الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة «كهف الجن».. فرصة لاستكشاف عجائب باطن الأرض

زيارة «كهف الجن».. فرصة لاستكشاف عجائب باطن الأرض
13 يناير 2014 21:04
يوسف البلوشي (مسقط) - تنفذ سلطنة عمان حاليا خططا لتطوير كهف مجلس الجن وحديقة الكهف الموجودة في هضبة سلمى بالمنطقة الشرقية. وبعد نجاح مشروع تطوير كهف الهوتة، تبدي وزارة السياحة اهتماماً كبيراً بتطوير هذا الكهف، الذي يمتلك ثاني أكبر قاعة لكهف في العالم، بعد قاعة ساراواك في ماليزيا. ويقع كهف مجلس الجن على بعد 14 كم من طريق قريات – صور السريع، والذي يمكن الوصول إليه من خلال طريق ترابي متفرع من هذا الطريق، ويكشف الكهف لزائريه عن العديد من عجائب الطبيعة الموجودة تحت سطحه. وهو يمثل واجهة مليئة بالمغامرة والإثارة لمحبي تسلق الجبال واستكشاف الكهوف. وتمثل عملية تطوير هذا الكهف تحدياً كبيراً للمطورين لأن مدخل الكهف موجود في الأعلى وليس من الجانب، كما هو معتاد في الحالات الاعتيادية. ويصل طول المسقط من أعلى إلى أسفل في الفتحة المقترحة إلى نحو 35 متراً. وبخلاف قاعة مجلس الجن الغائرة، تعتبر الهضبة موطناً لخصائص التكوينات الكارستية المذهلة. والتكوينات الكارستية هي تضاريس مميزة تتشكل فيها المناظر الطبيعية إلى حد كبير عن طريق العمل الانحلالي للمياه على الحجر الأساسي الكربوني. وتعتبر القنديلة شرفة صخرية تشكل ملجأً طبيعياً للماعز، التي تعتبر المعلم الرئيس على مقربة من مداخل الكهف. وتتميز أبعاد مجلس الجن بأنها مذهلة؛ حيث يبلغ طولها 340 متراً وعرضها 228 متراً، مع سقف ارتفاعه 120 متراً. وتعتبر هذه الأبعاد واسعة بشكل يكفي لاستيعاب أكثر من 12 طائرة بوينج جديدة من طراز 474. ويبلغ ارتفاع القاعة نحو 120 متراً، واتساعها 200 متراً، وطولها 300 متراً، مع حجم إجمالي يزيد على 3 ملايين متر مربع. وفي أوقات معينة خلال اليوم، تتسلل أعمدة ضوء الشمس الجميلة من خلال الثقوب في السقف مباشرة إلى أرضية القاعة، مضيفة منظراً جمالياً بديعاً. وفي الليل، يمكن أن يترك ضوء القمر التأثير نفسه. وكان كهف مجلس الجن قد تشكل من الحجر الجيري من تكوينات الدمام، الموجودة في بحر ضحل دافئ منذ فترة تتراوح ما بين 40 إلى 50 مليون عام مضت، خلال الحقبة الجيولوجية الفجري الوسطى. وبعدها بعدة سنوات، انثنت قوى انضغاطية مرتبطة بالانجراف القاري وتصدعت وانكسرت وضغطت حجر الأساس الموجود فوق مستوى سطح البحر تدريجياً، عندما بدأت القاعة في التكون. وقد أسهم في تطور التكوينات الجيولوجية لمجلس الجن موقع الصدوع والكسور برفقة المياه الجوفية المحللة للصخور التي تحركت. ووصلت الفترة المطيرة الأخيرة إلى ذروتها قبل 7 آلاف عام تقريباً، قبل أن يبدأ الجفاف التدريجي في المنطقة. ويرجع شكل واستقرار القبة القائمة بذاتها إلى حقيقة أن أي كتل كبيرة من الحجر الجيري لم تثبت في مكانها بسبب الانضغاط، كما في القوس الروماني العملاق، وأنها سقطت إلى الأرضية. وتسبب الحطام الناتج في سد المخرج السفلي الأصلي من القاعة، وأدى إلى ظهور قاع البحيرة. ولم يعرف بعد مدى عمق أرضية حجر الأساس الأصلية الموجودة تحت الحطام. وهو من أشهر الكهوف التي توفر فرصة نادرة للتعرف على التكوينات الجيولوجية للكهوف، وتطورها عبر مئات السنين، كما توفر زيارة هذا الكهف أيضاً فرصة للاطلاع على فن النقش على الصخور الذي تركه الإنسان البدائي الذي سكن هذه الكهوف. كما يستمتع زوار الوادي بالمناظر الجميلة الخلابة لشلال وادي دربات، الذي تنساب مياهه الكثيفة من ارتفاع 100 متر بعد هطول الأمطار الغزيرة، وكذلك بمناظر بحيرات الوادي والحياة البرية فيه. وتعتبر هذه الكهوف فريدة من نوعها، وهي تتميز بتنوع الترسبات المعلقة في أسقفها، وهي تختلف عن غيرها من الكهوف، حيث إن الوادي شطرها ولم يبق منها سوى أنصافها أو تجاويفها وأقواسها. قصة الاكتشاف كان دون ديفسون جونيور، الذي يعمل كباحث هيدرولوجي في برنامج الأبحاث الكارستية التابع للهيئة العامة العُمانية لموارد المياه، هو من اكتشف صورا جوية مثيرة لجبال بني جابر في المنطقة الشرقية خلال عام 1982. وأظهرت هذه الصور الهضبة الكارستية، التي برزت تضاريسها المنخفضة بشكل واضح في جبال تتخللها جروف وخوانق عميقة كانوا يعتبرونها واحدة من أكثر المناطق التي يصعب الوصول إليها في السلطنة. وتركز اهتمام دون بالصور على العديد من الثقوب الضحلة الكبيرة، وهي الأماكن التي كانت تحتوي على آثار لينابيع اندثرت عبر العصور الجيولوجية المختلفة. وفي شهر يناير 1983، وصل هو وزوجته شيريل جونز إلى الهضبة، حيث كانوا قد شاهدوا الصور. وبعد شهور قليلة، هبط دون إلى ثاني أكبر قاعة لكهف في العالم، ونتيجة لذلك تم اكتشاف كهف مجلس الجن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©