الطلبة»، التي تحدت عدم وجود الدعم ويتقدمون بمشاريع متواضعة، لكنها تدل على حس عال يطلب من الطلبة التفرغ لمدة لا تقل عن 3 أشهر لحضور ورشات العمل وبعدها يتركون في سواد المجهول. صندوق دعم الأفلام ويقترح وضع لوائح واضحة تتماشى مع نهضة التوطين بالدولة في مجال الإنتاج المرئي بشكل عام والسينمائي بشكل خاص، ويتم من خلال توطين الحد الأدنى من هذه الصناعة ولو وصلت إلى 10% من أعمال القنوات المحلية وجهات الإنتاج المحلي، وبهذا سيكون المنتج الإماراتي مطلوبا والكاتب الإماراتي مطلوب والممثل والمخرج سلعة مرغوب فيها بالدولة. وتساءل في حديثه لماذا لا يتم إنشاء صندوق لدعم صناعة الأفلام الإماراتية؟ على أن يكون تمويله من دور السينما الإماراتية، ويقول في اقتراحه: يتواجد أكثر من 200 دار للسينما في الدولة، وفي كل دار يوجد على الأقل بحد أدنى نحو 5 صالات عرض، أي يزيد عدد صالات العرض على 1000 صالة، ولو تم خصم 5% من قيمة التذاكر المباعة في دور السينما داخل دولة الإمارات، لدعم هذا الصندوق ستكون السينما المحلية بألف خير. واستكمل في حديثه على آلية إدارة هذا الصندوق المقترح قائلاً: في حال إنشاء هذا الصندوق سيكون الأفضل لإدارته هو المهرجانات المحلية لأنهم على تواصل مباشر مع الكتاب وصناع السينما المحليين، ولا يرى أي مشكلة في هذا الموضوع طالما يصب في مصلحة صناعة مهملة ومهمشة. ويستطرد: المجلس الوطني للإعلام بالنسبة لنا طوق النجاة الذي بإمكانه تنفيذ مقترح خصم هذه النسبة من التذاكر لدعم السينما الإماراتية، كما اقترح أن يكون هناك نسبة معقولة من ما يعرض على القنوات المحلية بأن تكون إماراتية خالصة في ظل غزو المسلسلات الدخيلة على مجتمعاتنا مثل التركي والمكسيكي. مشاريع قادمة ويقول الظاهري: إنه سيستمر في صناعة الأفلام الهادفة المرافقة لطرح رسائل للمجتمعات العربية بغض النظر عن الصعوبات التي قد يلاقيها، لأنه يرى أن هدف الأعمال السينمائية والتلفزيونية إجمالاً تكمن في توعية جميع شرائح المجتمع بقضاياه المحيطة من خلال التشويق والحركة الذي اعتاد عليه المشاهد، وإنه سيعمل دائماً على إظهار الموروث الإماراتي للدولة، وسيبقى على الطريق الذي انتهجته منذ البداية في إيصال الموروث الإماراتي للعالمية، فلدينا تاريخ مشرف على مدى قرون، وتاريخ حديث وطفرة غير عادية، لذلك لابد من صناعة الأفلام التي تظهر هذا التاريخ الذي يبعث على فخر واعتزاز أجيالنا، حين تتعرف إلى تاريخنا من خلال السينما أيضاً وليس من خلال الورق فقط. جدير بالذكر أن المخرج الظاهري حاز العديد من الجوائز المحلية والدولية منها المركز الأول في مسابقة الأفلام الإماراتية الوثائقية ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الخامسة على فيلم «عيال الصقر ما تبور»، كما حصد جائزتين في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام عن أفضل فيديو موسيقى وأفضل زي في «الفيديو» الوطني الإماراتي «العالم يغني لزايد». «لن ننساكم» و «حلم الإمارات» يعمل منصور الظاهري حالياً على فيلم «لن ننساكم» الذي يتحدث عن الجزر الإماراتية المحتلة، ويقدم هذا الفيلم لأهالي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وهو فيلم فني قصير مدته حوالي 10 دقائق وسيكون قيد العرض بحلول العام المقبل، على حد قوله سيكون الفيلم مفاجأة للجميع. كما أنه بصدد تحضير فيلم وثائقي بعنوان «حلم الإمارات» وهو فيلم يروي قصة حياة عدد من المقيمين العرب والأجانب بدولة الإمارات، الذين يعيشون بتناغم في الدولة رغم اختلاف ثقافاتهم وأديانهم وتمسكهم بالعيش في الدولة للتنعم بحالة الأمن والأمان التي توفرها الدولة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©