الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأقليات في أميركا تسعى إلى تعزيز حضورها السينمائي والإعلامي

الأقليات في أميركا تسعى إلى تعزيز حضورها السينمائي والإعلامي
16 ابريل 2012
تسعى الأقليات في الولايات المتحدة الأميركية، ولاسيما المتحدرون من أصول دول أميركا اللاتينية، إلى تعزيز حضورها في وسائل الإعلام الجماهيرية والصحفية والخبرية، وذلك من خلال القيام بحملات مطالبة وتوعية بأهميتها كمستهلكين وفنانين ومبدعين وشركاء أساسيين في صناعة الإعلام والسينما. في وقت كشف فيه إحصاء عن أنه ورغم ازدياد عدد الأقليات في الولايات المتحدة إلا أن عدد العاملين في غرف التحرير والأخبار في البلاد استمر في الانخفاض في العام الماضي. أبوظبي (الاتحاد) - في حملة لافتة عمّمت الجمعية الوطنية للمنتجين (الفنيين) المستقلين من أصول لاتينية (NALIP) قائمة أسماء مؤلفة من عشرة آلاف مشترك معنيين بقطاع السينما، من أجل تعزيز صورة أبناء هذه الإثنية في وسائل الإعلام الجماهيرية من سينما وتلفزيون. وألقت الجمعية في رسالتها الضوء على الأهمية المتزايدة للأميركيين من أصول لاتينية في قطاع السينما، معلنة في الوقت نفسه تحضير لحملة مطلبية ثانية تبيّن فيها أهمية ثاني أكبر جماعة إثنية في الولايات المتحدة من حيث مشاهدة التلفزيون، والأكثر شراء من أي إثنية أخرى لتذاكر الدخول إلى صالات السينما، والأكثر استهلاكاً للمنتجات والمواد الإعلامية، بينما هي لا تمثل سوى 1% من المسؤولين التنفيذيين في صناعة السينما في هوليوود. زخم جديد تكثفت هذه الحملات من قبل تجمع السينمائيين اللاتينيين بعدما أظهر أحدث مسح إحصائي للسكان في الولايات المتحدة بأن عدد ذوي الأصول اللاتينية قد تخطى الخمسين مليون نسمة، وأصبح رسمياً ثاني أكبر جماعة إثنية متجاوزا بذلك عدد الأميركيين من أصول أفريقية. وذكّرت شبكة “سي أن أن” بمحاولة أخرى جرت قبل 13 سنة، عندما قامت مخرجة الأفلام الوثائقية ماريا آجي كارتر ومعها بعض منتجي الأفلام الآخرين من أصول لاتينية بحملة لمواجهة سوء حضور تمثيلهم في وسائل الإعلام الجماهيرية، ولكن ذلك الطلب قوبل حينها بازدراء. أما هذه المرة فإن العديد من الظروف تعطي الحملة الجديدة شرعيتها، خاصة وأنها بدأت عشية المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية للمنتجين من أصول لاتينية الذي بدأ الجمعة الفائت في يونيفرسال سيتي في ولاية كاليفورنا، والذي يجري خلاله تكريم الممثلة ريتا مورينو، وهي ممثلة ومغنية وراقصة وأصلها من بورتوريكو، وتعتبر الفنانة الوحيدة التي حازت جوائز إيمي وجرامي وأوسكار. ويمثل تكريمها ما يشبه التذكير بأفضال ذوي الأصول اللاتينية على الإنتاج الفني الإعلامي في الولايات المتحدة. كما يتخلل المؤتمر السنوي إعلان المخرج روبرت رودريجيز عن تدشين شبكة تلفزيون كيبل تسمى “الراي” الموجهة لذوي الأصول اللاتينية ولغيرهم. ويعتبر رودريجيز من الجيل الثاني أو الثالث من الأميركيين المتحدرين من أصول لاتينية (من مواليد 1968)، وتحديدا من المكسيك، وقد برز في مختلف جوانب العمل السينمائي من إخراج وكتابة وإنتاج وموسيقى ومن الأفلام التي أخرجها “ماشيت” و”ديسبيراتو”، الذي قدم الممثلة سلمى حايك للجمهور الأميركي. ويُنظر إلى الجمعية الوطنية للمنتجين اللاتينيين المستقلين كأبرز جمعية وطنية لصناعة السينما المستقلة والفيديو. ويعقد المؤتمر السنوي للجمعة تحت عنوان “أصوات متنوعة، ومحتوى كَوْني”، وبرعاية من شركة السينما العملاقة “تايم وورنر” ومجلس الإعلام اللاتيني الوطني”. غرف الأخبار من المنتظر أن تكتسب الحملة حشداً للجهود في جميع القطاعات الإعلامية، بعد الكشف الأسبوع الماضي عن إحصاءات جديدة أظهرت أنه رغم ازدياد عدد الأقليات في الولايات المتحدة إلا أن عدد العاملين في غرف التحرير والأخبار في البلاد استمر في الانخفاض في العام 2011. وصدرت هذه الإحصاءات عن الجمعية الأميركية لناشري الأخبار (ASNE)، ومركز الأبحاث الاجتماعية المتقدمة (CASR) التابع لكلية الصحافة في ولاية ميسوري. وجاء فيها أن الأقليات تشكل فقط 12.3% من العاملين في غرف الأخبار في الولايات المتحدة، مسجلاً بذلك انخفاضا ملحوظا عمّا كان عليه في العام 2010، حيث كانت نسبتهم 13.7%. على الرغم من أن أعداد الأقليات بشكل عام أصبحت تمثل 36% من مجموع عدد السكان طبقاً لإحصاء 2010. وبيّنت الإحصاءات أن إجمالي عدد العاملين في غرف الأخبار للعام 2011 من جميع الأصول تراجع بنسبة 2.4% منذ العام السابق، حيث انخفض من 41.600 ألف إلى 40.600 ألف، في حين انخفضت نسبة المتحدرين من الأقليات بمقدار 5.7% (من 5,300 إلى 5000). وقدرت شركة “بوينتر” أن الانخفاض في الوظائف أصاب العاملين من الأقليات في غرف الأخبار بنسبة واحد إلى كل ثلاث حالات صرف للعاملين. ورغم هذه السلبيات فقد لاحظ بيان صادر عن معهد “رينولد للصحافة”أن مؤشراً إيجابياً واحداً في هذه الإحصاءات، وهو أن الانخفاض في وظائف غرف الأخبار، وكذلك في وظائف الأقليات يتجه على ما يبدو نحو الاستقرار خلافاً لموجة الهبوط الحاد الذي بدأ في العام 2006 - 2007. ويرى روني أجنو، المسؤول في مركز الأبحاث الاجتماعية في جامعة ميسوري، أن لوجود العاملين من الأقليات في غرف الأخبار أهمية خاصة للمحتوى الإعلامي ولكيفية تغطية وسائل الإعلام للأخبار، خاصة في اللحظات الحرجة، مثل قضية الفتى ترافون مارتين في فلوريدا، وهو من أصول أفريقية سوداء، أواخر مارس الماضي والذي أثار مقتله ولايزال موجة غضب واسعة، بالنظر إلى ملابسات الحادثة التي أعادت إلى الأذهان صورة التمييز العنصري وتنتظر الآن حكم القضاء. ولاحظت رابطة “ الاذاعات الوطنية”، وهي منظمة نقابية لنحو 900 إذاعة أميركية، أن تغطية الحادثة لم تكن “عادلة ودقيقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©