الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرى الضيف

8 سبتمبر 2008 00:05
قال الأصمعي: أبخل أهل خراسان أهل طوس، وكانت قرية من قراها قد شهر أهلها بالبخل، وكانوا لا يقرون ضيفاً، فبلغ ذلك واليّاً من ولاتهم، ففرض عليهم قرى الضيف، وأمرهم أن يضرب كل رجل منهم وتداً في المسجد الذي يصلي فيه، وقال: إذا نزل ضيف فعلى أي وتد علق سوطاً أو ثوبا فقراه على صاحب الوتد، وكان فيهم رجل مفرط البخل، فعمد إلى عود صلب، فملسه وحدده، وصيره في زاوية المسجد، ووتده منصوباً ليزل عنه ما علق عليه، فدخل المسجد ضيف، فقال في نفسه: ينبغي أن يكون هذا الوتد لأبخل القوم، وإنما فعل هذا هرباً من الضيافة، فعمد إلى عمامته، فعقدها على ذلك الوتد عقداً شديداً، فثبتت، وصاحب الوتد ينظر اليه قد سقط في يديه، فجاء إلى امرأته مغتماً، فقالت: ما شأنك ؟ فقال: البلاء الذي كنا نحيد عنه، قد جاء الضيف، ففعل كذا وكذا، فقالت: ليس لنا حيلة إلا الصبر، واستعانة الله عليه، وجعلت تعزيه· واجتمع بناته وجيرانه متحزنين لما حل به، وكان أمر الضيف عندهم عظيماً، فعمد إلى شاة، فذبحها، وإلى دجاجة فاشتواها، وإلى جفنة فملأها ثريداً ولحماً، فجعلت امرأته وبناته وجاراته يتطلعن من فروج الأبواب والسطوح إلى الضيف وأكله، وجعلوا يتبادرون: قد جاء الضيف، ويلكم! قد جاء الضيف· فتناول الضيف عرقاً من ذلك اللحم ورغيفاً فأكله ومسح يده، وحمد الله عز وجل، وقال: ارفعوا، بارك الله عليكم!· فقال صاحب البيت: كل يا عبدالله! واستوف عشاءك، فقد تكلفنا لك· قال: قد اكتفيت· فقال: هكذا أكل الضيف مثل أكل الناس لا غير؟ قال: نعم· قال: ما ظننت إلا أنك تأكل جميع مع عملناه وتدعو بغيره· فكان ذلك الرجل بعد ذلك لا يمر به ضيف إلا قرأه· مفارقة رأى عمر ''رضي الله عنه'' رجلاً يصلي صلاة سريعة مبتورة ثم دعا ربه فقال: اللهم ببركة صلاتي زوجني من الحور العين! فقال له عمر: يا هذا، لقد أقللت المهر، وأعظمت الخطبة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©